- وِجهة نظَر فلِيكس -
لطَالما كُنت وحشًا بشِعًا فِي نظَر الجمِيع فِي فَترة وجُودي بِالمصحة.
بَل مُنذ وِلادتِي كُنت وحشًا مُحبًا للعُنف.
لمْ أكُن يومًا مُراهقًا مُدللًا يُعاني مِن فرطِ مشاعِر ويتدعِي الأمرَاض النّفسية لأنّه يرِيد الاهتِمام كَأقرانِي فِي العُمر، أو طِفلًا أكبَر همّه أن يلعَب بِألعابِه مَع أصدقائِه ورؤيَة برنامجِه المُفضل.
إنمَا كُنت وحشًا دُون مشاعِر.
لمْ ألعَب فِي طفُولتي قَط بِألعاب الأطفَال، بَل بِالخناجِر والمُسدسات.
ولمْ أبكِي ليلًا فِي فترَة مُراهقتي إلى أن تَتبلل وِسادتي بِسبب فتاةٍ أو فتى ما رفَض مشاعِري وادعَاء الإكتِئاب، بَل كُنت أجعَل الأطبّاء يبكُون بِسبب فقدهِم لصوابِهم بِسببي.
فَحتى فِي ذلِك اليَوم، كُنت مُجرد وَحش صغِير قَرر قَتل صدِيقه الوحِيد لأنه 'ضجِر'.
كُنت وحشًا وبِلا قَلب فقَط مِن أجلِ الإرتقَاء لتوقُعاتِه وأصبِح مِثله.
...
فتحتُ عينيّ بِبطء.
نَظرة ضبابِية تعتَلي زوجَين يحتضِنان جُثة متعَفنة ويصرخَان بِوجهي.
- أيّها الوَحش!!
كانَت هذِه المَرة الأُولى التِي ينعتُني أحَد بِهذا.ماذَا يحدُث هُنا؟
لقَد ذابَت أجسادُهم جميعًا وأمتزجَت بِالأرض الصّلبة.
تراجَعت بِخطواتي قليلًا للخَلف والتفَت للوَراء لأجِد نفسِي داخِل اللعنَة التِي كُنت حبيسًا بِها لِسنوات.
الجُدران والممَرات نفسُها.
أينَ أنا؟
مَرت مُمرضتان للتَو وأنَا واثِق مَا همستَا بِه أثنَاء رَمي نظراتُهما المُقرفة عَلي كَان: "إنّه الوَحش"
أنت تقرأ
عَرِين الشّيْطَان | Hyunlix
Horror"حتَى وإن كُنتَ لا تُطيقُني؛ كُل شبرٍ بِجسدِكَ يَشتهِينِي." هربَ فِيلكس ذُو الثَمانِية عشَر ربِيعًا مِن مصَحةٍ عَقلية سُجِنَ بِها لِمدّة تِسع سنَوات، ظَانًا إنّه وأخِيرًا استطَاع التّغلب عَلى مصِيره المَشؤُوم ولكِن لسُخريَة القدَر أن يَربُطهُ بِأمِي...