الفصل السادس

725 23 2
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم
~
فهد : ماما سوسو تدرين وش قال مساعد الرشيدي الله يرحمه ؟
سدّت سندية آذانها بأنزعاج : بسّ ياحبيبي من مسكنا خط الصباح وأنت تهذرب من البدر لـ خالد الفيصل لـ مساعد !
فهد : تبين أعلمك وش قال حمدان آل مكتوم طيب ؟
تآففت و قالت : شو قال ؟
فزّ فهد يقول بزعل : اها عشانه أماراتي وافقتي و السعودي لا ؟ الله يسامحك بس
ضحكت سندية بوسط طفشها : علمني شو قالوا الأثنين
فهد : قال أبو فيصل
" يابنت ماحنا فقارى معاديم
‏لو ماسكنا بالقصور الفسيحه
~
‏تجار لو حاشت يدينا ملاليم
‏و من الغناة نفوسنا مستريحه "
سندية : أذلف زين قال ما حنا فقارى .. بس وش قال فزّاع بعد ؟
أكمل فهد يقول وهو يضحك : يقول
" لو النجوميه تورث عيال النجوم
من باب حب الظهور الشخص منهم ظهر
~
الشهره تغير العالم في وجه العموم
لكن ما غيرت " الفهد " يوم آشتهر "
صفقت سندية له بحماس : الأصل ما غيرت حمدان بس صح منطوقك يابعدّي
فهد بأستغراب : أنا إلي أعلمك ولا أنتي تعلميني ؟
سندية : أنت ياهل شلون تعلمني بعيال ديرتي
ضحك فهد بصدمه و دخل قصرّهم بالرياض و وقف أمام البوابة و نزل يفتح الباب لـ جدته و يمسك يدها و يرافقها نحوّ الباب : نادي لي وحده من الخدم تأخذ الشنط
غادة من خلفه : فهود ليه ما طفيت السيارة بتروح مكان ؟
تقدّم يبوس رأسها : إيه ياملكة القلب مواعدّ نهار إذا جيت الرياض أخذه يلعب مع عين
غادة : ليه ما تأخذ هيام بعد ؟
تآفف فهد : لا فكيني من أبوها و مشاكله
رفعت سندية يدها تشوف ساعتها الكارتيه : الساعة ١٠ أقعد تريّق و بعدها سير
فهد : سوسو الظهر بروح الآمنية متى يمديني أخذ نهار ثم نروح نشتري خضار و أعشاب و نروح للمزرعة و أرجع نهار قد أذن العصر والله
سحبت سندية يدها منه ورفعتها بأستسلام : أنا رمست إلي عندي
فتح عبدالمحسن الباب و قال : صباح الخير و حمدلله على السلامة
ضربه فهد على رأسه : لي عشر دقايق داق عليك توك تجي ؟
حكّ عبدالمحسن مكان الضربه بألم : غسلت وجهي و فرشت أسناني و جيت
فهد : كان صليت الضحى مره وحده ؟
صرّخ الوليد : فهد تعال ساعدني
لفّ فهد على عبدالمحسن يسحبه : أمش قدامي
~
تقدمت تفتح باب غرفة عماد و إبتسمت من إبتسامته و نطقت : صباحك خير ياخيير أيامي
عماد : صباحك نور يالغزالة
ريم : وش بخاطرك فطور اليوم ؟
رفع عماد كتفيه : ما أدري بس أنتي بتطبخين ولا كلارا؟
تقدمت ريم تضغط زر المصعد : تبيني أطبخ ؟ أطبخ لك
عماد : يكفيني كأس شاهي من يدينك
ريم برفض : شاهي لحاله ما ينفع انت محتاج حديد عشان تقوى عظامك
هزّ عماد رأسه بأستسلام : أتحمل كلشي عشان أركض و أحضنك بعد ما تطلعين و تبشريني بأنك أخذتي حق مؤيد
تنهدّت ريم وهي تحاول تمنع دموعها : أف يا عماد ترا ببكي !
ضحك وهو يشوفها تمسح دموعها بعشوائية تحاول تخفي جانبها العاطفي و الحساس بس تضعف قدامه
~
رجع البيت بكامل عصبيته و سكرّ الباب بكل عصبية ليعلن لحرّمه وصوله ، دخل لغرفة شهد و فتح الباب بطريقة أرعبتها و شهقت تقول
: بسم الله عمو سامر خوفتني !
حاوّل سامر يتمألك أعصابه قدامها : شهد خذي نهار و أطلعوا للحديقة أو للبقالة أو لإي زفت بس مابيكم تكونون بالبيت لساعة أو ساعتين
خافت شهد من منظره إلي أول مره تشهده ، عروق وجهه واضحه من الغضب و يرص على أسنانه و يتعرق من حراره داخله ، هزّت رأسها تأخذ الفلوس إلي مدها لها و لبست عباية كانت قدامها و أخّذت نهار و طلعت ، تأكد أنهم طلعوا و توجه لغرفته يطقّ الباب بشده
: عاليه أفتحي لا أكسر الباب فوق رأسك ! أفتتحيي
تكلمت عاليه من ورا الباب ببرود : وشتبي ؟ بعد ما خلصت بنات دبي جيت تكمل علي !
أزدادت عصبية سامر من سمع أتهامها و بدأ يضرب الباب بجنوون : عاالييه! أفتحي لا والله أهد هالبيت فوق رأسك يا مهبووله
فتحت الباب تتدعيّ الثبات و القوة أمامه ولكن ما حسبّت حسابه من أقترب يمسكها من رقبتها و يثبتها على الجدار : شلووون تتهميني بهالشيء وأنتي داريه بشغلي .. أتركي شغلي أنا زوجك و أبو ولدك شلون تتهميني بعلاقات محرمة تستهبلييين !
رفعت عاليه أكتفاها تستفزه ببرودها : ما تعطيني أجوبة واضحه ولا تعلمني أنت وين و مع مين ؟ أرجعك لبين بيتي و غرفتي تجاوبني على إلي أبيه !
بقق عيونه من برودها و شجاعتها قدامه و ضرب الجدار لأنه ما يحب يضربها وقال برصة على أسنانه : أنتي طالق
طالعته بصدمه و أستغراب وهي ما توقعت أنها تسمع منه هالكلمة و أستغربت أكثر من شافته يأخذ شنطته و أغراضه و يقول : إذا رجع عقلك برأسك علميني
تقدمت تلحقه و تحاول تمسكه و تنطق بهدوء : سامر .. سامر أسمعني
دفعها يبعدها عنه : أبعدي عني خلاص !
~
دخل سهم بكاريزمته المعتادة و إبتسم من شاف متعب بآخر السيب يوقف جنب البصمة و يآشر على ساعته وضحك وهو يقول : إذكر أني داخل بمهمة و مو محسوب علي الوقف وش تغير ؟
متعب : هل قلت لك رسميًا أنت داخل مهمة ؟
هزّ سهم رأسه : لا
متعب : هل قابلت اللواء و قال أنك رسميًا داخل المهمة ؟
سهم : برضو لا
متعب : أجل للحين أنت مو داخل مهمة و لازلتك رئيسك و بخصم عليك
ضرب اللواء كتفه و قال من خلفه : أرفّق عليه شوي يا متعب
ضرب سهم تحية : صباح الخير سيدي
هزّ اللواء رأسه يسمح له يستريح : أسترح ياسهم .. محد وصل للحين ؟
متعب : كلهم وصلوا و ينتظرونك بس كان ينقصنا السهم
طبطب اللواء على كتف سهم وهو يقول : يحق لأبو رامي الي ما يحق لغيره ولا ؟
إبتسم سهم بهدوء : الله يسلمك يابو العز
اللواء : يلا دخلنا
هزوا رؤسهم يتبعون اللواء و يدخلون خلفه للغرفة ، فزوا جميع الجلوّس يقفون و يضربون تحية للواء من عرّف بنفسه و عرّف متعب بنفسه إيضا : أستريحوا جميعًا .. أعرفك عليهم سيدي من اليمين لليسار
بدأ يآشر و يقول : المحققة ريم الهيمان
إبتسم اللواء وهو يعرفها : المعروفة لا تعرف
إكتفت ريم بأنها تبتسم بخجل و تستمع لمتعب وهو يكمل : سارة بنت عبدالعزيز آمن سبراني ، الأخصائية النفسية آلاء بنت بداح ، و من اليسار الباحث الجنائي فهد الهداف ، ملازم أول سهم بن مهاوش ، و آخيرًا ملازم أول باسل السليمان
اللواء : والنعم فيكم جميعًا .. كلكم لكم علم بالحادثة المروعة إلي صارت قبل خمس سنين وراح ضحيتها طفل بريئ أو يمدينا نقول أطفال أبرياء
سهم : في غير مؤيد ؟
كمل متعب بداله : للحين إلي عرفناه واحد و إلي ما نعرفه صدقوني أكثر ، أخترتكم لآنكم الأفضل بمجالاتكم و كل شخص فيكم له ميزة و بيقدر ينسجم مع من حوله بسهولة
رفعت ريم حاجبها : متأكد من آخر نقطة ؟
متعب بأستغراب : عندك شكوك فيها ؟
طالعت ريم فهد و من ثم قالت : لا
قاّم اللواء و فزوا جميعًا يوقفون : الله يوفقكم و بيضوا وجيهنا و إي شي تحتاجونه كلموني
ريم : أقدر أكلمك ؟
هزّ اللواء رأسه : إيه تفضلي .. تقدر تكمل يامتعب
قعد اللواء على مكتبه و آشر لها تقعد قباله : وش تشربين ؟
هزّت رأسها بالرفض : لا الله يعطيك العافية ما أبي شيء
اللواء : ذي ثاني مره ترفضين
إبتسمت ريم بخفه : الثالثة ثابته صدقني
غمض اللواء عينه بتصديق لها : أصدقك .. وش موضوعك ياريم
زفرت ريم بهدوء و أكملت تقول : تعرف سعود قاتىل مؤيد
هزّ اللواء رأسه وهو يستمع لها و أكملت : قبل كم يوم تعرض لـ زوجة أخوي رأيف إلي تكون بنت عم منى أم مؤيد و هددها لو ما تسكت القضية بيصير شيء ما يعجبنا وهي خافت ودخلت المستشفى
ضرّب يده على الطاولة بقهر : هو حولنا و يوصل له كل كبير و صغير وحنا مو حاسين فيه ! بس طمنيني على زوجة أخوك إن شاءالله أحسن ؟
ريم بهدوء : هي تمام بس تخاف يتكرر إلي صار بمؤيد ببنتها و خصوصًا إن سعود كان له علاقه بأمها
اللواء : أمها وينها الحين ؟
بدأت ريم تتذكّر : آخر شيء أذكره طلب منها سعود تروح معاه الشرقية و يوفر لها كل شيء و من بعدها أنقطعت أخبارها
رفع اللواء السماعة وقال : برسل سيارة حماية لبيت أخوك
فزّت ريم تقول : لا والله مـ
قاطعها وهو يآشر لها توقف : دامه جاها مره بيجيها أكثر من مرة و حنا مو مستعدين لإي خسارة و صدقيني ما بيحس أخوك بشيء .. وأسبقيني عندهم بخلص شغلة و أجي
طلعت ريم بهدوء و طلعت جوالها من الشنطة مّن تكررت الآشعارات و كانت من أمها و أستغربت من شافتها كاتبة { ريم تعالي لي محتاجتك كثير .. سامر طلقني و راح لأهله و مو راضي يرد علي } ، ضحكت بخفه تتشمت من حست بأنتصار وإن حتى امها بتشوف وجة عائلة آل عمر إلي تجاهلت رؤيته لسنيين طويلة و إكتفت ترد عليها { عندي أجتماع أخلصه و أجيك } ، أرجعت جوالها للشنطة و إلتفت من سمعت صوت باب غرفة اللواء ينفتح و يقول لها
: ما رحتي ؟
ريم بنفي : لا وصلني أتصال رديت عليه
مشى اللواء و مشت خلفه و دخل يقاطع متعب و شرّحه
: ما خلصتوا ؟
طالعه متعب بأستغراب : لا تونا بدينا
اللواء : إنهٍ كلشي و الحقني
كانت ملامح الأستغراب و التساؤلات على أوجه الجميع معدا ريم و سارع متعب يقول : ننهي كلشي لليوم سهم عرفهم على الغرف و بكره الصباح نكمل
و طلع تارّك سهم مبهم و واقف بحيرة من أمره : الواضح إني بكون المشرف عليكم دام وظيفتي الأساسيه بالمركز .. عندنا ثلاث غرف مدري وش الترتيب المناسب
تكلم فهد إلي كان يرمق نظراته لريم : دامنا ستة كل أثنين بغرفة أفضل نتوسع
باسل : زين أنا و فهد بغرفة
ضربه فهد و قال بهمس : قاطع الارزاق
سهم : أجل أنا و ريم سوا
لفت آلاء نظرها لـ ريم وهي تقول : كلكم تعرفون بعض إلا انا .. دامس بنت مثلي خلينا بغرفة وحدة
لفتّ ريم لسهم إلي كان يطالعها : سهم في مشكله لو كنا حنا الثلاثة سوا ؟
سهم بأستغراب : أنا و أنتي و هي ؟
ضحكت ريم بخفه : لا أنا وياها و ..
و لفت على سارة : معليش بس نسيت أسمك ؟
سارة بهدوء : سارة
ريم : إيوه أنا و آلاء و سارة ؟ و أنتوا الثلاثة سوا
سهم : طيب و الغرفة الثالثه؟
قعدت آلاء بكرسي متعب و قالت : لاحظت على شخصية متعب إنه شخص مزاجي و أنفعالي جدًا و ما أضن انه بيسمح لنا بأننا نكون بهالغرفة طول الوقت
فهد : تصدقين أوافقك الرأي ما عرفته لي أسبوع و أحسه يدور الزلة علي !
آشر سهم لوجود كاميرات تحاوط الغرفة : نهدأ شوي بس أبشروا أكلمه و أعلمكم باللي يصير
آلاء : عندكم قروب ؟ ولا أسوي قروب و أدخلكم
فزّ فهد يقول : لا خليه أنا أسويه بس عطوني أرقامكم
تآففت ريم و قالت : سهم في شيء بعد ولا أقدر أطلع ؟
هزّ سهم رأسه بالنفي : تقدرين تطلعين
فهد : و شلون نتواصل معك ؟
إبتسمت وهي تقول : ما يحتاج .. إذا بغيتني بتعرف توصل لي
ضحك فهد وهو يقول : صعبة مناّل يعني ؟
طالعته ببغض و طلعت و آشر فهد لـ باسل بأنه بيتصل فيه بعدين و مشى يلحقهّا و نيته يدّب الخوف بقلبه ، يستلذ وهو يشوفها تهآبه بدون إي محاولة منها و تتلفت كل دقيقة و الآخرى عشان تتأكد إذا لازال وراها إو لا .. أخذ ما يكفي من الضحك و ركب سيارته يتوجه على محل خضاّر قريب من المركز و بدأ يضرب بواري لحتى تقدم العامل له و رفع نظارته وقال
: السلام عليكم فيه حبحب ؟
: وعليكم سلام إيوه موجود
فهد : فيه مقطع ؟
هزّ رأسه : فيه
فهد : أحمر و حلو ؟
العامل : مية مية مدير
إبتسم فهد : على ضمانتك .. عطني أثنين مع شوكة و الحساب شبكة
مشى يحط علب البطيخ بكيس و يأخذ الشبكة و يمدّها لفهد : 10 ريال مدير
دفعّ بهدوء و أخذ يفتح العلبة و يأكل بتلذذ فيه و من ثمّ أكمل طريقة للبيت و دخل بخطوات خافتّة يغير ملابسه لشورت أبيض مع تيشيرت أخضر و يرتب شعره الكيرلي و ينزل بنفس الهدوء لكي لا يشعر فيه أحد ولكن قاطعه صوت غادة وهي تندهّ له : فهودي تعال تغدأ يأبوي
لفّ عليها بهدوء : بالعاافية عليكم ياحبيبتي يكفي تأخرت على نهار الصباح
هزّت رأسها بتفهم : أستودعتك الله ياروحي
إبتسم و ردّ : وإنتي بوداعة
~
دخلّ متعب و قفل الباب من وراه و قال اللواء بدون ما ينتظره يلتفت : القضية تسربت لـ سعود و بدأ يهددنا
أنفجع متعب من كلامه : شلوون !
اللواء بغضب : أنت تسألني ؟ مفروض أنا أسالك ! ما كملنا ثلاث أيام شلون قدر يوصل هالمعلومات بسرعة !
رفعّ متعب كتفه بعدم معرفة : والله إن علمي علمك و إقل من علمك بعد
اللواء : ما أبي علمك يكون إقل من علمي ما أبي طير يطير من فوق هالمبنى وأنت ما تدري عنه سامع ! و بعد أبيك تعرف طليقة محمد آل عمر وينها بالضبط و تجيبها
هزّ متعب رأسه بالفهم : أبشر
وقف اللواء وقال بتهديد : ما أبي إي احد يدري بهالموضوع .. و ما أبي ينتهي هالأسبوع ألا أنت و الفريق معطيني معلومات جديدة عن سعود إو مين معه
متعب : الموظفة الجديدة سارة تخصصها آمن سبراني أكلمها ؟
طالعه اللواء بتعجب : تشاورني ؟
فهم متعب مقصده و ضرّب تحيه و طلع من سمح له و رجع يدخل على الفريق وهو مستغرب من عدم وجود ريم و فهد و باسل و لفّ على البقية وهو يقول : وين راحوا ؟
سهم : أنت قلت بننهي كلشي لليوم و نتعرف على الغرف
رفع متعب حاجبه : متأكد أنك عرفتهم على الغرف ؟
سهم بغباء : لا
زفرّ متعب بتعب منه : يالله بس
و إلتف على سارة و إلاء : وأنتوا ليه ما رحتوا ؟
إلاء : أنتظر السواق يوصل
سارة : وأنا أنتظر أوبر
إلاء : تبغين أوصلس يا عسل ؟
هزّت سارة رأسها بالرفض و قال متعب : سارة نحتاجك شوي ياليت تلغين الطلب و بعد ما نخلص نوصلك
طالعته و من ثم رفعت جوالها بهدوء تلغي الطلب
إلاء : إذا ما تحتاجني أقدر أروح ؟
هزّ متعب رأسه و من ثم قال سهم : وأنا أستأذنك بعد
متعب بدون ما يطالع فيه : منت مسموح أقعد ليّن ينتهي دوامك
بقق سهم عيونه : مب حنا بمهمة !
رمقّ له متعب نظره : من بكره تكون بمهمة
سهم بتأفف : يا متعب صدق هالمرة ضروري أخوي مسوي حادث
متعب : بتقنعني أن أخوك مسوي حادث وأنت للحين قدامي ؟
حكّ سهم رأسه بفشلة : أخوي من أمي
طالعه متعب وهو يحّس بالصدق من عينيه و ردّ يقول : أطلع
إكتفى بأنه يبتسم و يطلع قبل ما يغير متعب رأيه
~
صحى بأنزعاج من تكررت اتصالات جواله و رفع الجوال لآذنه و ردّ وهو يجهل المتصل
: سالم بن مهاوش ؟
رفع سالم الجوال ليقرأ الأسم و أستغرب أنه من رقم مجهول : مين معي ؟
: مو مهم مين .. المهم إني أعرفك و جاي أحقق أمانيك
سالم بتهكم : ليه المارد السحري ؟ خلصني شتبي
: أخوك سهم بمهمة قضية طفل القصر المغدور و أبيك تساعدنا بأنك تعلمنا إي جديد يصير و لك مقابل تعبك
تأفف سالم : تعرف إن جدي غياث بن مهاوش ؟ و تدري إن فلوسنـ
قاطعه وهو يقول بضحك : من قال أنها فلوس ؟ .. بنأخذ رضاوتك أمك و زوجها و عيالها بعد و لك إلي يرضي خاطرك وبس
كان سالم شبه مصدوم بمعرفته كل هالمعلومات عن حياته وهو لازال يجهله : مين أنت ؟
ضحك من تأكد بأنه داس على الوتر الحساس عند سالم : أثبت لي جديتك و بظهر لك بنفسي يالقرش
سالم بطفش : أجل توكل
: لا تستعجل بنتظرك
أقفل و ضرب سالم المخدة بقهر من طار نومه و قام بهدوء يغسل وجهه و يتوضى و من ثم نزل يسوي فطور لجدة
~
كانت تسوق و تحاول تتصل على أبوها و ردّ عليها بعد مدة وهو يقول : غزالة روحي ؟
إبتسمت ريم من نداءاته القريبة لقلبها : سلطان قلبي !
سلطان : وينك عماد يقول للحين ما رجعتي ؟
فزّت ريم من شافت العامل يمدّ العصير لها : ثواني يبه
أخذت العصير و قالت : شكرا .. إيوه أمي دقت علي تبيني و الحين بأخذ عصير و أروح لها
سلطان بأستغراب : عسى ما شر فيها شيء ؟
لوت ريم شفتها بآسى : تهاوشت مع عمي سامر و تطلقوا
تنهد سلطان بحزن : لا حول ولا قوة الا بالله .. خليك معاها و إذا احتجتوا إي شيء كلميني تمام ؟
ريم : بس ذّكر كلارا تشوف عماد يبيها تطبخ له ولا أطلب له
سلطان : خليك مع أمك ياحبيبتي لا تشغلين بالك بعماد بجيب له وأنا راجع
إكتفت بقول : تمام
و إبتسمت بحزن من أهتمام أبوها بـ أمها مع مرور العديد من السنين منذُ طلاقهم ، ما تلؤم أمها لأنها تدري بأن طلاقهم خارج آرادتهم
و أخذت شنطتها بيدّ و عصير البطيخ لوالدتها و القهوة السوداء لها و تقدمت توقف عند الباب تحاول تطرق الباب ولكن وقعت عيناها على سيارة البورش إلي تتوقف خلف سيارتها و يخرج منها شاب ذو جسم رياضي و شعر كيرلي يمشي بتباهي و يقترب منها لحظه بعد الآخرى ، رفع نظارته شمسية لمقدمة رأسه و ميزته بسهولة و غضبت من شافته يتقدم أكثر و يبتسم لها !
: بالسفينة ؟ عديتها ، بالأمنية ؟ عديتها ، بس تجي لحدّ بيتنا و تتوقع بعديها ! أكيد لا
فهد بهدوء : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
رفعت ريم متونها بعدم معرفة : ما أضمن لك السلام إذا ما علمتني وش تبي !
رجع فهد يبتسم : نادي لي نهار
ضحكت بصدمه و رفعت حاجبيها وهي تقول : وصلّت فيك تنبش ورا عائلتي ! سويت لك شيءٍ ؟ تعال خذ حقك مني لا تدخل الأهل
ضحك فهد بهستيريه وكانت صدمات ريم تزداد وهي مو فاهمته : مجنون أنت ؟
قال فهد وهو يحاول يوقف ضحك : والله المجنون إلي متأثره بـ مسلسلات الأكشن و تحسب الدنيا فوضى
سكت لعدّة ثواني و رجع يقول بحده : ترا الكون يدور حول الشمس مو حولك يا صغير الغزال
ردت ريم بنفس نبرته وهي تغمز : أنا الشمس .. أنتبه لا أحرقك يالفهد
كتم فهد ضحكته و قال : ترا للحين أنتظر نهار
ريم بتأفف : أول شي علمني وش تبي فيه !
فهد بهدوء : ولد خالي و بطلع معاه
ريم وهي تستوعب : دقيقه عمي سامر يكون خالك ! !
هزّ فهد رأسه و أكملت ريم : يعني حتى سيف ولد خالك
فهد بتهكم : ماشاءالله عليك أستوعبتي بسرعه .. مدري شلون متعب دخلك معانا الفريق
ريم بتقزز : حتى نفس ثقاله دم سيف يع .. شلون ما أستوعبت من البداية أنكم اقارب
رفع فهد حاجبيه : لا تشبهيني فيه بسم الله علي منه
رفعت ريم جوالها تتصل على شهد و تطالع بـ فهد بآشمزاز : عسولي أفتحي الباب و قولي لـ نهار فهد جاء يأخذه
عضت شهد شفتها بحماس : صدق ! أمانه لا تخلينه يروح أبي أشوف شكله من كثر ما يمدحونه إيلان و أريج
ريم برصه على سنونها : شهد !
تأففت شهد بطفش : يلا نازله
رفعت ريم أغراضها من الأرض و دخلت من فتحت لها شهد الباب و قالت بحده : نهار شوي و يجيك أنتظر
و أقفلت الباب بوجهه بدون ما تسمع إي رد منه و شمقت بقهر من سمعت ضحكته المستفزه تخترق الباب
~
تقدّم يجيب الخبز من المطبخ و يضعه على الطاولة و يصبّ لـ جدّه شاهي وهو يسمعه يقول : صاحي منفس اليوم شفيك ؟
إبتسم سالم بمجاملة : ما نمت زين اليوم
طبطب غياث على كتفه : صلّ العصر و روّح مع أخوك و إذا رجعت نام
رفع سالم حاجبه بأستغراب وهو يأكل : وين بيروح ما قال شيءٍ ؟
غياث : ملهم أخوك صار له حادث و بيروح المستشفى يتطمن عليه
فزّ سالم يوقف : نععم ؟ بيروح لولد إلي ما صدقت إن أبوي يستشهد و تزوجت يستهبل ذا !
حاول غياث يمسك يده يهديه : سالم ملهم ماله ذنب باللي سوته أمـ
قاطعه سالم وهو يقول بعصبيه : وأنا وش ذنبي بأن أعيش حياة كاملة يتيم و أمي حية ! هي قالت تبي تكمل حياتها وأنا من يكمل حياتي الناقصة بدون أم و بدون أب ؟
تنهد غياث وقال : سالم أنت قلتها بلسانك أمك إلي قررت .. هم مالهم ذنب ذنبهم الوحيد أن أمكم أمهم
إبتسم سالم رغم عصبيته : ويبقى ذنب .. ذنبهم أن أمنا وحده و فرقت بيننا عشان أبوهم أغنى من أبوي و ذنبهم إنهم بحضنها طول الوقت و ذنبهم أنها تقوموهم للدوام كل صباح ببوسات و ذنبهم إن إيدها ما تنزل من رؤسهم إذا تعبوا ذنبهم مو ذنبي ! !
سكتّ غياث لأنه يدري بصحة كلام سالم و حزّن سالم إن كلامه صحيح و ودّه إن جده يكذبه و ينفيه ، طلع لغرفته بكل عصبية و كأن عرّق ينبض يجسمه بينفجر لو ما برّد خاطره و أخذ مفتاح سيارته ناوي يطلع ولا يرجع إلا بوقت متأخر و لمح جواله على طرف الطاولة سحبه يتصل على آخر رقم أتصل عليه و أنتظرهم يردون وقال : وش يضمني إنكم ما تكذبون علي !
ضحك وقال : كنت أسرع من توقعاتي .. أنت آمر مين تبي ابدأ فيه أمك ولا زوجها ؟
توتّر سالم من الآختيار و سكت لعدّة ثواني و نطق سعود بـ
: وقت الأنتظار خلص علمني جوابك ؟
سالم بهدوء : زوجها
سعود بنفس الهدوء : أنتظر ساعة بالضبط و شوف ترند تويتر
سالم : طيب أنت مين !
سعود : نادني بالحوت الأزرق أفضل
قفل سعود بدون ما يخليه يسأل زياده ووضع سالم المؤقت على بعد ساعة بالضبط و نزل وهو متجاهل جدّه إلي ينده له
~
ريم : وين أمي ؟
شهد بحماس : أتركي ماما الحين و علميني فهد حلو زي ما يقولون البنات عنه ؟
ريم بفضول : ليه وش يقولون البنات ؟
شهد : أمم شعره كيرلي لحد فكه ، جسمه رياضي بدون ما يهتم فيه ، يضحكهم كثير ، رومنسي بس الصفة الأهم أنه " داهي "
ريم بأستغراب : وش داهي ذي ؟
شهد : يعني داهية من ذكاءه
تمتمت ريم تستغفر و تقول : أقول أمي وين ؟
شهد بأصرار : أف طيب جاوبيني !
ريم : لا تخافين قلبه فندق تعرفي عليه و خليه هو يجاوبك
شهد بحماس : أحللفيي !
تركتها ريم بدون إي رد و صعدت لغرفة أمها تطق الباب و تقول : أنا ريم أفتحي
فتحت الباب و عيناها منتفختان و حمراء من كثر البكاء ، أحتضنت ريم بشدّة و أكملت تبكي و تشهق بأحضانها و أنصدمت ريم من بكاءها و أقفلت الباب و شدت عليها وهي تحاول تسكتها ولكن بدون إي جدوى : بسم الله عليك ! فهميني شفيكم إيش إلي صاير ؟!
قالت عاليه و شهقاتها ترتفع لحظة بعد الآخرى : طلللققنني ! ! طلقني يا ريم بدون ما يسمعني أو يعرف تبريري
تأففت ريم وطبطبت على ظهرها بهدوء : ليه طلقك علميني !
رفعت عاليه أكتافها و هي تقول : كنت معصصبه و ما أدري وش أسوي وو
ما قدرت تكمل كلامها من تذكرت فعايلها السوداء و أكملت تبكي و ريم تقرأ عليها مما تحفظ من آيات و تمسح على ظهرها و تنفث ، نزّلت تدريجيًا على الأرض من صعقها الخبر و بدأت دموعها تنزل من اللحظة إلي سمعت فيها طلاق أمها و أستوعبت إن كل أحلامها أنهدمت بأنها تعيش باقي عمرها بغناء و دلاّل و كل طلباتها اوآمر من سامر مثل ما أعتادت منذ عشر سنين ، كتمت بكائها و أخذت عبايتها من غرفتها و مشت بخطوات خافته تسرّق مفتاح ريم الموجود بشنطتها و تخرج من البيت بدون ما يشعر بها أحد و ركبت السيارة وهي ما تفهم أي شيءٍ بالسيارات ولا عمرها ركبت خلف المقوّد بس من الزعل تبي تفرغ حزنها بين شوارع الرياض الدافئة الأحن عليها من والدتها
~
قراءة ممتعة يا جميليني حبيت أعيدّ عليكم قبل العيد و لا تنسون النجمة و اغمرووني بعذب كلامكم , حسابي أنستا : i1itmj 🤍

دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن