١٣_ خربشات

106 14 71
                                    

ᕙ( • ‿ • )ᕗ🥀 ᕙ( • ‿ • )ᕗ

.
.
.
.
.
🥀🌹🥀

كانت السماء صافيه، تلامسها أصوات الأمواج المتلاطمة على الشاطئ، الأطفال يركضون، والشباب يتسابقون في الماء، بينما تتناثر ضحكات المارة بين الرمال الدافئة. كانت كل هذه الأجواء من المفترض أن تشعرني بالسعادة، لولا تلك الدوامة من الأفكار التي تسحبني بعيدًا، تجعلني أشعر كما لو أنني وحدي وسط بحر من الناس الذين يختفون واحدًا تلو الآخر.

"هل أنتِ بخير؟ تبدين شاردة الذهن." جاء صوته، عميقًا وهادئًا، ليعيدني إلى الواقع. التفتُ نحوه، تلاقت عيناي مع زرقة عينيه التي بدت كأمواج بحر تتلاطم ببطء، لكن الكلمات ظلت عالقة في داخلي.

"لا شيء، فقط... رؤيتهم سعداء دون أن يدركوا ما قد يحدث لهم، أشعرني بالضيق."

ابتسم ابتسامة مائلة وهو ينظر نحو الأفق، ثم ببرود قال: "إذا أردتِ مساعدتهم، أخبريني، وسأقتل تلك الوحوش دون تردد."

كان يقصد الوحوش المتنكره، لكنه حين رفع يده نحو جذع نخلة قريبة واستند عليها، بدت جديته ساحرة بشكل غريب، لا يمكن تجاهلها. نبرته الناعمة التي تحمل اهتمامًا حقيقيًا، جعلت قلبي ينبض أسرع.

"لقد شردتِ مجددًا."

عبس قليلًا، وقام بنفض خصلات شعره الأسود بيده. وقفت أنظر إلى عضلات ذراعيه وهي تنقبض تحت قميصه الأسود القصير الأكمام.

"أنا لا أشرد، فقط... لا أريدك أن تذهب هناك، أن تختلط معهم وتختفي. لا أريد أن تتحول إلى واحد منهم." قلتها بصوت منخفض، محاولتاً إخفاء خوفي.

ابتسم بسخرية، وضع يديه في جيوب بنطاله الواسع: "إذًا لنذهب قبل أن تأتي تلك الوحوش وتأخذني منكِ."

كانت كلماته بسيطة، لكن شيئًا ما في طريقته يجذبني. مشينا معًا بين الأشجار الصغيرة على حافة الشاطئ، حيث كانت الرياح الباردة تلعب بخصلات شعري البني المتشابك بفعل الشمس.

فجأة وقف أمامي، وقرب وجهه من وجهي حتى شعرت بأنفاسه الدافئة على بشرتي. "ما زلتِ شاردة، أخبريني ما الذي يحدث."

اتسعت عيناي، حاولت التراجع لكن المسافة بيننا كانت ضئيلة للغاية. "زاك، لا تقترب!" قلتها بحدة.

رفع يديه مستسلمًا: "آسف، لم أقصد. أردت فقط إيقاظك، يبدو أنكِ صارمه جداً ." ثم ابتسم وقال: " اه انا زاك،ان كنتي تهتمين."

"يوري... يوري أندرسون ."

صافحته بيدي، شعرت بدفء أنامله بعد ان مسحت حرجي من طريقة تهديدي له مع ان نواياه كانت واضحه، لادرك بأنني أشعر براحة غريبة بالقرب منه. كان هناك شيء مختلف في طريقته، تلك الغمازات التي تظهر مع ابتسامته، الوشوم التي تغطي ذراعيه وكأنها تحكي قصة لا أعرفها.

The Shadow Tones|| نغمات الظلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن