باقة زهور

3 0 0
                                    

الفَصل الثالث

*******

كانَ يَقود بأقصى سُرعته وعيناه مُثبّتة على الطّريق أمامه، كلّما مرّت ثانية اشتَدّت قبضَته على المِقوَد.

" أنتَ لَست غاضِبٌ بِسَبَبي صَحيح؟"
بِيل تحدّثت تَنظُر نحو أخاها بِعُيونها البَريئة
كأنّ شيئاً لَم يَحدُث.

" بِيل..."
أجابها يَنطُق اسمها فقَط بِنَبرة مُحَذّرة دونَ أن يَنظُر إليها حتى،
" أعني لِماذا كذَبت، لِما لَم تُخبرها أنّك أتيت إليها وأنا معك للتّسوّق؟"
ليس وكأنّها تهتَم إن كان غاضباً أو هدّدها بنبرَته
الباردة تلك، لَم يَسبق له أن رفع صوته عليها أو خاصمها...

" بِيل أنتِ لَست فَتاة بالتّاسعة بٕعد الآن، كان عليكِ
أن تَفهَمي عندما رأيتِني أكذب وليسَ أن تَفضَحيني؟"

" كان عليّ أن أفهَم ماذا؟"
عادَت لِتَتلاعب بالكَلِمات وتُثير أعصابه بِغَبائها اللعين هذا.
لما هي غبـ..

" لِما أنتِ غبيّة للغاية اليَوم؟ أم أنّك تَختَبِرين صَبري؟"
"على أيّ حال، سأغض الطّرف عنك لِنَعتِكَ لي بالغَبيّة فقَط لأنّك أنفَقت نصفَ مالك عليّ.
آملُ أنّك لَن تَندَم لِتَكَتّمك عَن الأمر كارلو."
نبرَتها كانَت أكثَر جديّة نِهاية حَديثها الذي لَم يَفهمه ليسألها باستغراب.

"ماذا؟.."
هو فَهم ما قالَته لكن حَقيقة أنّ كلمات كتلك خرجَت مِن فَمِها... أقلقَته.
لكنّها قاطعَته تصرخ وتَعود للفَتاة التي تَكونَها رفقة
أخاها،
" لقَد وَصَلنا، شُكراً أخي. أعلَم أنّك مَشغول لِذا لَن أصرّ عَليك لِتَنزل وتُلقي التّحيّة على أمّي، وداعاً أخي الوَسيم!"

هو ليسَ مشغولاً وهي تَعلَم،
هي تَعلَم وعَنَت ما قالَته وهو يَعلَم،
كلّ ما في الأمر أنّها تُريده أن يتقَبّل الأمر ويُصارح نَفسه به،
عليه ذلك...

من غير الصحي أن يبقى أخاها بِدون عَلاقة وامرأة بِجانبه لمدّة تَفوق الأربعة سَنوات.
ليست أصابعك جميعاً مُتشابهة، بالتّالي ليست الفَتيات جميعاً بنَفس الطّبع...

وهي لَن تخفي الأمر، لقَد تقصّدَت تَحديد موعد مَع إليانور يَوم عطلتَها لِتَلتقيها وتقضيا الفتيات يوماً معاً،
هذه الفَتاة تصنَع رِفاقاً بكلّ مَكان تذهَب إليه بكلّ سُهولة وهذا ما أفقَده أعصابه أكثَر...

..........

أخيراً عطلة نِهاية الأسبوع، ليس حقاً انّه يوم الثلاثاء لكنّه يوم عُطلتَها بعَد سبعة أيّام مُتعِبة مِن العَمَل.
المُتَدَرّبات الثلاثة أفقَدنها صَوابها..

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: 6 days ago ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

STAY ALIVE Where stories live. Discover now