الفصل الرابع عشر

552 23 0
                                    

بسم الله الرحمن الرحيم ، نجمة قبل لا نبدأ
~
أخذ سالم الدلة و الفناجيل و تقدم يصب لـ جده و يمد لهّ و إبتسم من قاله : عشت
سالم : ومن قال يعيش
و ثم صبّ لـ سلطان و مده له وهو يتمناه يقول " بعرسك " ولكن خابت توقعاته من قال : جعلك سالم
و أكمل يصب لـ الشباب و لأخوه و ثم قعد على الطرف وهو يستمع لـ جده وهو يقول : عاد أنا عسكري متقاعد و ولدي الكبير عسكري و أستشهد في آحدى المهام و السهم بعد ورث حب العسكرية مننا و صار عسكري
إلتفت سلطان يشوف سهم : عسى رغبة منك ؟
هزّ رأسه : إيه يا عم كانت كل سواليف أبوي و جدي عن العسكرية و عن القضايا وكيف هم يبحثون عن العدل وبعد استشهاد الوالد صرت مستعد أسوي إي شيءٍ عشان أحقق العدل
رأيف : و واضح حتى سالم عسكري هيئته ماشاءالله تعطيه وصف ضابط
ضحك سالم من حسّ بأن الثوب ضاق عليه من تضخمت عضلاته : لا والله ماني حولها شريت راحة بالي و قررت أقعد أنتبه لـ جدي و أسانده
إبتسم سلطان من شهامته : ماشاءالله عليك باّر بس مستقبلك لا يروح و أنت توك صغير
غمز رأيف له : معليك أقعد و رزقك بيجيك ، محدثك كنت لا شغل ولا مشغلة فجأة تزوجت و زوجتي دخلتني شركة عائلتها و بسنة صرت مدير الحسابات بشركتهم
غياث : لا تكبر رأسه يبو فجر الشيءٍ الوحيد الي مصبرني على قعدته أنه طباخ شاطر
سهم : صح كل شيءٍ بتأكلونه هنا من يده
عماد : بأنصفك صراحة الكيكة لذييذة و موزون حلاّها واضح الخبرة الله لا يضرك
إبتسم سالم وهو يقول : السرّ بالعسل
كانت نظراتهم أستغراب من كلمته و أكمل يبرر موقفه : ما حطيت سكر أستبدلته بالعسل عشان تطلع ألذ
سهم : تشتغل يا عماد ؟
هزّ رأسه بالرفض : كنت طيار و الأفضل بالمجال يس صابتني ظروف صحية و تقاعدت أضطراري
غياث بهدوء : حادث ؟
سلطان : سكتة و الحمدلله على كل حال
سكت قليلًا و من ثم إلتفت على سلطان يقول : عائلة بن مهاوش مو غريبه علي .. قد سكنتوا الشمال ؟
هزّ غياث رأسه : إي نعم قبل أتزوج كنت ساكن هناك ، وش يقال لكم ؟
سلطان : الهيمان
أستوعب سهم إن الوجه إلي من اليوم أحتار وهو يحاول يعرف وين شافه كان أب الغزالة الي لعبت بقلبه و غيرت موازينه وفزّ يقاطع جده و سالفته ويقول : عندك بنت أسمها ريم ؟
عقد رأيف حجاجه وهو مستغرب وردّ سلطان : إيه
إبتسم سهم : ما عرفتني ؟ أنا الملازم أول سهم إلي ساعدتكم عند اللواء سلمان بن شلهوب
قعد لعده ثواني يطالع فيه و إبتسم سهم لـ تباّن غمازته و أنتبه لها سلطان وهزّ رأسه يقول : تذكرتك .. يا محاسن الصدف والله بس شلون تذكرت ؟
إبتسم ببلاهة يسكّت الأصوات الي برأسه إلي تخليه ينطق بالحقيقة : أسم عائلتكم مميز و جميل أسم و معنى
سالم : عشان أسم عائلتنا مهاوش من الهواش و عائلتهم الهيمان من الهياّم ؟ منطقي صراحة ما بقول شيءٍ
ضحكوا جميعًا و أستمتع سلطان من عفوية و أسلوب سالم و نسى تمامًا بأنه شخص كاد إن ينهي حياة إبنته ، كانت أعين رأيف طول الوقت على سهم إلي آثار شكوكه بمعرفته لـ ريم ولكن أختار بأن يسكت و يؤجل الموضوع و يعيش اللحظة و يستمتع فيها ، كان هذا أول لقاء لهم ولكن تقاربهم و تفاهمهم زرع في قلبيّ سلطان و غياث شعور وكأن لهم سنيين مع بعض
~
طالعت شهد المطعم من الخارج بآنبهار : واو يجنن المكان مره
إلتفت عاليه على ريم : شكلي حلو ؟
إبتسمت ريم : دايم شكلك حلو
بدأت تطالع نفسها بمراية سيارتها و تقول : يعني تحسين إني بكون أحلى من مديرة فروعه ؟
ضحكت ريم : يا الله تغارين عليه ؟
عاليه : أكيد ياغزال زوجي حلو و جيبه مليان وش يبون البنات اكثر من كذا ؟
أحتضنت شهد أمها : أحد عنده القمر و يطالع بالنجوم ؟
باستها عاليه و سحبت ريم تحتضنها بعد : أنتوا قمري و شمسي و كل كواكبي .. يا أجمل عطايا ربي
وقف نهار قدامها وهو متكتف : وأنا ؟
نزلت لمستواه تحتضنه وقالت بهمس مسموع : أنت أحلا واحد بس ما أبيهم يزعلون طيب ؟
هز رأسه بالرضى و ضحكت عاليه عليه ، مدت شهد جوالها لـ ريم وبدأت تعدل شعرها و تقول : ريمو صوريني صوره حلوه
أخذت ريم جوالها و قالت بحده : أرفعي طرحتك على شعرك أول
رفعت شهد حاجبها : وش دخلك !
ريم : وش إلي وش دخلك أختك الكبيرة و أقولك غطي شعرك
سحبت شهد جوالها و قالت : مو شغلك
تأففت ريم وقالت : علاوي عيالك ما بيخلون فيني عقل والله ، يا امسكيهم يا بضربهم
عاليه : خلاص أنتي وياها ، شوفوا سموري جاء
ضحكت ريم بخفة و تقدم نهار يحتضنته من شافه جايهم : الغزالة الرايقة شخصيًا !
تقدمت تسلم عليه : أستاذي الكريم سامر !
أبتسم سامر : شدعوة ياريم صرتي تتغلين علينا و ما نشوفك أبد ، ولا كان الوضع حماس البدايات بس؟
إبتسمت ريم بخفة : لا شدعوه بس أنشغلت مع الدوام و السفر
عاليه : طيب نكمل سوالف جوا ؟
هزّ سامر رأسه و أخذت أصابع عاليه يشبكها بأصابعه و مشوا خلف البنات و بذرة حبهم الصغير " نهار " ، دخلوا المطعم و أستغربوا من كان عكس الخارج المليئ بضجيج السيارات إلى الداخل الهادئ إلي ما يسمع فيه إلا أصوات الملاعق و الكؤوس تحت آنغام البيانو ، تقدمت آمرأة متحجبه ، بعباية سوداء و أطراف سوداء تلمع ، روج أحمر و إبتسامة واسعة و أسنان بيضاء ، كانت جميع الأنظار عليها و إلتفتت عاليه تطالعها من تقدمت و أقتربت من سامر و طالعته بعيونها العسلية و تحكي بصوتها الهادي مثلها : مساءك خير
إبتسم بخفة وقال : مساء النور ألف مبروك لينا .. دايم ما تخذليني بأختياراتك و أفكارك ، ما ندمت إني خليتك شريكتي
لينا : من ذوقك و شكرا لأنك جيت .. حبيت أوريك كيف الطالب يتغلب على أستاذه أحيانًا
حسّ سامر بضغط عاليه على يده من غيرتها عليه و قال : نتكلم فيه بعدين ، أعرفك زوجتي عالية و بناتها ريم و شهد
صافحتهم لينا : أهلا و سهلًا نورتوا المكان .. بنوتات عطوني رأيكم بكل صدق
ريم : متقن صراحة كأنه عالم ثاني عن الخارج بس فيه جلسات وحدانيه ؟ لإني ناوية إذا طفشت أجي
لينا : أفضي لك المكان ولا يهمك
إبتسمت ريم و أكملت شهد : عشرة من عشرة يصلح بوست أنستا من كثر ماهو جميل !
ضحكت لينا و قالت : لا تنسين تحطين لنا منشن
شهد : عادي أصور معك طيب ؟ عشان إذا صرتي مشهورة أقول للكل إني أعرفك من بداياتك
همست ريم بحده : عسل خلاص !
لينا : أكيد عادي حبيبتي
مدت شهد جوالها لـ ريم إلي ترددت لعدة ثواني وثم مدت الجوال لأمها وقالت : حتى أنا بصور معاكم
طالعت عاليه فيهم و أنجذابهم لها و مدت الجوال لـ سامر و مشت وهي تقول : بروح الحمام
أستغربوا جميعًا حركتها و بالأخص سامر إلي تنهد و قال : أعذروها نفسيتها هاليومين مو على بعضها
إبتسمت لينا تتجاهل الموضوع و مشت بعدما ألتقط سامر الصورة و مشوا يقعدون على طاولة و ينتظرون عاليه ترجع من الحمام حتى يبدأون الطلب
~
وقف غياث عند الباب و مشوا سهم و سالم يرافقونهم إلتفتوا جميعًا من نطق : لازم نجتمع مره ثانيه و لازم تجيب لنا البنات يتعرفون على ذكرى
آشر سلطان على خشمه : على هالخشم تبشر يبو فيصل
رفع يده يودعه : أستودعناكم الله
سلطان : وياك
سالم : أقول يا أبو فجر
رأيف : نادني رأيف ترا عمري ٢٥ .. بس سمّ ؟
قصر سالم حسّه وقال : زوجتك ما عندها خوات يوظفوني ؟
ضحك رأيف و بقق عيونه بصدمه و أستغراب : عندها و أنا بدفع لك المهر بس تزوجها ناشبة لي بحلقي
سالم : إذا كذا بدايتها هونت
ربّت رأيف على كتفه : المرة الجاية بتعلمني كيف أعضل زيك
سهم : مستواه صعب صدقني حتى أنا ماقدرت أوصل له ، تعال معي و أزهل أمورك
تجاهل رأيف سهم و إبتسم لـ سالم وهو يقول : فمان الله
آكتفى سالم بأنه يبتسم وهو يشوفه يشيل أخوه عماد بدون إي مساعدات و يركبه بالسيارة و من ثم يحط عربيته بالشنطة و يركب ، إلتفت سهم عليه وهو يحاول يستوعب إلي صار و قال : هذا تجاهلني ولا عيوني تكذبني ؟
ضحك سالم : عادي يمكن ما يبي يجي عندك القبول من الله
قال غياث بعلو صوته : قفلوا الباب معاكم
سالم : تعال نأكل بحلل اليوم المفتوح لين الساعة ١٢ وبعدين بروح احرق الي أكلته
دخل سالم و بقى سهم لوحده يأخذ مساحته بالتفكير باللي صار اليوم و يحاسب ذاته على أغلاطه و من ثم دخل و أغلق الباب من خلفه ، كانت السيارة هادئة من غفى عماد من تعبه و نطق رأيف وعينه على الطريق
: ما أرتحت لسهم
عقدّ سلطان حاجبيه : أعوذ بالله ليه ؟
رفع متونه وقال : ما أقنعني بسالفة إن ميزّك من أسم العائلة و كيف عرف ريم ما عرفك أنت
تنهد سلطان وهو يقول : وش تبي توصل له ؟
رأيف : عسكري يشوف باليوم أكثر من ٣٠ شخص بأسماء مختلفة منها المتكرر و منها لا ، ولو تقول لي أن ريم بنت ؟ حتى البنات يروحون مراكز الشرطة ذا ما يبرر
سلطان : لو كنت تشك فيه فـ هذي مصيبه .. بس إذا كنت تشك بأختك فـ هذي طامة كبرى
تأفف رأيف : ما شكيت أنت بعد ؟
سلطان بحده : رأيف لا تخليني ألتفت لك وأنا متأكد إنك كنت تعرف بعلاقة ريم و سيف ولو ٥٪؜
حكّ رأيف رأسه بتوتر : ما كنت أعرف بالفيديو و إلي صار فيه
إبتسم سلطان : دامك رضيت قبل مضطر ترضى الحين ، لا أشوفك تفتح الموضوع معها أو تتدخل فيه و نيتك هواش
سكتّ رأيف من كان أبوه حافظ تصرفاته و أسئلته ولكن كان يترك لهم مجال يعترفون له بمصايبهم و يغفر لهم و أكمل طريقه لـ بيت والده تحت صمت الحكي بينهم
~
كانت الساعة قرابة الواحدة والنصف بعد منتصف الليل ، بدأ الإرهاق و التعب يبان عليه ولكن تماسك لأنه كان آخر تحقيق لليوم ، دخل الغرفة إلي أرتد لها اليوم لأكثر من عشر مرات و قعد بالكرسي إلي قعد فيه أكثر من كرسي غرفته و كان هالمرة مقابله العامل رجب : كنت دايم تنظف هالمكان و شوف كيف القدر خلاك تصير أحد المتحاكمين
كان يطالع الكلبشات إلي بيده وساكت و رجع ينطق متعب : مين كلمك وكيف وصلوا لك ؟
هزّ رأسه بعدم معرفه و تنهد متعب وهو يقول : يا الله أنت تعلم إن ودي أرفق عليهم و أداريهم بس قاعدين يستنفذون إلي بقى من طاقتي
رجع يضرب الطاولة بحده : تكلم يا رجب لأن بكل الحالات التهمة مثبته عليك .. بس يمكن أقدر أساعدك إذا قلت لك كيف وصلت لهم
قال بصوت كاتمته العبرة : My family
متعب : صار لك عايش هنا ٧ سنوات أنا متأكد أنك مقطع العربي ، لا تطولها وهي قصيرة
هزّ رأسه يقول : نفر أرسل لي صورة مدام حقي و بيبي و يقول إذا مافي سوي كلام كلو موت
مسك متعب رأسه : بالهند ولا هنا ؟
رجب : هنا
متعب : رجب أنت تعرف إنك بالسعودية و حقك ما بيضيع ؟ لو كلمت إي واحد هنا كان بيساعدك و يوفر الامان لك و لعائلتك بدون ما يصير شي كذا
نزلت دموع رجب و فضل السكوت و قام متعب وهو يقول : بحاول أساعدك بإللي أقدر عليه بس ما أتوقع أنك بتكمل معانا
أوقفه العسكري يسحبه و يخرجه خارج الغرفة و مشى متعب يدخل غرفته ويأخذ جواله و أغراضه و يخرج من القسم بعدما أمضى فيه قرابة اليوم ونصف ، مسك جواله يلاحظ عدّة مكالمات و فيديوهات و صور للأفتتاح و إبتسم وهو يشوف ضحكتها و وجهها وهي تقص و تفتتح المكان و تمنى بأنه كان بجانبها و مساندها و يكون لها الزوج إلي هي تتمناه ولكن حكم القدر و دوامه آقوى من رغباته ، كان وده على الأقل يفأجاها بس بسبب تأخر الوقت كانت جميع المحلّات مغلقه .. رجع الشقة و وقف على الدرج محتار بين يدخل عند زوجته لينا أو عند هتام إلي أختار أنه يرعاه و يكون مسؤول عنه منذ لاقاه بالغربة ، وقع أختياره الباب الإيسر و آخر مفاتيحه و دخل بخطوات خافته ولكن إبتسم من شاف هتام قاعد بالصالة و تقدم له يقول : بسم الله عليك ليكون خوفتك ؟
هتام : ما توقعت تجي هالوقت بصراحة
أحتضنه متعب : مشتاق لك والله ولك كم يوم ما دقيت علي
هتام : عندك دوام وإذا دقيت ما بترد
هزّ متعب رأسه بتفهم : صادق .. طيب بصلي الوتر وأنام ما بتنام أنت ؟
هتام : بخلص هالحلقة وأنام
متعب : طيب ما قلت لي كيف كآن الافتتاح و المكان ؟
هتام : كل شيءٍ حلو و مرتب وأهم شيءٍ مثل ما كانت تبغى خالة لينا
إبتسم متعب : حمدلله ، طيب دام ما عندك شغله شرايك بكره تطلع تدور لي هديه أعطيها لينا بمناسبة الأفتتاح ؟
طالعه هتام بنص عين : عذر جديد عشان تحول لي مصروف ؟
ضحك متعب : يمكن بس صدق أبيك تدور هدية حلوة و أرسل لي
هزّ رأسه يوافق و تقدم له متعب يبوس رأسه و يدخل يتوضى و بعدما آنتهى من الصلاة وجدّه قد دخل غرفته ينام و أنسدح على الكنب بتعب و أرسل لـ لينا
{ بنام عند هتام }
و أقفل جواله و تركه على الطاولة و غطّ بالنوم سريعًا من كان جسده منهلك من كثر الشغل
~
خرج من غرفته يأخذ ماء من المطبخ و مشى متوجه لـ الدرج ولكن شدّة صوت شهقات خفيفة تصدر من غرفتها ، ناّبه الخوف أكثر مما ناّبه الفضول و ما حسّ إلا ورجليه تمشي نحو غرفتها و وقف لعدّة ثواني يسمعها قبل يطرق الباب و يدخل
: نجود ضميّري مأنبني وأنا أشوفه يصدني و يبعد عني كأن الأكسجين أنقطع عني و الهواء إلي أتنفسه الحين حرام
سكتت لثواني و سمعها تكمل
: أمي تعودت من وأنا صغيرة بعيده عني بس أبوي أعجز والله .. تمنيت إني أمرض زيادة عشان يبقى جنبي أف
شعر هوّ إيضًا بتأنيب الضمير ولكن هيبته و عقله يمنعونه من فتح الباب و أحتضانها ، تنهد و ذكر ربه و نزل يأخذ الماء و من ثم رجع لغرفته يحاول ينام قبل إن يغرق بالهواجيس إلي بتدفعه لرضاها
~
أخذت شاور بارد أنعش كل جسمها من حرارة الصيف و حرارة غليّل صدرها إلي يشتعل ما ينطفي جمره و خرجت تنشف شعرها القصير و ميلت شفايفها بزعل من شافته بدأ يطول و يتسلل رقبتها ، لبست قميص باللون الأزرق الفاتح من بولو و بنطال باللون البيج و وضعت نظارتها الشمسية على مقدمه شعرها و تقدمت تخرج لـ غرفة عماد و إبتسمت تقول : صباح الأحد ياللي ما زيك أحد
ضحك عماد : صباحك نور يا الغزالة الرايقة .. شعندك مروقة
ريم : أكتئبت ثلاث إيام بما فيه الكفاية يكفي طاقة إيجابيه و الآن أنا أحب الحياة
ضغط عماد زر المصعد وقال : آتمنى روقانك يستمر ليّن ما ترجعين من الدوام
تأففت ريم من تذكرت فهد وكيف ناشب لها : الآشكال الي هناك ما تترك الواحد يروق و يستمتع بالحياة ، بس اليوم واثقة بيكون غير
عماد : الله يوفقك يارب
سكّت لثواني و ثم قال : إي مطعم رحتوا له أمس ؟
أخرجته من المصعد وهي تقول : مطعم جديد حقّ مديرة مطاعم الرياض حقت سامر و أسمها لينا
سكت عماد من نطقت أسمها و بدأ يربط الآحداث بعقله وآزداد صدمه من أخرجت ريم جوالها توريه : شهد قالت نأخذ هالصورة عشان إذا صارت مشهورة ما تنسانا و صورت معاها
طالع عماد بالصوره و من ثم رجع يطالعها و عقله يصرخ و يعيد ويكرر بكلمه « لا » ، أستغربت ريم من نظراته إلي كانت تتكلم بالنيابة عنه و أقفلت جوالها و وضعته على الطاولة و من ثم جلست وقالت : شفيك عماد ؟
عماد بهدوء : ما عرفتيها ؟
هزّت ريم رأسها بالرفض : لا .. مين ؟
خرج سلطان من المطبخ و بيده أبريق الشاهي وهو يقول : أنتي للحين قاعده ؟ مو شايفه الساعة كم !
رفعت جوالها و شافت الساعة تشير لـ ٧:٢٠ و فزت ترقى تسحب عباية بنية من دولابها و تنزل بعجلة : عماد نكمل إذا رجعت لو ما طلعت الحين متعب بيشهّر فيني بالقسم
رفع سلطان كوب قهوة سوداء وقال : ما تبين قهوة ؟
إبتسمت و تقدمت تقبل رأسه : والله تحبني ما تقدر تكابر
طالعها سلطان و آكتفى بأنه يسكت و يبتسم و أكملت تقول : إذا ما قلت لي أنتبهي لنفسك بسوي حادث ترا !
أخرج سلطان من جيبه مفتاح سيارتها وقال : بعيد الشر عنك
إبتسمت وهي تقول بهمس مسموع : تحبني بس ما تقدر تعترف .. يا الله بس
سلطان : صارت الساعة ونص
طلعت ريم تضحك وهي تدري بأنه يصرف الموضوع عشان ما تكتشف بأنه يضعف تجاهّها و رتبت حجابها بعشوائية من كانت فعلا متأخرة على البصمة ، دخلت برفقة قهوتها إلي كانت تتلذذ فيها طول الطريق لأنها من صنع يدّي والدها وكانت تدندن و تردد بأغنية " عند الموادع "
« عند الموادع دمع عيني غلبني .. طاحت بي الدمعة على كفّ سلطان
أحب يمنى عمي إلي حشمني .. و من لاّمني في حب سلطان غلطان »
وتذكرت كيف كان مرافقها و يبكي خوفًا عليها بس من أرتفعت حرارتها فـ كيف لو أصابها مكروه ، كشرت من شافت جميع من بالمكان يطالعونها بنظرات أستحقار و شمّاته و تأففت بطفش وقالت بهمس : لا واضح بيكون صباحي خير
إلتفتت من حسّت بشخص وراها يصارخ و يقول : على شغلك أنت وياه !
طالعت وجهه و إبتسمت براحة من شافته سهم و تقدم يمشي جانبها و يقول : صباحك خير .. عسى ما ضايقوك؟
ريم بهدوء : صباح النور ، تضايقت خمس سنين من قبل معد يهمني الي بيصير الحين
هزّ سهم رأسه بتفهم و قال : ما كنتي موجودة الخميس خير بإذن الله ؟
ريم : صديقتي أبوها توفى و سافرت أعزيها
سهم : الله يرحمه
هزّت برأسها تنطق : جزاك الله خير
أكملوا مشي لـ مكتبهم و أستغربوا من سمعوا أصوات مرتفعه و تتعالى و تنزل ، تقدم سهم يهرول يحاول يعرف إيش إلي جرًا بما إنه المسؤول و أستغرب من شاف فهد و باسل و عسكر ماسكينهم عن بعض ، صرخ بحدّه و إبتعدوا عن أنفسهم و قال بصوت حاد : وش صاير يا طفل أنت وياه ؟
مدّ فهد يده يآشر على باسل : أنا و هذا إلي ما يتسمى ما ننجمع تحت سقف واحد
رفع سهم حاجبه بأستغراب : ما كنتم أخوياء ؟ وش صار
ضحك فهد بشماته : أنا أصادق هالنوعية ؟ لا بالله أنا صديقي و خويي الدكتور نافل و أنا معاه مجامله بس
عقد باسل حاجبيه : مجاملة مين ولو ما عطفت عليك و رحمتك بالطريق ما وقف لك نافل ولا درا عنك
غمز فهد له بنرجسيته المعتاده : أن ما وقفت أنت يوقف عشره غيرك و الدنيا ما توقف على أحد .. أو يمديك تقول الدنيا توقف بآشارة من أصبعي
أقترب باسل يقول : بواسطات أبوك ولا أنت نكرهّ محد درا عنك
ضحك فهد : الواسطات جت بتعب أبوي و أسم الداهية جاء بتعبي أنا .. ولا ودك نقول مين فازع لك بدخول العسكرية ؟
سهم بحده : هييه أحترم نفسك أنت وياه و أحترم المكان الي أنتم فيه
إبتسم فهد بهدوء : مكان باسل فيه أنا مو فيه و آنتهى الي عندي
صدّ باسل يطالع سهم: نغير ترتيب الغرف أفضل لإن مستحيل أتحمل أشوف هالوجه كل وقت
ضحك فهد وقال : والله إنه وجهي فاتحة خير عليك بحياتك خل عنك الجحدة
فزّت الاء تقول : من الحين أنا مابي مع فهد طاقته سلبيه بتأثر على عقليتي و تبعث طاقة بـ
قاطعها فهد : فهمت يكفي شرشحة علمية
رفعت سارة يدها : أفضل مكان هادي
عض سهم شفته وهو يقول : وأنا اشغل أغاني يعني ما بينفع معك
الاء : أشوف إن أنت و ريم و فهد سوًا و حنا بالغرفة الثانية بيكون أفضل
هزّ فهد رأسه : وأنا بعد أشوف كذا ما أتحمل واحد كريه و وحده إن بدت ما خلصت
سهم : تمام تقسيم الغرف الجديد زي ما قالت الاء و فكوني من المشاكل
إلتفت على ريم : أنتي الوحيده الي اقدر أثق فيها ممكن تتنبهين لهم ليّن أشوف اللواء إذا جاء و أجي؟
هزّت رأسها و شافته يبتسم لها و يمشي و رجعت تلتفت تشوف فهد يدخل و يقعد على مكتبه ينتظر باسل يجمع أغراضه و لاحظت إبتسامته الغريبه ولا كأنه تهاوش قبل شوي و كان مستعد يضرب صديقه ، تقدمت الاء لها تحتضنها وتقول : حتى لو ما كنت معس بالغرفة بكون معس قلبًا و قالبًا
طالعتها ريم وقالت بهدوء : أنتي مشاركة بمسرحيّته ؟
توترت الاء : إي مسرحية ما فهمت ؟
آشرت ريم بعيونها على فهد إلي كان يصافح باسل و مو مدّرك بأنها منتبه له : عرفتي إي مسرحية ؟
رفعت إيديها بأستسلام : مالي دخل
ريم : عارفه إن مالك دخل الرأس المدبر ولد الهداف
دخلت ريم تاركتها و وضعت شنطتها على المكتب وقالت : ما أشوف عليك علامات ندم أو زعل لإنك متهاوش مع صديقك
إبتسم فهد بهدوء : لإني أنخسر ما آخسر
تأففت وهي تقول : نرجسي و مغرور على إيش فهمني !
غمز فهد لها : حقيقة مو نرجسية صدقيني
رفعت حاجبها تستوعب نواياه و تقدمت تخرج من شافت سهم داخل و قالت : سهم تعرف من وين أقدر أشتري قهوة ؟
سهم : إيه أكيد
ريم : عادي تدلني ؟
هزّ رأسه و مدّ يده يسمح لها تمر تحت آنظار فهد إلي ضحك مصدوم وقال بهمس : هذا إلي ما حسبت حسابه
و أكمل يطالع جواله و ينتظر وصول متعب لبدأ مهمة اليوم
~
قراءة ممتعة يا جميليني ، تتوقعون وش غاية فهد من تقربه لـ ريم؟  وريم تتقرب لـ سهم عشان شخصيته أو تستفز فهد ؟ لا تنسون النجمة و اغمرووني بعذب كلامكم , حسابي أنستا : i1itmj

دمتي بعز الفهد يا صغير الغزال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن