بسم الله الرحمن الرحيم
~
رجع للبيت و توجه لـ غرفة سالم إلي يدري أنه تضايق من روحته و فتح الباب و قعد على طرف السرير يطالعه وهو يلعب بجواله بهدوء : كان معك حق بأنك تطلبني ما أروح ، ما أستفدت من روحتي إلا تجديد جروحي
هزّ سالم رأسه وهو يرفض ويقول : بالعكس معك حق بأنك رحت و ما سمعت كلامي ، و أساسًا ربي جازاني لأني منعتك و سويت حادث
أنفجع سهم من كلامه إلي ما توقعه أبد : صار لك شيءٍ ؟
طالع سالم عيونه إلي تطالعه بخوف : حضنتها ؟
تنهد سهم وهو يقول : حضتني ، تجمدت أطرافي و ضاع عقلي ولا حسيت بذرّة حنان كثر ما حسيت بأني أجهلها وهي أمي يا سالم
إبتسم سالم بخفه وهو يتخيل : متأكد أنها ما تغيرت كثير ، دايم تحب تهتم لنفسها و ما تشوف شيء أهم من نفسها
أنتبه سهم لإبتسامته إلي كانت بدون آرادته : متأكد أنها غابت عننا عشرين سنة أو عشرين دقيقة ؟ أنت توصفها و كأنها واقفه قدامك ما كنّها تجهلك ولا لك فيها علم
آشر سالم على عقله : ما يخلى يوم من تفكيري فيها و بكيف صارت بس أحب أتظاهر بالصلابة
سهم : هذي أمي مفروض ما تتظاهر بالصلابة عند طاريها
ضحك سالم بخفه : هذاك أرخيت نفسك لها و ما أستفدت شيءٍ ، قطعت الأمل من زمان بس صدقني الدنيا بتدور و بتصير هي إلي تبي قربنا و بصدّ عنها
رفع سهم حاجبيه بأستغراب من كلامه : وش تقصد ؟
أسند سالم رأسه على الجدار من تذكر سعود و وفاءه يوعده و صار الوقت إلي يرد عليه فيه : ولا شيء .. أحتاج أقعد لوحدي و أصفي ذهني لو سمحت
قام سهم يبوس رأسه : لا يضايقك طاريها ولا تضيق ، و أن ضاقت عليك الدنيا حضني يوسعك
إبتسم سالم : لا تصير حنون و بأجل الضيقة لبعدّ الخميس عشان ترضيني زين
ضحك سهم و طلع و تركه و فزّ سالم يتأكد من إبتعاده عن الباب و رفع جواله يتصل على سعود
: الو
سعود : سلامتك والله يالقرش
رفع سالم بأستغراب : شلون عرفت ؟
ضحك سعود : أعرف كل صغير بحياتك و لازلت تستغربني ؟ غريب أنت ياسالم
سكت سالم وهو يتذكر أنه فعلا يعرف عنه مشاكله النفسية مع أمه و زوجها إلي ما تكلم فيها عند أحد و أكمل سعود يقول : ضمانك وصلك و رسميًا صرت الناقل قرش ، بس .. أحتاجك ضمان منك أثبات أنك بتخلص لي و ما بتستغلني لـ رغباتك وبس
سالم : شلون ؟
تنهد سعود و قال : بقولك أسم شخص و أبيك تطلع لي معلومات بطرقك الخاصة
حبّ سالم يجس نبض سعود : وإذا ما طلعته ؟
إبتسم سعود بخفه : ما أتوقع ودك تعرف خلنا حبايب أفضل يالقرش
أخذ سالم نفس و قال : طيب مين هالشخص ؟
ترك سعود الجوال و بدأ يصفق و سمعه سالم و إزداد أستغراب : حلو نجحت بالأختبار ، لا تتصل على هالرقم مره ثانيه أنا بتصل عليك إذا أحتجتك
و قفل و ترك سالم مصدوم منه و يتمتم بهمس : وش الله بلاني فيه بس
و رفع رأسه من رجع دخل سهم عليه وهو يقول : تسوي لنا بيتزا ولا نطلب ؟
هزّ رأسه بالقبول : يخسي إي مطعم بيتزا عند الشيف أبو مهاوش
إبتسم سهم وهو يطلع و يقفل الباب و زفر سالم برعب : قسم بالله كأنه حاس إني اسوي شيء من وراه !
~
أخذ شور طويل و لبس ملابسه و نزل متوجهه لـ طاولة الطعام و تقدم يقبل رأس جدته و يبوس خد والدته و يجلس بجانبها وهو يتجاهل والده إلي يتحنحنح بغيره : مسائكم الله بالخير
غادة : بالنور و السرور ياحبيبي
عبدالله : ماما سوسو قالت أنك جيت معهم و ما صدقت .. وينك ما تنشاف !
بدأ فهد يأخذ الأكل إلي قدامه و يحطه بصحنه : أص بس على أساس أنت إلي تنشاف ؟
عبدالله : باقي شهر على مباراة النهائي و التدريبات قوية محتاجين الفوز زي حاجتنا للماء
فهد : من الحين أحجز عشر تذاكر بنروح كلنا
سندية : تكفينا عشر ؟
إيلان : أنا و أخواني و أبوي لحالنا خمسة
عبدالله : خلاص أحجز الملعب كله ولا تزعلون
ضحك عبدالمحسن : محد بيقولك كريم يا حاتم الطائي غصب عنك ترا
محمد : خلص أكل أنت وياه و خلوا السوالف بعدين
عبدالمحسن : ودي أسكت بس دام الله جمعنا لازم أقولكم شيءٍ
طالع سندية الساكته و تنتظره يتكلم و أكمل وهو يقول : أبي أتزوج
سكتوا جميعًا بصدمه من كلامه و طالعته سنديه و قالت : شايف ها الوقت المناسب ؟
عبدالمحسن : ما سألتي مين أبي أتزوج
سندية : منو ؟
رفع عبدالمحسن نظرّه لـ أريج إلي قاعده قدامه و تأكل : أريج
رفعت عينها أريج : وشو ؟
إبتسم عبدالمحسن بخفه : أبي أتزوجك
غصّت أريج بأكلها وهي مو مستوعبه إلي يصير و قام ضاري من راوده أحساس بعدم أهميه رأيه ولا هيبته و وجوده و قامت من خلفه زوجته سلوى و قام محمد يضرب الطاولة بحده ويقول : ألحقني فوق !
و مشى أبوه و كانت نظرات الجميع له بأستغراب بس كانت عينه على أريج إلي ما توقعت بيوم تنطلب بهالطريقة البسيطة وهي أكثر بنات آل عمر غرورًا و صعبة المنال و مسكت كوب المويا إلي كان قبالها و كبته بوجه عبدالمحسن إلي فجأة وعى من الي صار وهو يشوفها تمشي و تصدّه بلا ردّ ، وقف ينده لها ولكن صوت سندية طغى على صوته
: أقعد لا تعقد الأمور زيادة
فهد بتصريف : يبه مو قلت تبي أمي بعد العشاء بموضوع ؟ الساحة لك أفترسها ياوحش
ضربته غادة بأحراج وهمست تقول : فهد !
قام الوليد يدهّ بيدّ غادة و بقت سندية و أحفادها فقط على الطاولة و قال عبدالله وهو يضرب رأسه
: حمار أنت ؟ مقطوع من شجرة ولا مأخذ وحده من الشارع عشان تخطبها كذا ؟
إيلان بتقرف : وليتها إي وحده أريج أخت السايكوز وع
عبدالله : ليت سيف كان هنا و ذبحك و أفتكينا منك يا غثى
فهد بصدمه : عبدالله شفيك !
عبدالله بعصبيه : ما تشوف إلي يسويه هالبزر ؟
فهد : بس ما تنحل كذا
تأففت إيلان : والله من يوم شفته يحط عطر الفواكة ذا و أنا دارية إن عقله مو برأسه
سكتوا العيال يطالعون ببعض بأستغراب و فهمت إيلان إن توقعها مو بمحله : ولا مو عطر ..
رفعت سندية حاجبها بأستغراب : شو عيل ؟
قام فهد وهو يسحب عبدالمحسن معاه : إلا عطر ياماما سوسو بس من حقاتي مو حقته
ضربت سندية الطاولة بيدها و قالت بعصبية : الموضوع إلي أنفتح هني ؟ بيتسكر هني و باجر بتعتذر من عمك و خالتك سلوى و أريج بعد و تعوضهم بدون ما يعرف سيف أو حرمته
رفع عبدالمحسن كتوفه وهو مو فاهم : ليش أعوضهم وش سويت !
سندية : بنت عمك غالية ورفيعه شأن ولا أسمح لك ترخصها بأنك تطلبها نفسك نفس الكفار ، حنا مسلمين و لنا عادات و تقاليد تعزّ المرأة و تصونها
فهد : خلاص سوسو حبيبتي أنا بجلده بعد شوي و أسحب منه أشتراك نتفلكس إلي آثر على عقله
سندية : يروح لأبوه يضربه بالأول بعدين يجيك تكمل عليه
عبدالله : و تعال لي بعدهم أعطيك الحركة القاضية
رفع عبدالمحسن نظره لإيلان : ودك يكون لك نصيب بضربي ؟
هزت إيلان رأسها وهي تأكل بطاطس : لا أبوي ما بيقصر فيك
تأفف عبدالمحسن و رقى لـ جناحهم لـ يلاقي عقابه من أبوه ولكن أستوقفته إيلان إلي تنده له : شتبين ؟
مدت كفّها و قالت : هات ؟
رفع عبدالمحسن حاجبيه بأستغراب : وش أعطيك ؟
إيلان بقلّ صبر : لا تستعبط على رأسي هات الفيب حقك
بقق عينيه بصدمه : تستهبلين ! وش بتسوين فيه
إيلان : تحسب لإن أبوي ساهي عنك و أمي موجودة إن مالك لا حسيب ولا رقيب ؟ لا أنا أختك الكبيرة و دامني أشوف الخطأ بصلحة أو بترك الأمور لأبوي وهو يتفاهم معك
ضحك عبدالمحسن من كلامها و قال : تهدديني ؟
هزت رأسها بالرفض : أنا أفرض كلامي عليك و خلصني و هاتها !
تمتم عبدالمحسن يسبها بصوت خافت و مدّه لها ولكن سحبها وهو يقول : ترا أعرف عدد السحبات الباقية إن حاولتي تجربين بعلّم أبوي
غمزت له وهي تتحداه : و أقول له أنها حقت و بطلع منها بسهولة
تأفف بغضب وهو يشوف أموره تتدهور ورا بعض و كمل مشيه للدرج ليلاّقي نصيبه من والده إلي بينهيّ أماله بـ نيّل قرب بنت عمه
~
كان معطي ظهرّه للباب و يتأمل شباك غرفته و ضوء الشمس إلي يتسلل كل صباح من خلاّل الستارة لـ يعلن بدأ يوم جديد و تمنى بأن هالشروق يدخل حياته مثل ما يدخل غرفته و ينهي ظلاّم سنينه الماضية ، حسّ بدخول شخص للغرفة ولكن أستغرب سكوتها إلي ماعهده عليها و قال
: مافيه صباح الخير اليوم ؟
قالت بصوتها الخافت الرقيق : صباحك خير
لفّ بكامل جسده وهو مدرّك تمام إنه مو صوت ريم و إبتسم بـ شبه صدمه وهو يشوف شهد خلفه
: شهد ! صاير شيءٍ لأمك ؟
هزّت رأسها بالرفض : لا ، لازم يكون في سبب عشان أجيكم ؟
إبتسم و فتح ذراعيه ليحتضنها : أكيد لا و إن ما شالك البيت أشيلك بعيوني !
أحتضنته وهي تضحك بخفه و رجعت خلفه لـ تخرجه من الغرفة والندّم بكل مره تشوف حبّ و شوّق أبوه و أخوها لها تحس بأنها ضيعت عمرها بحرّب بين أبوها و أمها إلي تخطوا و عاشوا حياتهم وهي لازالت تحارب و تجاهد ولكن جهودها سرّاب ، رفعت رأسها من سمعت ريم الواقفة على إيطار باب غرفتها و تطالعهم بأستغراب و تقول
: توقعت الخيانة من كل الناس إلا أنت يا عماد
ضحك عماد وهو يقول : خلاص دام شهودي موجودة ما يهمني إذا تأخرتي هي بتأخذ مكانك
تخصرت ريم وهي تقول : كذا نظامك ؟ دوّر لك أحد يجيب لك ساندويش حلوم غييري
مسك يدّ شهد الي شادّه على الكرسي و قال : أمشي لا يهمك كلام عذالنا
ضحكت شهد من كلامه و كأنها لأول مرة تضحك من داخل قلبها ، أعتادت على الهدوء ببيت أمها و أشتاقت لضجيج أخوانها إلي لايزال يطنّ بأذنيها منذ أنفصال والديها و أصبحت تستغربه بكل مرة تنام عند ببيت أبوها
خرجت من المصعد و وقعت عيناها على أبوها إلي خارج من المطبخ و بيده صحن أومليت و وضعه على الطاولة إلي كانت مليئة بكل ما لذّ و طاب ولكن إلي شدّها أنه كان الأكل إلي تحبه وأعتادت عليه من كانت صغيرة ، تركت عماد و تقدمت تأخذ الصحن من يدّ أبوها وما قدرت تمسك نفسها و ما تنطق : سويته عشاني ؟
إبتسم سلطان بوسع ثغرة وهو يمسك خديها الطريتين : و من عندي أغلى من شهدّ العسل ؟
رفع عماد حاجبيه : قول أنك مسوي كل هالسفرة عشانها بعد ؟
حاوط عنقها بيدّه و هو يقول : آخر العنقود جاية لبيتي ما تستاهل أسوي شيءٍ قليل عشانها ؟
تاهّت شهد بصدمه مشاعرها و أمتلت عينياها و حررت نفسها من يدّ والدها و قالت بتصريف : بروح أغسل يدّي
هزّ رأسه بالموافقة و فهم أنها لازالت تستحي منه بحكم بعدّها عنه و جلس على رأس طاولة الطعام و هو يستمع لتذمر عماد : طيب على الأقل عبرني بحلوم وش هالتفرقة
أخذ سلطان الزيتون و قدمه له : لك طول عمري ما أكفاك ؟
نزلت ريم وهي تقول : هذا وأسمه عماد لو كان غزالة وش بيسوي ؟
ضحك سلطان وهو يقول : صباحك خير يا غزالة قليبي
ريم : صبحكم الله بالنور بس .. وش هذا الأكل كله ؟ عازمين الملك !
رفع سلطان عينه يطالعها وهي تجي و تجلس بالكرسي إلي بجانبه : يكفي ملكة قلب سلطان موجودة
إلتف عماد لـ ريم إلي قاعدة بجانبه : ما عاد القلب لك وحدك .. هاردلك
سلطان : والله إن قلبي قسمين قسم لـ غزالتي و قسم لـ عسلي .. و العيون ثنتين عين لـ عماد و عين لـ رأيف
عماد : رضيت دام لي عين لوحدي
ضحكت ريم وهي تشمق له : كّل بس
كانت شهد صامته تطالعهم وتسمع لهم وهي مبسوطة ، تمنت لو رأيف يشاركهم الفطور اليوم عشان يرضى قلبها و تدوم بسمتها و ما تفكر بيوم أنها تقطع جياّتها ، صحت من أفكارها و هواجيسها وهي تسمع ريم تقول
: أتركي الهواجيس و أفطري أنا بوديك
سلطان : وين تودينها ؟ توها جت ما شبعنا منها
ريم : عندها أختبار و ما علمتني إلا قبل تنام عشان ما أهاوشها
سلطان : خليها أنا أوديها على طريقي للدوام
ريم بأستغراب : مو سيارتك تعطلت ؟
طالعت شهد بأبوها بتوتر ولاحظت بأنه إيضًا توتر و بدأ يتلعثم : إلا بس خلاص طلعت بس ..
طالعته ريم بأستغراب من سكوته و طالعت عماد و وجدته مستغرب مثلهًا و أكمل يقول : سويت حادث بسيارتك
فزت ريم : وآه بسم الله عليك ! .. يا يبه أنت تسوق و فيك نوم ؟ مو معقول حادثين بيوم
طالعته شهد بخوف من شكّت ريم وقال بضحك بخفه : يمكن لأني ما شربت من قهوتك
ريم : أسوي لك كل قهاوي الدنيا بس أنت أطلبني
عماد : خلاص خذي مفتاح سيارتي و روحي جيبي لك قهوة و أقعدي معي ليّن وقت دوامك
رفعت ريم ناظريها لشهد : متى تخلصين أختبار ؟
ميّلت شهد شفتها : يمكن ١٠:٣٠
ريم وهي تأكل : زين أبوي يوديك وأنا برجعك
طالعت شهد عماد بهدوء : برجع أقعد معك
إبتسم عماد و قال : لا تأكلين بالجامعة أجل غداك على حسابي
صبّ سلطان بيالة شاهي و أخذها معه وقال : إذا خلصتي يا عسل علميني زين ؟
هزّت شهد رأسها بهدوء و مشى سلطان لغرفته يغيّر ملابسه
~
أخذ كأس شاهي و وقف عند المرايا يضبط البريهة و ركب سيارته وهو مبسوط و شغل باليوتيوب أغنيه عشوائية لـ محبوبه أبو نورة و إبتسم من سمع أغنية " على البال " و وهو يستمع له يقول
" على البال كل التفاصيل على البال ، و أحلى التفاصيل على البال "
وما طرًأ على باله غيرها .. تفاصيلها ، أهدابها الوساّع إلي شبهّا بسميها غزال الريم ، شاماتها إلي ما زادتها غير جمال و جاذبيه ، كلهّا على بعضها كانت مثلمًا سمعها من فمّ أبو نورة
" دايم على البال "
و رجع يبتسم وهو لأول مره يتشفق على الدوام لأجل شوفتها و قربها و سماع صوتها و أخذ يرتشف من الشاهي إلي بردّ من هواجيسه فيها ، دخل وهو تارك شخصية العاشق المغرم خلفه و لبسّ شخصية الضابط الصارم و دخل يبصمّ و يضرب تحية لمتعب إلي وقف بجانب زر البصمة وهو ينتظره و قال : أبصم ولا صرت داخل مهمة رسميًا ؟
متعب بهدوء : على مكتبك يالسهم
سهم بروقان : مكتبي قبل المهمة ولا بعد ؟
متعب بحده : بتروح ولا تبي جزاء ؟
رفع سهم إيديه بأستسلام و دخل مكتبه القديم و بدأ يأخذ أغراضه إلي يحتاجها بمكتبه الجديد و بدأ ينقلها بمساعدة زملاءه بالقسم
~
عندما أشارت الساعة لـ ١١ تمامًا فتح الباب دخل و بدأ يعدهمّ بعيونه ويتأكد من وجودهم جميعًا و من ثم قال : السلام عليكم ورحمة الله
ردوا السلام وهم واقفين و جلس و سمح لهم بالجلوس من بعده و قال : ما كملنا تعارفنا المرة الماضية و بنأجله ليوم ثاني نكون فيه فاضين و من بكره باذن الله أبي يكون دوامكم رسمي من الساعة ٨ لـ ٢
سهم : بكره خميس ليه ما تخليها الأحد
إبتسم متعب وقال : تم كلهم يبدأ دوامهم الأحد إلا أنت دوامك الرسمي يبدأ من بكره
تأفف سهم من شخصنته و ضحك باسل إلي بجانبه بخفه
و أكمل متعب : اليوم محتاجين عقولكم تكون صافية و ما يدور ببالكم إلا سعود و بس و أصغر معلومة عنه صدقوني بتفيدنا ، ملامح وجهه ، صوته ، عنده جرح أو أصابه ، الصغير صدقوني بيودينا للكبير
رفعت ريم أكتافها وهي تقول : إلي أعرفه أنه ما يشتغل لوحده و ماهو صغير يمكن عمره فوق ٢٥
بدأ متعب يسجل معلوماتها : أكيد مو لوحده شغله أحترافي و الفريق الي معاه خطير و بعد لاحظنا أنه يستهدف عمر محدد إلي هو من عمر ست سنوات إلى عشر
بدأ فهد يطالع بين القضيتين و قال : و بعد في رأبط أنهم كلهم ذكور و عائلاتهم لها أسم بالسوق
سهم : ما أتوقع أنها صدفة و أتوقع أن في عدّة قضايا تسكرت لنفس الحالات
متعب : قوم روح الأرشيف و شوف
باسل : أروح أساعده ؟
متعب بهدوء : روح
قام باسل يتبع سهم و إلاف متعب على سارة إلي من دخل وهي على اللابتوب : وش قاعده تسوين ؟
سارة : أراقب إلي طلبتني أسمها ، مافي إي شيء غير قانوني الفيلا و السيارة و حتى الفلوس كلها بأسمها و مافيه إي حالة مشبوهة
تأففت ريم : مستحيل ما عنده ولا ثغرة
آلاء : ماله رقم أو شيءٍ نقدر نحدد موقعه منه ؟
هزّت سارة رأسها : ماله إي أسم أو رقم ثابت كلها وهمية و الأماكن إلي يروح لها ما يكون فيها كاميرات مراقبة
متعب : ريم لو نطلب عماد أخوك حالته الصحية بتتحمل يرجع ذاكرته لـ الماضي ؟
تنهدت ريم بآلم : ما أدري والله ما قد حاولنا نفتح الموضوع معه بس بحاول فيه اليوم و برّد لك باذن الله
هزّ متعب رأسه و أكمل يتابع الملفات و يتناقش مع فريقه وهو فخور بأختياراته
~
رنّ جوالها و إلتفت له تاركة دولاب ريم إلي فتحته لـ تختار لها بجامة مريحة و عقدت حاحبيها بأستغراب من كان الرقم غريب ولكن فضولها كان طاغي عليها و ردت تقول
: الو ؟
تطمن من سمع صوتها و قال : السلام عليكم
حاّولت شهد تميزّ صوته ولكن ما عرفته : وعليكم السلام مين ؟
قال بهدوء : أنتِي عسل ؟
إبتسمت شهد المصدومة بأستغراب : ما فهمتك ؟
جكّ رأسه من حسّ بأنه جاب العيد : أنا سالم .. إلي صدمتك أمس ، أو غلطان ؟
تنهدت شهد بقلق : أيوه أنا .. تبغى شيءٍ ؟
سالم : لا بس حبيت أعتذر منك على إلي صار أمس و الخطأ مني كنت ساهي على الجوال و ما أنتبهت لك
شهد بهدوء : لا عادي ما صار شيء و أساسًا أنا ما أعرف أسوق يعني بعد الخطأ مني
سالم بأستغراب : و طالعه بطريق سريع ؟ ما تخافين على نفسك ؟
شهد : إلا بس كنت زعلانة كثير و ما فكرت بالعواقب بس أخذت عقابي بحادثك
سالم : بسم الله عليك و أعتذر مرة ثانيه ما كان ودي يصير هالشيءٍ بس حمدلله بالحديد ولا فيك
لوّت شهد شفتها وهي تبتسم من أهتمامة من لحظة الحادث لـ هاللحظة ولكن كبرياءهّا ما يسمح لها تتنازل كثير وهي درّة غالية : تبي شيءٍ ؟
سالم : رقم أبوك
بققت شهد عيونها بصدمة منّ ردة إلي ما توقعته أبد ولكن سارّع وهو يرقع لنفسه ويقول : جدي يبي يعزمه أعتذار عن الحادث و نسيت أخذ رقمه
تنهدت شهد بخوف و كتم ضحكته من سمع أنفاسها و قالت : تمام أرسله لك على الواتس
و أقفلت برعب بدون ما تسمع ردّه و رمت جوالها على السرير و أرتمت بجانبه تنضم نبضّ قلبها إلي ثأر كالطبول من كلامه الشجّي مثلما تحب و أخذت جوالها تفتح الواتس و ترسل له رقم أبوها و لمّحت بأن أفتاره صورته بالثوب و الشماغ و ما قدرت تقاوّم فضولها و دخلت تشوفها و تتأمله بشكل أوضح من هدأ قلبها ، رمتّ الجوال و أخذت بجامة تلبسها من حست بأنها تأخرت على عماد إلي ينتظرها لـ يأكلون سوًا
~
دخل سعود للغرفة بهدوء : هاه زرافة جهزّت القائمة ؟
الفيل : قائمة إيش ؟
الزرافة : جاهزة جاهزة و كلهم نفس ما طلبت صغار و يدورون مشاهدات و فلوس
إبتسم سعود : حلو أرسل له المقطع بعد ساعة
الفيل : أتكلم هنا ؟ ممكن تعلموني شسالفة ؟
سعود بحدّه : بعديّ أسلوبك الوقح هذا بمزاجي ، دام للحين ما جاني خبر بأنهم كنسلوا القضية بالعكس مستمرين و ينبشون بالقديم فـ بنخلي آل عمر يقفلون الموضوع برضاهم
الفيل : بتبتزهم ؟
رفع سعود حاجبيه بغرور : بنعطيهم درس بسيط يضيع علومهم و يقلبّ دارهم و إن أستمر الوضع بنتجهز لأن بنبدأ بحرب نهايتها أنا بالأعدام أو هم بالعدم
رفع الزرافة رأسه من الكمبيوتر : أنزل إي فيديو ؟
بدأ سعود يفكر بعض ثواني و من ثم قال : دام ريم رجعت خلنا نرحب فيها بطريقتنا
فهمه الزرافة و لفّ رأسه على الفيديو إلي رفعه على اليوتيوب و بدأ ينتظره يحمل و رجع يرفع رأسه و يقول : ساعة بالكثير وهو نازل
هزّ سعود رأسه : متى ما نزل أرسله للصغير و قل له على قد ما ينتشر الفيديو على قد الفلوس إلي بياخذها
رجع الزرافة ينتظر الفيديو يتحمل و طلع سعود يتركهم
~
كان باسل واقف و يطالع سهم إلي من دخل وهو يفتش و يبحث بين الأوراق و القضايا و قال : ممكن تفهمني وش تدور بالضبط عشان أساعدك ؟
رفع سهم أكتافه وهو يقرأ القضية إلي بيدّه : صدقني لو أعرف بساعد نفسي بس فعلا تايهٍ
ما عطى باسل فرصة يجاوب و أكمل وهو يقول بدندنه : غريق تايهٍ في هوى راعي القلادة
ضحك باسل : عسى دوم الروقان
إبتسم سهم و مدّ له ملف يقرأه : تصدّق ؟ أحس الحياة سعيدة لدرجة أحس فيه غزلان يراكضون بصدري
باسل بأستغراب : أنا أخبر الكلمة فيه فراشات بصدري شلون صاروا غزلان ؟
رفع سهم رأسه ليطالعه بتصريف : هاه لقيت شيءٍ ؟
باسل : العلوم عندك يا أبو رامي
تنهد سهم وقال : لو أرجع لمتعب وأنا ما حصلت شيءٍ بأسوء الأحتمالات بيخليني أقعد لين المغرب
ضرب باسل كتفه : ما تصرفني أنا حافظك و فاهمك داري أن وراك شيء تكلم !
غمزّ سهم : مب الحين صدقني متعب بيعلقني من رقبتي وهو يستنى الزلة والله
باسل : زين هالمرة بس
إبتسم سهم و أكمل يقرأ و يتصفح القضايا و يعطي باسل يراجع من بعده
~
إبتسم من كانت ريم تمشي قدامه و رنّ جواله و إبتسم بوسع ثغرة من كانت المتصلة أمه و نطق بداخله : أعشق توقيتك يا نبع الحنان
و ردّ وهو يحاول يسبقها و يعلي صوته لتسمعه : لبيه ياغدو ؟
غادة : فهودي ننتظرك على الغداء ؟
هزّ فهد رأسه و إبتسم وهو يشوفها تلتفت عليه : إيه ياعمري أنتظريني شوي و أجي
غادة : أنتبه على نفسك
فهد : أبشري ياحياتي
أنتظرها فهد تقفل و كمل يقول : وأنا بعد أحبك ياحبيبتي ، ترا بجيك مسرع أنتبهي تثيريني !
طالعته ريم و قالت : قرف والله
مثّل فهد بأنه توه يقفل المكالمة و قال : سمٍي ؟
ريم : ترا ما بقول واو رومنسي بقول أنك راعي بنات زيك زي ولـ
قاطعها فهد بأبتسامه عريضه وهو ما وده يسمع أسمه : لا عادي قولي أني عجبتك و تتمنين واحد مثلي ما بقول لأحد
ضحكت ريم بخفه : يا الله وش هالثقة ! أمك تقول لك ألف بنت تبغاك ؟
رفع فهد أكتافه : مو بس أمي حتى العيال يتمنون يكونون بنات عشان أحبهم بس قدّر
شمقت له ريم بتقزز : أف صدق من قال الدّم واحد نفسك نفس سيف
تأفف فهد و قال : بتقنعيني أنك متضايقة مني و من سيف و من أشباهنا و أنتي دارية إنك حلوة و ما أخفيتي جمالك ؟ بالعكس تزيدينه
ريم بحده : مالك دخل أخفي جمالي أبرزه مالك إي حق تتكلم و زيادة ترا كلامك يعتبر تحرش تدري ؟
إبتسم من حسّ بأنه نرفزها : عندك دليل ؟
سكتت ريم و رجع يكمل بأبتسامه أنتصار : سكوتك يدل على هزيمتك للمرة الثانية
وقفت ريم أمامه بتحدي : موتي أقرب من هزيمتي يا الهدّاف
رفع فهد إيديه بأستسلام و إبتعد عنها : ماني داخل حرب معك يا هيمانة
قاطع حوارهم أتصال جوال ريم و ردّت بدون تفكير من شافته رأيف توأمها : دقيتي علي ؟
ريم : إيه كنت بشوف ميلو إذا بالشركة أمرها
رأيف : لا مأخذة أجازة وش تبين فيها ؟
ريم : بطلع معاها نغير جو شوي
رأيف : زين الحين بروح البيت و أقولها
ريم : لا يكفي تطلع أنت و فجر و تروحون عند أبوي شهد عندنا
رأيف : تبشرين
قفلت منه و شافت فهد لازال واقف و مشت و تركته تركب سيارة عماد
~
دخل الوليد للجناح وأستغرب من شاف غادة قاعدة على جوالها : للحين ما بديتي تتجهزين ؟
رفعت غادة رأسها وهي تهز بالرفض : تو الناس ما أذن المغرب حتى
الوليد : زوجات أخوياي دايم بعد صلاة العشاء يكونون هناك
تركت غادة جوالها و عدلت جلستها بحيث تقابل وجهه : وليد ترا لسى ما تأخر الوقت عادي ما أروح ؟
مسك الوليد يدها و تنهد بحب : غادتي صدقيني إذا رحتي معهم مرة بتتمنين تروحين أكثر من مرة ، أبيك تختلطين مع العالم و تروحين و تجين ما أشوفك تطلعين إلا مع زوجة أخوك أو أمك وبس
رفعت غادة أكتافها : وش أسوي مابي أبعد عنك أو عن أمي أخاف تحتاجوني
الوليد : بس من حقك تأخذين راحة و تتعرفين على ناس جدد أو أماكن جديدة
غمضت غادة عيونها بنعم : خلاص إلي تشوفه
جلس الوليد جانبها : وش ناوية تلبسين ؟
إبتسمت غادة بهدوء : ما أعرف أنت وش تبيني ألبس ؟
بدأ الوليد يفكر : يزهاك كل لون بس أبيك تلبسين فستانك الأسود إلي لبستيه قبل شهر و عقدّ اللؤلؤ إلي شريته لك
غادة بتفكير : تبشر ياحبيبي
قام الوليد يبوس خدها و قاطعهم فهد إلي داخل بهمجية و ينطق : ملكة قلبـ
توقف عن كلامه وهو يصدّ بضحك و قال : معليش قاطعت لحظة رومنسية
أنحرجت غادة و نطق الوليد بتأفف : متى تتعلم تطق الباب ؟
بدأ فهد يلف و يفحص المكان : بس أنا بالصالة مو بغرفة نومكم عشان أدق الباب
إبتسمت غادة وخدودها حمراء من الحياء : هاه حبيبي وش بغيت ؟
فهد بأستغراب : أنتوا متأكدين متزوجين تقليدي ؟ لأن حبكم إلي أشوفه ما يدل على كذا أبد
رمى الوليد عليه علبة مويه : أذكر ربك أولًا و ثانيًا إلي عنده كل هالجمال شلون ما يدللـه ؟
فهد بهدوء : ماشاء الله بس منطقي يا الوالد
قام الوليد : عندي مشوار لساعتين إذا خلصتي دقي علي أوديك
غادة : كثرت مشاويرك مو ملاحظ ؟
هز الوليد رأسه : بديت أطفش من التقاعد و قاعد أحاول أدور شيءٍ أتسلى فيه
فهد : أدخل شراكة مع خوالي طيب ؟
الوليد : بفكر بالموضوع
أخذ الوليد بكته من على الطاولة و نزل و إلتفت فهد على أمه : وين بتروحين ؟
غادة : أصدقاء أبوك كانوا فترة و الثانية يسوون جمعة لهم و بعدها صاروا حريمهم بعد يجتمعون من باب أنهم يتعرفون على بعض بالغربة و للحين صاروا يتجمعون و يبغاني أروح معاهم
فهد بأستغراب : بس أنتي مو جوك العزايم إلي كذا
غادة : أبوك طلبني ما أقدر أرده
قعد فهد و حط رأسه يحضنها : الله يرزقني بزوجة تحبني كثر حبك لأبوك
ضحكت غادة بخفه : و أزود إن شاءالله و تراك أنتي إلي بترجعني
آشر فهد لعيونه و بدأت غادة تمسح على رأسه بهدوء
~
قراءة ممتعة يا جميليني لا تنسون النجمة و اغمرووني بعذب كلامكم , حسابي أنستا : i1itmj
أنت تقرأ
دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال
Mystery / Thrillerرواية : ( عليك السلام مني و الامان ، و دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال ) تسعى المحققة ريم الهيمان بعد ذهابها لـ بريطانيا لدراسة القانون أن تعود و تكشف أسباب مقتل إبن أخيها و في آثناء رحلتها يكشف القاتل لها حقائق عن من حولها لم تكن بالحسبان