4-جلسّه نفسيه.

34 9 4
                                    

"-سيد كيم؟."
نظر چين للطبيب أمامه بهدوء.

"-سألتُك‌َ لماذا لا تريد أن تتذكر؟."
"-لا أعلم."

"-ماهي أخر ذكرياتك؟."
"-خزانة الملابس التي حبستني أمي بداخلها."

نطقها بهدوء وهو يناظر الفراغ أمامه.

"-أغمض عينيكَ، وأحبس أنفاسك لخمس ثوانٍ وأخبرني ماذا رأيت."

ثانية
رأى نفسه يركض علىٰ البحر

ثانيتين
صورة مشوشه لرجل ثلاثيني يحتضنه

ثلاث ثوان
يرتدي بدلة كُحليه وينظر في المرآه

أربع ثوان
شاب بشفاهٍ ممتلئه يدفعهُ وهو يبكي وملطخ بالدماء

خمس ثوان
مِيلِينا في الزي المدرسي تُقَبِّل وجنتهُ

"-الآن أفتح عيناكَ."
نظر لهُ چين بنظرات غير مفهومه.

"-ماذا رأيت؟."
"-مشاهد متفرقه، لأشخاص متفرقه."

"-ألا تتذكر أحد منهم؟."
"-أتذكر مِيلِينا."
همس بها وهو ينظر له بشرود.

"-هل انتَ مقرب منها؟."
"-من المفترض أن نكون."

"-ماذا تتذكر عن علاقتكم؟."
نظر لهُ بصمتٍ.

"-عقلي لايتذكر أي شيء عن مِيلِينا
لكن قلبي يتذكرها جيدًا، فـ هو ينقبض دومًا لرؤيتها."

"-حسنًا سيد كيم لنكتفي بهذا اليوم، رجاءًا تناول تلك الأدوية، أراكَ الاسبوع المقبل."

يجلس في السيارة بجانب مِيلِينا ثانيةً ينظر للشوارع بفراغٍ، يحاول التذكر ولكن بلا فائده.

يشعر وكأن كل شيء قد سُلب منهُ بتلك الطريقه الغير مفهومه، حياتهُ، أحبائهُ، أصدقائهُ وكل شيء.

يكاد يشعر بأن هناك غزوًا خارجيًا يُقام في رأسهُ كل ليلة أثر محاولاته الفاشلة للتذُكر، لكنهُ أيضًا لا يتذكر.

كل شيء في حياتهُ الآن هو عباره عن مِيلِينا، التي بجانبه طوال الوقت ولا تتركهُ لأفكارهُ لـ تعصف به وترميه في الهاويةِ.

إنها تعاملهُ كما لو أنهُ إبنها الذي تحيط عليه بيديها من قُبح كل شيءٍ حولهُ، وهو ممتن لذلك.

WHO I AM? II K.SJحيث تعيش القصص. اكتشف الآن