قدّمت "نور الهدى" للمدير شريط فيديو فأخذه و شغّله، و هنا شهق الحضور لرؤية محتواه وبدؤوا يتهامسون.. ثم أكملت "نور" كلامها :
- وليس هذا أول ما تفعله يا سيدي. فلقد آذت الكثير من الطلاب ومنهم أنا و "ريم"... أليس هذا صحيحا يا رفاق؟ هيّا تكلّموا، لا تخافوا!
- صحيح يا سيدي المدير، لقد حاولت تدمير صداقتنا بأفعالها المخزية...
- نعم.. ما تقوله " نور" صحيح..
- أجل سيدي المدير، لطالما تنمّرت علينا "سارة" و قامت بتهديدنا..
و هنا تحركت "سارة" مكشّرة عن أنيابها و توجّهت نحو "نور" و قالت لها بنبرة حادة:
- يا غبيّة! يا مشعوذة! انظري لنفسك في المرآة أوّلا.. أنتِ نكرة.. حتى لو اشتكى مني الجميع لن يستطيع أحد فعل شيء لأنني أجمل و أغنى فتاة في الجامعة، بل و في المدينة بأكملها. أما أنتِ فمجرد فتاة ريفية مسكينة لا تملك لقمة تأكلها حتى هههه. عودي إلى قريتك النائية والعبي بالطين، فمكانكِ ليس هنا.
- آنسة "سارة"! ما هذا الكلام الذي تقولينه؟ لقد تخطّيتِ حدودكِ! منذ متى نسمح بالتنمر و أذيّة الآخرين في جامعتنا؟
- ولكن..
- يجب أن تحترمي زملائك و تقبلي اختلافهم، مهما كان شكلهم أو لغتهم أو خلفيّتهم، لا أن تُهينيهم ... صحيح أنّ والدكِ رجل مهم و ذو مكانة عالية في البلاد، لكن هذا لا يسمح لكِ بأن تتصرّفي بحرّيّة مطلقة و تتعدّي على حرّيّة زملائك. إنّ القانون فوق الجميع، و بالتالي، سيصدر قرار رفتك من الجامعة في غضون يومين بعد كل المشاكل و الأشياء السيئة التي فعلتها والتي شوّهت سُمعتنا كمؤسسة تربوية.
قال المدير ذلك بنبرة غاضبة ثم اعتذر من "نور الهدى" و باقي الطلاب عما ارتكبته "سارة" في حقهم. وانتهت الحفلة، فاستعدّ الجميع للمغادرة، و ودّعت "نور" الطالبات و الأساتذة الذين شيّدوا بحسن أخلاقها و شجاعتها بابتسامة لطيفة. بعدها، اغتنم "شاهين" الفرصة و توجّه نحوها و عرّفها بنفسه ثم قال لها:
- لقد كنتُ أتابعكُ طوال الحفل، و أردتُ أن أعبّر لكِ عن مدى إعجابي بشجاعتك و تصرّفاتك.. بفضلك تمكّن العديد من الطلاّب من استرداد حقّهم..
- شكرا لك، لقد فعلت فقط ما رأيته صحيحا.. أيّ شخص آخر كان ليفعل نفس الشيء.
- لا صدّقيني، أنتِ مختلفة عن الآخرين، ما كانوا ليفعلوا نفس الشيء..
- عن إذنك يا سيّد "شاهين"، يجب أن نذهب. لقد تأخر الوقت.. هيا يا "ريم".
قالت "نور"، ثمّ غادرت المكان تاركة "شاهين" مندهشا، تتردّد في داخله عبارة: "هذه الفتاة، سبحان المعبود، تشعّ نورا و إيمانا و تترك أثرا طيّبا أينما حلّت."لاحظ والده نظراته الثابتة نحو الفتاة العشرينية، و الابتسامة العريضة التي ظهرت على وجهه لحظة مغادرتها، ففهم ما يجول بخاطره و اقترب منه و همس:
- نور الهدى؟ اختيار جيد. إنّها من أفضل الطالبات هنا خُلقا و خِلقا.
- هاه؟ م.. ماذا تقصد يا أبي؟
- ههه لا شيء، هيا بنا لنعود الى المنزل.
أنت تقرأ
شُعاع نُور
Fiksi Remajaفتاة تسافر إلى مدينة بعيدة للدراسة فتجد نفسها تحارب التنمر و يتأرجح قلبها بين شاب تحبه و آخر يحبها. فمن ستختار؟