المكان الرابع : الغرفة الصامتة

46 13 25
                                    

في زاوية شارع قديم من شوارع المدينة، وقف بيت بسيط بواجهته المتآكلة ونوافذه الخشبية القديمة. لم يكن هذا البيت مميزًا لعين الناظر العابر، ولكن داخله كان هناك سرٌ لا يعرفه إلا قاطنوه. في هذا البيت، كانت هناك غرفة. غرفة صامتة، لكنها شهدت على كل شيء.

⊱⋅ ────── ❴ • ✿ • ❵ ────── ⊰

الفصل الأول: البداية

كان يسكن البيت عائلة صغيرة تتألف من الأب، والأم، وابنتهما الصغيرة ليلى. كانت الحياة في بدايتها تبدو هادئة، حيث حملت الجدران أحاديثًا دافئة وضحكات بريئة. ولكن الزمن لم يكن رحيمًا، وبدأت الغرفة ترى وتسمع ما لا يراه الآخرون.

⊱⋅ ────── ❴ • ✿ • ❵ ────── ⊰

الفصل الثاني: الألم الصامت

مع مرور السنوات، بدأ الأب في الانغماس في عمله بشكل مفرط، تاركًا الأم تتحمل وحدها عبء المنزل وتربية ليلى. بدأت الخلافات تظهر، كانت الغرفة تسمع صراخهم في الليل، وتشعر بثقل الحزن الذي يملأ الجو. كانت ليلى تختبئ في زاوية الغرفة، تحتضن دميتها وهي تبكي بصمت، والغرفة تحتويها بحنان غير مرئي.

⊱⋅ ────── ❴ • ✿ • ❵ ────── ⊰

الفصل الثالث: معاناة ليلى المستمرة

كبرت ليلى قليلاً، وزادت مسؤولياتها في المنزل. أصبحت ترى وتسمع المزيد من الخلافات بين والديها. كانت الأم تعاني من الإرهاق والتوتر، بينما الأب يزداد بعدًا وبرودًا. لم تكن ليلى تجد من تستند إليه، فكانت تلجأ إلى غرفتها، تبكي في صمت وهي تشعر بالعزلة والوحدة.

في المدرسة، لم يكن الحال أفضل. كانت ليلى تجد صعوبة في التركيز وفي تكوين صداقات. كانت تشعر أن الجميع ينظرون إليها نظرة مختلفة، وكأنهم يعلمون ما يحدث في منزلها. كانت الغرفة تسمع أحاديثها مع دميتها، تشكو لها من زميلاتها ومن معلميها، وتتمنى لو أن لديها أحدًا يفهمها.

في الليل، كانت الغرفة تشعر باضطراب ليلى وهي تحاول النوم. كانت ترى كوابيس متكررة، تستيقظ منها فزعة وتجد نفسها وحدها في الظلام. كانت الجدران تحاول أن تمنحها بعض الأمان، ولكن الغرفة كانت تعلم أن مأساة ليلى أكبر من أن تُحتوى بسهولة.

⊱⋅ ────── ❴ • ✿ • ❵ ────── ⊰

الفصل الرابع: الصمود

بعد كل ما مرت به ليلى تعلمت كيف تتجاوز الصعوبات. كانت تقضي ساعات طويلة في الغرفة، تقرأ الكتب وتحلم بعالم أفضل. كانت الغرفة ملاذها، مكان تجد فيه السلام والراحة بعيدًا عن صراعات والديها. في تلك اللحظات، كانت الغرفة تشعر بالفخر، ترى في ليلى بوادر القوة والأمل.

قصص مستقرات .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن