لست زوجكي

14 2 0
                                    

بعد ان تمنت امينة لزوجها التوفيق في عمله، انطلقت تقوم بواجباتها في منزلها، ان امينة من النساء اللاتي يحببن الوحدة والبيت، و وقت اهتمامها بمنزلها ونفسها من اكثر الاشياء التي تغرس الفرح في يومها، قامت بتنظيف منزلها، واعداد الكثير من الحلوى، وختمت جهدها بالذهاب لأخذ حمام ساخن لتستعيد استرخائها، بعد هذا قررت زيارة بعض الجارات و اطعامهم من حلواها -بما انها اعدت الكثير بالفعل-
وصنع علاقات جيدة مع جيران منزلها الجديد.

عادت للمنزل بسرعة، لا تريد ان تتاخر عن استقبال زوجها، بعد يومه المتعب...لكنها وجدته قد عاد للمنزل باكرا.

"مرحبا!...لقد كنت قادمة لاستقبالك بالفعل! اذا كيف كان يومك بالعمل؟..."

ابتسم ابتسامة عريضة وعانقها بقوه:
-"لقد اشتقت لكي! لا يهم ما حدث معي الأهم كيف كان يومك؟ هل احتجتي اي شيء بغيابي؟"

"اجل...احتجتك انت!"

بدأ الاثنان يضحكان اثناء ذلك الغزل المفاجئ...وكل منهم يفاجئ الآخر بغزل، وبين هذا الضحك سكتت امينه للحظة...

"الآن قل لي حقا! لما عدت باكرا اليوم...الست تعود على السادسة؟ لما اذا عدت على الرابعة؟"

استغرب انس من سؤالها، ثم اجاب بقلق:
"لقد اشتقت لكي! لذا قمت بانهاء اعمالي بسرعة، وقلت للمدير انني انهيت عملي واريد المغادرة، فوافق...لما هل هنالك مشكلة في عودتي باكرا؟"

-"لا!! انا فقط أصابني الفضول!، لا تقل هذا مجددا!"

عم الصمت لدقيقة

-"على اي حال، هل تريد ان تاكل بعض الحلوى التي أعدتها لك؟"

بدأ الاثنان بالاكل و التحدث بحماس، يعرضان الافكار على بعضهما البعض.

-"ما رايك؟ الا تعتقدين ان هذه الغرفة ستاكون الأمثل!"
-"لو كان فتى سيكون مناسبا! لكن لو كان فتاة...فمن الافضل ان تكون في الطابق الثاني!، الفتيات يحببن الخصوصية هههه"

وعلى هذا الخط كانت احاديثهما...لا شيء مميز...

لكن فجأة وقف انس بشكل فوري وتحرك بهدوء نحو احد الغرف، استغربت امينه وقالت بهدوء

-"ماذا الا تتفق معي؟"

نظر لها انس بشكل طفيف، تلك النظرات مرت في ذهن امينه بسرعة، فتذكرت نفس النظرات التي استغربتها في ليلة امس.

سار انس نحو نفس الغرفة السابقة، دخلها وهي مطفأة كعادتها، ونظر من نفس النافذة الكبيرة...يحدق في نفس الاتجاه.

احتارت امينه و هي تفكر باحد الاثنين، ان تتبعة و تسأله عن وضعه، او ان تتركه وحده...و في النهاية قررت ان تتبعه.
-"انس..هل هناك مشكلة ما في اي مما قلت؟"

أجاب انس بنبرة هادئة:
-"كلا...لقد تعبت من الكلام فقط...يمكنك الذهاب للنوم"
-"انها التاسعة...من ينام على التاسعة؟"

نظر اليها بطرف عينه..وقال ببرود
-"انا لا اهتم، فقط ارحلي..."

لم تستمع امينه له، بل عاودت الرد
-"ما المشكلة في تواجدي؟"
-"ارحلي!"
-"سارحل فقط عما تخبرني ما بك! وبماذا تحدق؟؟"

اقتربت امينه من النافذة ونظرت للخارج، لكن كل ما وجدته هو مدينه عادية، و رجال يتسامرون في الخارج...لا شيء غريب.

-"انا لا انظر لشي بالتحديد! اريد البقاء وحدي فقط!"
-"حسنا عزيزي...ها انا خارجة الآن "

بدات تخطو بسرعة لخارج الغرفة، لكن رات شيئا جعلها تتوقف مكانها.

-"ما هذا الشراب على الطاولة؟"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


-"ما هذا الشراب على الطاولة؟"

لم يجبها انس باي شيء، بل بقي ساكتا يحدق فيها بهدوء تام، عاودت امينه السؤال بصوت يرتجف:

"هل...هذا نبيذ؟ رائحته غريبة...ا-انه ليس عصيرا عاديا...هذا نبيذ؟؟!"

بقي انس صامتا تماما، ثم تحرك نحو الكائس وارتشف منه رشفة، ثم قال:
-"اجل...انه نبيذ...من النوع الغالي و الراقي، اتريدين البعض؟"

لم تتمالك امينه اعصابها، و قامت بضرب الكاس فسقط على الارض، لم ينكسر...لكن انسكب منه كل النبيذ و ملأ الارض، ثم قالت بحده وجسدها يرتجف:

-"مستحيل! رجل ديين وعفيف مثلك قد يفعل هذا!! هل هل هذه حقيقتك الان!! اهذا ما تهرب كل ليل و تختبأ لاجلة!!"

اقترب انس منها بهدوء وامسك خصلة شعرها يشدها بشكل طفيف
-"انتي ستسببين لانس المشاكل!! اسمعي يا امرأة! انا لست زوجكي انس!"

تحجرت امينه مكانها، و اعينها تذهب يمينا و شمالا...غير قادرة على الاستيعاب، ثم تابع الرجل:

-"لذا لا تقلقي انس لا يشرب، ولا يعلم اصلا انه ينام و في معدته نبيذ...ولآن عودي لسريرك ونامي!!!"

خرجت امينه من الغرفة جريا، و اختبأت مثل طفل تحت البطانية، و هي تلفها حولها بخوف و ترتجف متسائلة
"يا ربي، ماذا يجب علي ان افعل؟ هل هذا جني؟ ام مجرد طريقة غبية لابعادي عن الحقيقة، هل يجب ان اعود لمنزل عندليب(الخياطة)، ام ابقى هنا؟...يا الله ساعدني، انا في حيرة من امري"

زوجي له روحينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن