"لا تفكر أنك تستطيع أن توجه الحب في مساره، فالحب إن وجدك جديرًا به هو الذي يوجه مسارك. هو الحب ذا يستهزئ بي، ها قد جعلني سخرية، وقادني حيث الآمال تعد عيوبًا والأماني مذلة. الاهتمام لن يأتيك، إلا من إنسان يريدك. الحب الذي تغسله العيون بدموعها، يظل طاهرًا وجميلًا وخالدًا.." جبران خليل جبران.******
جلست أراقبه من بعيد بلهفة بينما كان هو غارقاً في أفكاره، غير مدرك لنظراتي له. و في لحظةً ما, رفع رأسه للأعلى, حينها... رأني أقف أمامه, أنظر إليه هو لا أحد سواه. أردت أن أبادره، أن أسأله عن حاله، أن أسأله إن كان بخير، ولكنه مر متجاهلاً، كأنني كائن غير مرئي، فتركني وحيدة في محيط الانكسار والصمت.
|من منظورهان|
لم يكن الهروب هو الحل الأمثل, كان هناك العديد من الأشياء التي يجب أن أنجزها بدلاً من أن أهرب بعيداً.
كنت في سنتي الأخيرة في الجامعة, أعلى حافة التخرج، ولم أكن أرغب في إهدار سنوات دراستي بسبب ما حد. بل أردت أن أنهي دراستي ومن ثم سوف أسافر إلى الخارح أبدأ حياتي في مكان أخر. ولأتمكن من فعل ذلك, كان علي أن أتجنبها. أتجنب التحدث إليها أو النظر إلى عيناها. كنت أرغب في تحرير قلبي من الأثر الذي تركته فيه. من تلك المشاعر التي كنت أجهل وجودها.
في تلك الأثناء, و أثناء ما كنت غارق بأفكاري و تائه في عالم تخيلاتي, رفعت رأسي كي أتأكد أنني لن أصدم بالشخص الذي كان يقف أمامي. حينها, رأيتها تقف بصحبة أصدقائها. في تلك اللحظة رغبت بأن أذهب إليها, أركض نحوها, أتحدث إليها, أسألها إن كانت بخير. لكن... حينها تذكرت وعدي لنفسي, أنني سوف أبدأ بتجنها حرصاً على قلبي من أن يتأذى من جديد.
مررت من جانبها متجاهلاً نظراتها لي, لعيونها التي كانت تترقب أن أتقد نحوها, أتحدث إليها, أسأل عن حالها.
توجهت نحو قاعة المحضرات و وجدت أن الدكتور قد كان بالداخل. لم تكن محاضرته قد بدأت, لكنه كان مشغول بتصحيح بعض الأوراق.
دخلت بهدء, وجلست في المقاعد الخلفية. كنت دائماً ما أتجنب في المقاعد الأمامية لتفادي أي تواصل مباشر مع دكاترة الجامعة. حسناً لا أعتقد أنني الطالب الوحيد الذي يفضل الجلوس في المقاعد الخلفية.
جلست بهدوء أتصفح هاتفي, ولم يمضي الكثير من الوقت حتى أصبحت القاعة تعم بالطلاب و أصواتهم الصاخبة. تنهدت بهدوء و أكملت تصفح هاتفي مرتدياً سماعة الأذن أستمع لبعض الموسيقى.
أنت تقرأ
ضوء الحب في ظل الظلام
Randomهناك ما يسمى ب لعنة الحب. نصاب بها دون أن نشعر. نجد أنفسنا تحت تأثير الشخص الأخر. الشخص الذي القى علينا تلك اللعنة. وحين نستيقظ ذلك التخذير الذي تسببتت به تلك اللعنة ، يكون الأوان قد فات. في ذلك الوقت نكون قد أصبحنا ملك للشخص الأخر، ذلك الشخص الذي...