الفصل الثالث عشر

642 23 3
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم ، علامة النجمة قبل نبدأ 🌟
~
كان جده يهاوشه ولكنه مبسوط لأنه وجد عذر وأخيرًا لـ يكلم شهد العسل و أستأذن منهم و خرج يركب سيارته و يبتعد عن المنزل قليلًا و يرسل لها و الإبتسامة تملأ ثغره : أعتذر منك كثير الأعتذار على إلي صار ، ما كان عندي علم
كان متقصد يخلي رسالته مبهمة لـحتى تطول السوالف بينهم و ترد عليه بسرعه ، و فعلا نجحت خدعته و ردّت بعد دقيقتين وهي تقول : ما كان عندك علم لـ إيش ؟ ما فهمتك !
بدأ يكتب و يمسح لـ يومهما بأن كلامه مهم و كتب : كنت أحسب أن أسمك عسل و قلت لجدي و قال لأبوك أبو عسل و قال أسمك شهد ، فـ أعتذر لو كان فيها أحراج أو حسبتي بأني أتغزل فيك
ضحكت شهد بخفة ولكن تلاشت ضحكتها من شافت كتب : أعتذر بس عادي أتصل ؟ لإني قاعد أسوق و ما ودي الحادث يتكرر
شافت و ما ردت عليه لعدة دقائق و عندها حسّ سالم بأنه تسرع في قراره ولكن لم يكن يعلم بأنها كانت جالسة بوسط أهلها و قامت تروح لغرفتها و تقفل الباب من خلفها و رجعت ترد عليه بـ : عادي
إبتسم بأنتصار و بدأ يمشي بالسيارة بالحواري لـ تصدقه و أتصل و أفتتح كلامه بـ : السلام عليكم
ردت بصوتها هادي و خافت : وعليكم السلام
إبتسم من سمع صوتها و نال مراده و غايته : أخبارك عساك بخير ؟
شهد : بخير الحمدلله
سالم : أبي أعتذر منك مره ثانية لما سمعت الوالد يناديك عسل توقعت بأنه أسمك
سكّت تسمعه يكمل : عاد لايق عليك بسم الله ماشاءالله و بعد تليق فيك قصيدة إبن قضعان وهو يقول
" العسل له عدّة أسماء و أحلاها ؟ شهد "  
أحمرت وجنيتيها خجل و ردت : شكرًا
عمّ الصمت بينهم لـ ثواني وثم بادر يقول : ماشاءالله علاقتك بأبوك جدًا حلوة ، يحترمك و يخاف عليك و يهتم لـ رأيك شكلك وحيدته
إبتسمت وقالت : لا مو وحيدته بالعكس عندي أخوان بس يمكن لأني عنقودته
تنهد سالم وهو يتذكر أبوه : كنت عنقود أبوي الله يرحمه كان يخليني بكف و العالم كله بكف ، علمني الرجولة و الأحترام و الثقة بالنفس وأنا عمري ما وصل ١٠ ، وكأنه عارف بأنه ما بيبقى لي العمر كله
عضت شهد شفتها بتعاطف معه : ياعمري الله يرحمه ، كنت أحسب إلي معاك هذاك اليوم أبوك
إبتسم من قالت " يا عمري " و كأنه أنعمى عن الجملة إلي بعدها و ردّ يقول : لا هذا جدي أبو أبوي و فعليًا يعتبر أبوي لأنه هو إلي رباني و ما قصر فيني بيوم
كعادتها فضولها يقتلها و ما قدرت تمنع نفسها ما تسأل وتقول : أمك متوفية بعد ؟
ردّ بعدما تنهد من طاريها : لا حية بس تخلت عنا بعد عدتها و تزوجت واحد فلوسه تحجب الشمس
ميلت شفتها وهي تسأل : ولا تسأل عنكم أبدًا ؟
سالم بهدوء : و أتوقع ما طرينا على بالها ، أنانية ما تفكر إلا بنفسها
شهد : أنانية عشانها تزوجت بعد وفاة زوجها ؟ أو عشان زوجها غني ؟
سالم : عشانها تركت طفلين بعمر أقل من عشر سنين برعاية جد كبير بالعمر و أخو زوجها إلي زين يشيل نفسه و زوجته و بنته و حملته مسوؤليتنا بعد و تدرين بعد ؟ أن عمي و زوجته توفوا بعد أبوي وبعد ولا فكرت تعزي جدي ولا تأخذنا
سكتت شهد بندم و حست بأنها غلطت و أكمل يقول : المهم مضطر أقفل وصلت البيت ، توصين شيءٍ ؟
ما قدرت تنطق بشيءٍ و أكتفت بالصمت و أقفل المكالمة وهو يحس بأنه نادم على أتصاله ، حست بتأنيب ضمير كبير و تورطت وهي ما تعرف تعتذر أو حتى تحسس الشخص الثاني بأنها تعترف بغلطها و رمت جوالها ووضعت رأسها وهي كارهة فعلتها ولا تقدر تسوي شيءٍ و أستلمت لنعاسها و نامت
~
رفع ساعته الرولكس وهو يشوفها تشير لـ الثامنة صباحًا و وضع شنطته أمامه وهو يتكئ على كرسي المطار و يزفر براحة بال وهو يقول : تقييمك للسفرة دكتور نافل ؟
إبتسم نافل وهو يطالعه : كل شيء عشرة من عشرة ، مطاعم ، أماكن ، ملاهي ، فندق ، كل شيء كامل إلا أنت بنقصك درجة
ضحك فهد بأستغراب : ليش يعني ؟
أخرج نظارة متهشمة من جيبه وهو يقول : كاسر نظارتي و تقول ليش !
فهد : قايل لك ملاهي مائية جاي بنظارة طبيه ! تستهبل ؟
رفع نافل حاجبه : يعني ما تدري إن عندي ضعف نظر ؟
غمز فهد له و قال : لا والله عندك نظر يوم أخترتني خوي لك
ضحك نافل : يموت لو ما يحول المواضيع لصالحه هالنرجسي
رفع يديه بتفاخر : ما يحق لي ؟
نافل : يحق لك يا الهداف يحق لك
إلتف فهد عليه وهو يقول : طيب مسموح أسولف عن خططي عشان أتعرف على ريم ؟
هزّ رأسه بالرفض : بالطيارة مسموح لك الحين لا
فهد : تكفى يبو سلام 
أغمض نافل عيونه ويقول : يمكن لو جبت لي كبتشينو أوافق
ضحك فهد : جو ثلاثيني صدق
رفع نافل حاجبه بأستغراب و قام فهد يمشي يشتري قهوة قبل تفتح بوابة طيارتهم ، وضع حقيبته في مكانها المخصص و من ثم جلس بجانب الشباك يودع دبي وهو مبتسم و من ثم إلتفت على نافل الي لازال واقف يرفع شنطته و قال : متى نبدأ ؟
بقق نافل عيونه بصدمه : وشفيك مستعجل ! أنتظر يا مطفوق
ضحك فهد بخفة وهو ينتظره ينتهي و يجلس بجانبه و يقول : يلا علمني عن إلي معك بالدوام و كيف شخصياتهم
فهد : عندنا آلاء أخصائية نفسية بس ماشاءالله عليها أجتماعية بشكل جنوني تعرف أسامي الكل و رتبهم و تتكلم كثير و مسرع و نص الكلام ما أفهمه صراحة
ضحك نافل : بس بتلقى قلبها طيب و الكل يحبها
فهد : هذا الحاصل محد نافعني و معطيني على جوي غيرها
نافل : طيب مين فيه بعد ؟
سكت فهد لعدة ثواني وهو يتذكر : راما مدري لارا .. لا سارة ذي من كثر ما لها حس آنسى وجودها بس عطها لابتوب و سماعات و أزهلها بالشغل ماشاءالله عليها
هزّ نافل رأسه بالرفض : ما بتنفعنا
فهد : ما بقى إلا الضحية من البنات و باسل اخوك و سهم
نافل : سهم ثقييل ماهو زيك ما بيساعدنا بعد ، مالنا إلا أبو سليمان
فهد : طيب وش الخطة ؟
نافل : مين يدري أنكم أخوياء ؟
رفع فهد كتفيه بعدم معرفه : علاقتي بأخوك مو قوية زي علاقتي فيك ما نسولف طول الوقت عشان يشكون أننا نعرف بعض من قبل
إبتسم نافل : حلو ذي نقطة بصلاحنا ، تهاوش أنت و باسل و أطلب من آلاء تدخل بالموضوع و تتهاوش معكم و ما تجتمع أنت و باسل و آلاء بنفس الغرفة فـ عندك خيار يا يكونون ريم و سهم أو ريم و سارة أو سهم و سارة
قام فهد يبوس رأسه : حياتي بدونك ضيااع قسم بالله
ضحك نافل : بس تراك لازلت مضطر تقنع سارة تطلب بأنها تكون معهم بنفس الغرفة عشان على الأقل تضمن ريم و سهم
إبتسم فهد بحماس : متى نوصل ؟ الشوق ذباح لـ نجد العذية
رفع نافل حواجبه يضحك : ودي أصدقك بس ادري أنك كذاب
فهد : طيب وش تنصحني أتابع ؟
نافل : ليلى و الذئب
ضحك فهد بتأفف : تظلمني كثير ترا
ضحك نافل بخفة وهو يترشف قهوته و بدأ فهد يبحث عن فلم يلهي فيه نفسه لـ حتى يصل لـ العاصمة الحبيبة " الرياض "
~
قضى الليل كله يبحث و يكتشف أدلة جديدة تفيده بالقضية و يطرحها على رؤساءه و ينتظر تجاوبهم معه ، رفع رأسه بتعب من أنفتح الباب و كان آحدى العسكر و قال : تفضل
دقّ تحية و من ثم دخل أكمل متعب : أسترح .. وش صاير من صبح ربي ؟
العسكري : المهتم سعيد طالب أنه يقابلك
عقد حاجبيه بأستغراب : ليه صاير له شيءٍ ؟
العسكري : ما عندي علم
هزّ رأسه : زين شوي و جاي ، تقدر تتفضل
دقّ تحية العسكري و من ثم طلع و أخذ متعب جواله و ضرب رأسه بخفة من شافه صامت و تكررت أتصالات زوجته عليه ، تقدم يقفل الباب و من ثم رجع يدق عليها و إبتسم من سمع صوتها الحنون : متعب وينك ؟
متعب بهدوء : صباحك خير يا أجمل ما يبتدي فيه يومي
رفعت حاجبها بأستغراب : أجمل ما يبتدي فيه يومك وأنت تاركني لحالي بالبيت ؟
متعب : أعتذر منك كثير لينتي بس القضية مأخذة عقلي و فكري
زفرت لينا نفس : إيه هنيالها القضية
ضحك متعب : صدقيني بس أخلص هالقضية بعوضك عن كل لحظة كنت فيها بعيد عنك و داري إني مقصر بحقك و حقوقك بس حاولي تعذريني هالفترة بس
لينا : معذور لأن حتى أنا أنشغلت بالمطعم و الفرع الجديد مرة
متعب : ما تنسين تعطين هتام أكل صح ؟
لينا : تعووب شدعوه ! ما أقصر معاه ابد و حتى إذا جبت لي سناكات أو شيء جبت له
إبتسم متعب من دلعه لها : على طاري هتام ، ولد صغير متورط بالقضية يتيم و يذكرني كثير بـ هتام أول ما لقيته ، بريئ بعالم قاسي و بـ حياة ما ترحم أمثالهم و حنييت عليه ودي آمن له حياته و ما يبقى عليه قصور زيه زي هتام و زي ولدي إلي بيجي منك
تنهدت لينا من طاري الحمل : الله يجيب الخير يارب
عرف متعب بأنها تكدرت بسبب موضوع الحمل ولكنه كان أعرف الناس في آرضاها وقال : أستودعتك الله
و أكمل يقرب الجوال من ثغره و قال بهمس : أحبك
إبتسمت متناسيه كل ضيق بصدرها و ردت بنفس همسه : وأنا أحبك بعد
أقفل منها و هو مبتسم و ترك جواله على الطاولة و فتح الباب و أختفت الإبتسامة من ثغره منذ خرج من الغرفة ، مشى بين الممرات لـ حتى وصل لـ غرفة التوقيف و أستغرب عندما لم يجد عسكري يحرسه عند الباب ، دخل و زاد أستغراب من شاف الغرفة فارغة و سعيد غير موجود بداخلها ، ضرب شكّ صغير بدأخله إن في شيءٍ قاعد يصير وهو لا يدركه و مشى يبحث عن العسكري إلي كان عند الباب و قال له : وين راح سعيد ؟
العسكري : مو أنت طلبت ننقله لـ غرفة ثانية و يتغير طاقم الحراسة ؟
رفع حاجبيه بصدمه : نعم ؟ وليش بطلب هالتغييرات كلها مافي خطر عليه
سكت لعدة ثواني و ثم قال من أستوعب إلي يصير : هو رايح للخطر برجله
كان العسكري يطالعه بعدم أستيعاب و صرخ متعب يقول : واقف ليه ! تحرك في محاولة أغتيال بتصير
فزّ العسكري يجمع أمهر و أشطر العسكر لـ يلحقوا بـ الرائد متعب ، بدأ متعب يبحث عن الغرفة إلي وصفها له العسكري و ضرباته قلبه تتعالى بطريقة لم يسبق له ، يضرب بخوف ، بتوتر ، كان الممر لا ينتهي و الطريق إلي يسترق دقيقتين أصبح أشبه بالساعات ، وصل و وضع يده على قبضه الباب وهو يتمنى بأن تخيلاته ما تكون واقع و إن ما فات شيءٍ و سعيد بخير و كل الآمور بخير وهو يتوهم فقط ، فتح الباب و ومنذ لمح قدميه النحيلّتان ممتدة أرضًا أدرك بأنه تآخر و كثير و بأن مكالمة زوجته إلي ما أخذت خمس دقايق أخذت منه روح هو مسؤول عنها ، تقدم يشوف المسدس على إيسره والدم بكل مكان و الرصاصة مثبته بالجدار من أخترقت دماغة و أعلنت فقدانه للحياة بعمر يناهز الـ ١٧ عامً ، صاح بألم و بتعب و يئس من المنظمة الكبيرة المجهولة إلي ما يدرك غاياتها وليه يستهدفون من هم دون الـ ١٨ عام ، تقدم له اللواء و أدرك إيضًا بأن الموضوع أنتقل من قضية خطف أطفال إلى تهديد صريح بالجهات الأمنية و إلتفت على العسكر إلي حوله وقال
: المبنى بالكامل يتقفل ! لا أحد يدخل ولا أحد يطلع و شددوا الحراسة على غرفة الكاميرات ولا أحد يدخلها لو كان فريق أول ما يدخل إلا بأذني و بوجودي ولو دخل بعتبركم أنتوا الثلاثة المسؤولين
هزوا رؤسهم و مشوا و أكمل على العسكري الرابع وهو يقول : أتصل على المستشفى و أطلب فريق طب شرعي جنائي و حرصّ عليهم يتكتمون على الموضوع مو ناقصين أعلام و رؤس كبار
مشى العسكري و لف اللواء يشوف متعب واقف بتعب بجانب جثة سعيد و أخذ شماغة و غطى وجهه وهو يتنهد و يقول : لا حول ولا قوة إلا بالله و إنا لله و إنا إليه لاراجعون ، الله يعوضه بشبابه بالجنة
متعب بهدوء : كان طالبني أجيه و كأنه حاس بعدم أرتياح و إن بيصير شيء وكان يستنجد فيني ، حضني و ترك فيني شيء منه يبيني ما أنساه و كل ما حسيت بأني بوقف أتذكره و أكمل
طبطب على كتفه وهو يقول : والله لأجيبه لو كان آخر يوم بحياتي ما برتاح لين أشوفه ينقص قدامي لأني متأكد حتى السجن ما بيمنعه يستمر
إبتعد يخرج من الغرفة و يقفلها لـ حتى يصلوا فريق الطب الشرعي و أخذ قارورة موية يحاول يشربها و يبل ريقه ولكن كانت الموية مثل النار إلي تنصب بجوفه و تحرق كل شيءٍ تلمسه ، ترك القارورة و تقدم يقول لـ العسكر بصراخ : الـلوح إلي كان واقف يحرس المتهم سعيد وينه ؟
تقدم وهو ساكت و أكمل متعب يقول : سلم شارتك و سلاحك و بتتوقف لحتى آشعار آخر ، و أنتظرتي بغرفة التحقيق .. إي كلمة تقولها بتكون ضدك فـ ألتزم سكوتك يا لوح
سكت يعض شفته بقهر و ثم مشى و مشى متعب بالطريق الآخر برفقة اللواء يتجهون لـ غرفة الكاميرات لـحتى يكشفوا هوية المجرم القاىّل إلي وصل فيه يتحدى و يتطاول على الدولة ، قعد اللواء بالكرسي يطالع الشاشات إلي يوصل عددها لـ الثلاثين شاشة و وقف متعب خلفه وهو يقول : افتح على الساعة ١٠:٠٤ دخل علي جندي أول حميد يقول أن المتهم طالبني ، و قعدت بالغرفة مده لا تقل عن ثلاث دقائق ولا تزيد عن الخمس
اللواء : أمسك كاميرا كاميرا بالمقر شوف وش صار
العسكري : بس بيأخذ وقت طويل
التفت اللواء عليه : عندك شيءٍ غير الشغل يابجاد ؟
هزّ رأسه بالرفض و أكمل اللواء يقول : زين أجل أبدًا من الكاميرات إلي على سيب غرفة المتهم
فتح بجاد الكاميرات القريبة و ما لاحظوا إي حركة غريبه أو مثيرة للشك طوال الفترة ، حتى لمحوا شخص يلبس أسود بـ أسود و يلبس كمامة تخفي وجهة عن الكاميرات ، أستغرب اللواء وقال : شلون محد أنتبه له أو طالعه بأستغراب !
متعب : الواضح أنه منا و فينا
اللواء : بجاد يمديك ترجع بالكاميرات لورا و تتبع هو من وين جاي و شلون دخل ؟
بدأ بجاد يرجع بالأوقات و ينتقل من كاميرا لآخرى بمساعدة زميله و وصلوا لـ لحظة خروج الشخصية المجهولة من الحمام و فزّ متعب يقول : مو معقول إنه العامل رجب !
ضحك اللواء وهو يقول : وصلوا لـ العمال ؟ لا عيّنا خير إن شاءالله
بدأ متعب يدور بالغرفة بقلق : لا تخلون هالزفت يطلع مكان و بحقق مع كل شخص كلمه اليوم بس أحصّ لي الأسامي وأوريك فيهم
اللواء : أرتاح أنت من أمس ما وقفت تحقيقات
متعب : قاعد تشوف لما أرتحت وش صار ؟ خلني أشقى الحين و أتعب بعدين
اللواء : روح أفطر على الأقل و بعدها كمل ، تراه آمر مو خيار
هزّ رأسه يدق تحية و يطلع وهو يشعر بأنه له من أسمه نصيب " مُتعب "
~
كانت تأكل و تستمع لأحاديث أمها و زوجها و عقلها كان بمكان آخر ، كان مع شخص ما تعرف منه إلا أسمه و نظرة عيون كلها آمان و شخصية كلها رجولة ، رفعت رأسها من الصحن من سمعت أمها تناديها : هلا ؟
عاليه : شرايك نطلع نتعشى اليوم و ننادي غزالة معنا ؟
هزت رأسها : إيوه من زمان ما طلعنا سوًا
قال سامر وهو يأكل : ما بقدر أجي معكم
عقدت عاليه حاجبيها : ليه ؟
رفع سامر رأسه يطالعها : معزوم لـ أفتتاح مطعم مديرة فروع الرياض الخاص
عاليه : عادي نروح معك إذن ما كانت الدعوة خاصة و منها نشوف مديرتك إلي نسمع فيها ولا نشوفها
هزّ رأسه بالموافقة : لا عامة حياكم ما عندي مانع
إبتسمت عاليه تحط كفّها على يده و طالعتهم شهد و قامت وهي تنطق : الحمدلله
عاليه : ما كليتي شيءٍ يا عسول
شهد : شبعانة ياماما
نهار : شهودي عادي تلعبين معي سوني ؟
إبتسمت بخفة : خلص أكلك و بدخل أخذ شاور إذا خلصت جيتك
صفق نهار بحماس و مشت شهد تدخل غرفتها و تقفل على نفسها الباب و أنسدحت على السرير وهي محتارة و ببالها إي سؤال ، صاحي أو نايم ؟ ، زعلان أو عادي ؟ ، فكر فيني أو ما همه ؟ ، كانت أجوبة آسالتها عنده وما كان عندها خيار أو حل إلا أنها تتصل عليه و تعرف ، رفع رأسه من المخدة وهو مستغرب من أتصالها و تنهد من تذكر إلي صار أمس ولكن عدل جلسته و رد عليها و أستمع لصوتها الهادي وهو ينطق : الو ؟
ردّ بغلاظة صوته الخادر من النوم : هلا ؟
أنفجعت من صوته وقالت : لا يكون نايم و أزعجتك ؟
حطها ميوت و بدأ يتنحنح يعدل صوته لا يخوفها أكثر : لا صحيت قبل شوي .. آمريني ؟
سكتت لعدة ثواني ترتب كلماتها و تحاول تنطق بالكثير من الكلام لـ يرضى عنها ولكن ما قدرت تقول إلا أربع حروف : آسفة
أنصدم من رقتها و نعومة صوتها وهي تنطق وسكت من سمعها تكمل : ما أدري ليش تحمست و دافعت عن أمك بدون ما أعرف هي وش سوت لكم بس لأن أمك تذكرني بأمي ، أمي و أبوي تطلقوا و أمي تزوجت و عاشت حياتها و جابت ولد بس ما نست أخواني أبد و حتى أخوي من أبوي تحبه مثلنا و أكثر .. صراحة أنا كنت أشوف أبوي الغلطان بهالقصة لأنه ما تمسك بأمي و حاول يلم شتاتنا و تقربت من زوج أمي أكثر و صار أقرب لي من أبوي مع كذا أبوي ما تخلى عني
ما توقع سالم كلامها ولا بأنها تحمل عبء بداخلها مثله و يمكن أزود ولكن قال : طيب لما صار الحادث ليه ما دقيتي على زوج أمك ؟
رفعت أكتافها بعدم معرفه : ما أعرف .. كنت أدور بين الأرقام و ما صرت أعرف إلا رقمه ، كنت واثقة أنه هو الوحيد إلي بيتكتم على الموضوع و ما بيوصل الي صار لـ أمي أو اختي
سالم : الله يخليه لك .. واضح بأنه يحبك ويغليّك ليه ما تعطينه فرصة ؟
هزت رأسه : عطيته و ندمت بأني ما أعطيته من قبل .. أحن و أرق و أحب مما توقعته ، و أنت تحتاج تعطي أمك فرصة
تنهد سالم من طاريها : أمي مو نفس أبوك ، أمي ما تدور وراي ولا تسأل عني ولا بعمرها فكرت فيني
شهد : ما أبغاك تزعل مني بس ترا لازم تحاول مره و مرتين و ثلاث و إذا ما عطتك مجال بحياتها وبعدها لك الحق تقرر تبتعد أو تقترب
سكت سالم لـ ثواني و ثم قال : ما أعرف
قالت بهدوء : عشاني حاول
أنصدمت من نفسها شلون طلعت هالكلمه منها وهي مالها إلا كم يوم تعرفه وهو كذلك أنصدم من نعومة صوتها إلي لعبت برأسه و من دلعها و رقتها إلي يعجز بأن يرد إي طلب لها و أكملت تقول وهي ميته من الفشلة
: قصدي عشان نفسك
ضحك من ترقيعها و رد : بحاول
سكت لثواني و بعدها أكمل : عشانك
ضحكت بخفة و إبتسم من سمعها و رجعت تقول : مع السلامة
ردّ بهدوء : بحفظ الرحمن
أقفلت و دفنت رأسها بالمخدة تكتم ضحكتها و إبتسامتها إلي تعجز توقفها من الوناسة و الفرحة ، ما تدري وش إلي صابها و كانت لأول مره تشعر بأن الرجفة متملكة يديها و قلبها يدقّ بطريقة ما قد حست فيها ، معد تشعر بنفسها ولا تحسب حساب كلامها و كأنها ما قد كلمت ذكر ولا خاضت معه إي علاقة ، و هو بذاته ما يعرف كيف خضع لـ موضوع أمه و قبّل بأنه يعطيها فرصة ولكن ليس بكلام جده ولا بحوار آخوه بلّ بـ طلب من آنثى صغيرة ما يعرف عنها إلا أنها مثل أسمها إلي عرفها فيه " عسل " ، كيف تتجرأ و تطلبه وهو يجهلها و كيف هو يستمع لها و يوافق بعد ربع قرن من الرفض ، أثنينهم ضايعين و تايهين بدوامة لم يسبق لهم بأن يعرفوها و مثلما أختلفوا بالمشاعر و الأحاسيس أتفقوا بأنها أجمل ما يشعر به الآنسان .. صحى من حواراته مع ذاته من سمع سهم يطرق الباب و يدخل
: أنت للحين نايم؟ مو ناوي تسوي كيكة العسل الي أبثرتنا فيها ؟
إبتسم سالم وقال : الحين بقوم لبى قلبك أبو رامي
أستغرب سهم : صاحي وأنت مبتسم غريبه دايم أخلاقك وسط
ضحك سالم : شفت ملاك بالحلم
طالعه سهم بنظرات غرابه : حمدلله و الشكر
و طلع و ترك سالم يضحك و يبتسم مع ذاته
~
خرجت ريم من المطبخ و بيدها المبخرة و تقدمت تبخر أبوها و إبتسمت وهي تقول : بعرسك يا حبيبي
طالعها سلطان وهو يحاول يخفي إبتسامته من حركاتها و نظراتها و أنتهت منه و نزلت مستواها تمده لـ عماد و تكرر جملتها : بعرسك و أنت بصحتك و عافيتك يا حبيب قلبي
ضحك عماد وهو يقول : على يدك بأذن الله
و أخذتها منه و مدتها لـ رأيف  و قالت : يلا الله يعين عليك
و ثم إلتفت على أبوها تتجاهل رأيف الي يطالعها بعض و عماد الي مو راضي يوقف ضحك و أكملت : مو ناوي تعلمني وش سبب الزيارة ؟
سلطان : صديق قديم و بزوره عادي !
ريم : بس وش علاقة شهد ؟
سلطان : عميد بالجامعه و شاف أسم شهد و حب يتأكد من إنها بنتي ولا
سكت سلطان لعدة ثواني : بس كأنك تحققين معي و ناسيه إني أبوك ؟
رفعت إيديها بأستسلام : لا حشى طويل العمر سلطان
سلطان : أخذتي فيتاميناتك ؟
إبتسمت بغباء من كانت قهوتها بـ إيدها و تمتم سلطان و مشى وقال : لا تطولين وأنتي برا
طلع و إلتفت لعماد تتنهد و تقول : واضح مطولين بالزعل
عماد : معليه مرده بيرضى
ريم : طيب أنتبه لنفسك ولا تنسى إنك محتاج ترتاح بعد الجلسة
غمز لها يطمنها : تبشرين
إبتسمت ولكن سرعان ما أنمحت الابتسامة من شافت رأيف يتقدم يدف كرسي عماد و يطلعه ، شمقت له و راحت لغرفتها تجهز عبايتها البنية بقماش الكريب و لبست فلات أسود وقفت تطالع نفسها بالمرايا و تبتسم من كانت طلتها مثالية و أزدادت جمالًا من لبست نظارة و قعدت على سريرها تنتظر أتصال أمها لحتى تطلع لهم ، إلتفت سلطان على عماد إلي كان خلفه و رأيف على إيسره يسوق فيه و قال :
شهد سوت حادث بسيارة ريم و إلي رايحين لهم هم الي صادمينها و يبون يعتذرون
بقق عماد عيونه بصدمه : متى صار هذا ! وكيف ما قررت تقول إلا الحين ؟
سلطان : ما بيفرق معك شيءٍ لو عرفت
سكت عماد و ألتفت رأيف لطريقه بدون ما يعلق على الموضوع
~
كانت ذكرى تبخر المجلس و تستمع لحكاوي جدّها و إبناء عمها و إلتفت لـ سهم إلي قال : بإذن الله المرة الجاية تبخرين هالمكان و جايينا خطاب
ضحكت و قدمت له المبخرة : الله يكتب الي فيه الخير إن شاءالله
عقد سالم حاجبيه : مو على كيفك ما بخليك تتزوجين و تتركيني
ذكرى : تزوج مين ماسّك !
سالم : حالف ما أتزوج و أترك كوتش غياث وحيد
مسك غياث رأسه : لا حول ولا قوة إلا بالله أنت صامل على حلفك ؟
هزّ رأسه بالموافقة : لمًا أشوفك متزوج وقتها أتزوج
غمزت ذكرى لـ سهم : أنت أول ولا أنا ؟
سهم : ما عندي مانع بس جيبو لي بنت الحلال
فزوًا جميعًا يوقفون من دق الباب و أخذت ذكرى المبخرة من يدي سهم و دخلت داخل البيت و طلع غياث و خلفه أسوده يستقبلون ضيوفهم بالترحيب و السلام : أقلطوًا يالله حيهم
ردّ سطان : و من قال يحيًا و يسلّم
تقدم غياث يمد يده اليمين لـ يصافح و يسلم على سلطان :   أرحب يا هلا والله و سهلًا
سلطان : يامرحبًا بك يابو سالم
سهم : أبو فيصل مو سالم
ربتّ سلطان على كتف سهم : والله ما عرفنا الرجال الطيب إلا من سالم بس والنعم فيك يا فيصل
ضحك غياث : لا هذا حفيدي سهم أخو سالم الكبير .. فيصل و أصيل عيالي الله يغفر لهم ويرحمهم
سلطان : والنعم فيهم و الله يرحم عيالك
و إلتفت على عياله و آشر على عماد : هذا بكرّي عماد أبو مؤيد
و ثم آشر على رأيف : وهذا الصغير رأيف أبو فجر
إبتسم سالم وهو يقول : ما يبين عليك جدّ .. شباب ماشاءالله عليك
ضحك سلطان و مشى من قال غياث : تفضلوا حياكم الله
و مشى غياث بعكازته و بجانبه سلطان الي مسانده و من خلفهم رأيف إلي كان يدف أخوه عماد و سهم و سالم يجانبهم
~
قراءة ممتعة يا جميليني ، لأول مرة البارتات تنزل بالواتباد قبل الانستا لاني تأخرت عليكم 😢
لا تنسون النجمة و اغمرووني بعذب كلامكم , حسابي أنستا : i1itmj
أ ح ب ك م

دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن