البارت الأول

1.4K 63 21
                                    

تنبيه قبل بداية الرواية ❗❗

عالمنا مليء بالاختلافات والتنوع في الطباع والعادات، والتي تتشكل بناءً على تربية الأهل، وخاصة في الأمور الدينية. ليس من واجبي ككاتبة أن أجعل جميع أبطالي متدينين لأن هذا هو الصواب المطلق. على الرغم من معرفتي بأن الالتزام بالدين وتطبيق تعاليمه، مثل الحجاب للمرأة والتجنب من التلامس بين الجنسين، هو الصحيح، إلا أنني أحرص على تصوير العالم بواقعيته، بكافة فئاته وتناقضاته، وليس من منظور فئة واحدة فقط.

أود أن أؤكد لكم أن الحلال بيّن والحرام بيّن، وكلنا نعلم الفرق بينهما. لذلك، أرجو منكم أن تدركوا أن أي تصرفات غير أخلاقية بين الأبطال، سواء كانت لمسات أو نظرات، هي خاطئة تمامًا. إن هدفي هو أن يفهم القارئ، وخاصة الشباب "تحت سن18"، أن هذه التصرفات ليست صحيحة، وذلك ليكونوا على وعي بما هو صواب. إن هذه الرواية ليست تبريرًا للأخطاء، بل هي انعكاس للواقع بكل تعقيداته، وأرجو أن تكون قراءة ممتعة ومليئة بالدروس المفيدة.
_______

بينما كان حمزة يقود سيارته عائدًا إلى منزله في ليلة مظلمة، ظهرت فجأة أمامه فتاة كأنها شبح هائم في الليل. اصطدم بها بلا وعي، فتحولت لحظة السكون إلى صرخة مدوية في عقله. هرع من سيارته مذعورًا، ليجد الفتاة ملقاة على الأرض، رأسها ينزف كأنه ينبوع من الألم. تجمع الناس حوله، وبدأ حمزة يحاول يائسًا إيقاظ الفتاة، لكن عيناه كانتا معلقتين على وجهها الشاحب. همس لنفسه بقلق عميق:

"لا، مش هيتكرر تاني، لا..."

ثم صرخ بأعلى صوته: "اتصلوا بالإسعاف!"

وصلت سيارة الإسعاف بسرعة، حيث نزل منها ثلاثة أطباء حملوا الفتاة إلى المستشفى.

في المستشفى

كان حمزة يسير ذهابًا وإيابًا، مستعيدًا في ذاكرته ما حدث، مثقلًا بتأنيب الضمير. خرج الطبيب، فهمّ حمزة إليه مسرعًا بخوف قائلاً: "هي كويسة يا دكتور؟"

طمأنه الطبيب قائلاً: "اتطمن، الحمد لله، هي كويسة. تقدر تدخلها، هي قربت تفوق من البنج."

دخل حمزة الغرفة ليرى فتاة هزيلة نائمة على السرير، رأسها مغطى بالضمادات، ووجهها يبدو شاحبًا ومرهقًا. جلس على الكرسي بجانبها، مستعيدًا ذكرياته المؤلمة، وكأن ألم الماضي يتجدد في صدره. وضع يديه على وجهه بضيق، مشاعر القلق والندم تتصارع في داخله. فجأة، سمع صوتها تتأوه، كأنين خافت يخرج من أعماق الألم. رفع يديه عن وجهه ونظر إليها بعينين تملؤهما القلق، قائلاً بصوت مبحوح: أنتِ كويسة... حاسه بألم؟"

عندما نظرت الفتاة إلى حمزة، انفجرت بالبكاء، وكأن دموعها كانت تحمل وزن العالم بأسره. بقلق عارم، قال حمزة: "انت بتعيطي ليه... موجوعة؟ أطلب الدكتور؟"

نهضت الفتاة ببطء لتجلس على السرير، عيناها مليئتان بالدهشة والتعجب. كانت تحدق فيه وكأنها تحاول استيعاب حقيقة غير معقولة، وقالت بذهول عميق: "انت خالد... انت خالد، صح مش كده؟ انت خالد!!"

موعدُنا في زمنٍ آخرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن