قصص مستقرات .

المكان الخامس : ظلال الميتم

مجتمعنا مكون من قصص وعبر وآلام تأخذ قارأها في دوامة من العواطف .
رحلتنا اليوم ستكون رحلة عاطفية مليئة بالتحديات، حيث يتشابك الحب والخوف والأمل واليأس. فأستعدوا لتغوصوا في أعماق حياة رجل يواجه قدره ، ويسعى لحماية من يحب بكل ما أوتي من قوة ، رغم قسوة الزمن .

...

الفصل الأول: همسات الماضي

في زاوية هادئة من المدينة القديمة، كان هناك ميتم عريق بُني منذ عقود ليحتضن الأطفال الذين تقاذفتهم أمواج الحياة بعيدًا عن دفء الأسرة. كان المبنى كبيرًا ومهيبًا، تحيط به حديقة واسعة تمتد على مرمى البصر. في الجزء الخلفي من الميتم، كان هناك فرع مخصص لموظفي الميتم، حيث يقيمون مع عائلاتهم، وكان من بين هؤلاء الموظفين رجل يُدعى يوسف.

يوسف، رجل في منتصف الأربعينيات، يعمل في الميتم منذ عشر سنوات. كان شخصًا عطوفًا وحنونًا، يعامل الأطفال كما لو كانوا أبناءه. عاش يوسف مع زوجته اميرة فقط وذلك بسبب مرض منع الزوجة من الإنجاب لكن هاذا لم يأثر على علاقتهما فقد كانت حياتهما في الميتم مزيجًا من التحديات اليومية واللحظات الثمينة التي يتشاركونها معًا.

⊱⋅ ────── ❴ • ✿ • ❵ ────── ⊰

الفصل الثاني: بداية جديدة

انتقل يوسف وزوجته إلى الميتم قبل بضع سنوات عندما عُرضت عليه وظيفة مدير الأنشطة الترفيهية. قرر يوسف قبول العرض، معتقدًا أن هذا الميتم سيكون مكانًا مناسبًا في بيئة مليئة بالحب والتعليم.

كانت اميرة تدعم زوجها في قراره، ورأت في الميتم فرصة لتعليم الأطفال العطاء والتعاطف.
رغم السعادة التي كانت تغمر حياة يوسف وزوجته في الميتم، إلا أن التحديات كانت حاضرة دائمًا. واحدة من أكبر هذه التحديات كانت توفير احتياجات المعيشة. راتب يوسف لم يكن بالكبير، وكان يكفي بالكاد لتغطية النفقات الأساسية. ومع مرور الأيام، بدأت الضغوط المالية تثقل كاهله.

كان يوسف يعمل لساعات طويلة في الميتم، ومع ذلك كان يجد نفسه مضطرًا للبحث عن أعمال إضافية في المساء لتوفير ما تحتاجه عائلته. كانت اميرة تعلم بالصعوبات التي يواجهها زوجها، وكانت تحاول تخفيف العبء عنه من خلال إدارة نفقات المنزل بحكمة وتوفير كل ما يمكن توفيره. لكن الأمر لم يكن سهلًا، فقد كانت هناك دائمًا احتياجات جديدة تظهر دائما.

كانت اميرة تحس بذنب عند رؤية زوجها مرهق، لكن يوسف كان دائمًا يحاول أن يخفي عنها همومه. كان يحرص على أن يقضي معها وقتًا يضحك ويتشاركان أحلامهما وأمانيهما. رغم كل شيء، كان يرى في عيونها الإيمان والثقة به، وهذا ما كان يمنحه القوة لمواصلة الكفاح.