'أعتذر'

65 3 22
                                    

الحب يتطلب شجاعة لا متناهية. عوضًا عن الفرار والاختباء، علينا أن نخوض المعركة للوصول إلى من نحب. 

*****

|من منظور إسول|

كانت جرئته و كلماته تجعلني أحمر خجلاً. شعرت بتزايد دقات قلبي مع كل كلمة كان يقولها. منذ متى كان لديه كل هذه الجرأة.

حاولت أن أخفي توتري و إحرار وجي, ثم أجبته قائلا: "غداً بعد الدوام سوف أكون متفرغة, اراك غداُ."

حين أنهيت جملتي الأخيرة, أسرعت أركض خارج القاعة, هاربتاً من نظرات هان لي, خافية إحمرار وجهي و تسارع نبضات قلبي.

*****

|من منظورهان|

عندما غادرت إسول القاعة, جلست أفكر بما قلته لها. لم أكن أعرف من أين لي كل هذه الجرأة. كيف تمكنت أن أتحدث معها بتلك الطريقة؟ كيف تمكنت.... أن أمسك بيدها, أن أتحدث إليها بتلك النبرة؟ أعتقد أنني فقدت عقلي. 

في اليوم التالي تصادف أن تقابلنا عند محطة الحافلات. أو لأكن أكثر وضوحاً... لم تكن صدفة, كنت بإنتظارها. لكني تصرفت كما لو أننا تقابلنا بالصدفة. 

رأيتها تخرج من الحافلة بهالتها المشرقة, كانت عيناي تراقب كل تفصيلها و عقلي يدون كل تلك الأشياء. تقدمت نحوها بخطوات واثقة أرمقها بتلك الإبتسامة التي رسمت على وجهي منذ اللحظة التي رأيتها بها. 

رفعت يدي و لوحت لها, لكنها في تلك اللحظة إلتفتت للخلف نحو باب الحافلة التي خرجت منها. بدا أنها كانت تنتظر شخص ما. 

توجهت نظراتي بفضول نحو باب الحافلة مترقب الشخص الذي سوف يخرج. 

في اللحظة التي رأيت بها ذلك الشخص, شعرت أن جسدي قد تخدر. لقد كان ذلك الشخص الذي كان برفقة إسول في الكنيسة. 

ما زادني غضب, هي الطريقة التي كانت تنظر بها إسول إليه و كيف كانت تبتسم له. 

لكن, ما الذي جاء به إلى جامعتنا؟ لا أتذكر أنني قد رأيته من قبل. حين قابلته في الكنيسة, كانت هذه المرة الأولى الذي أراه بها. إذن... ما الذي جاء به في هذا الصباح الباكر؟

لقد انتظرتها في البرد القارس لمدة نصف ساعة، لكنها لم تدرك حتى أنني هناك. غادرت المحطة برفقة ذلك الشخص، غير مدركة أنني كنت خلفها طوال الوقت.

كنت أسير خلفهم بصمت, ليس وكأن هناك طريق أخر للجامعة كي أسلكه. 

جلست أسمع كلامهم المزعج و قهقهاتهم طوال الوقت. ذلك الغبي كان يحاول أن يتصرف بظرافة، مما أثار فيّ رغبة شديدة في صفعه. لا أفهم ما الذي جعل إسول تعجب به. 

ضوء الحب في ظل الظلامحيث تعيش القصص. اكتشف الآن