.27.

12 2 0
                                    





" لمَ العبوس الآن ..؟ "

أدركتُ كم أنا شخصٌ نقيّ القلب ،
شخصٌ لطيفٌ للغاية ،
شخصٌ .. حسّاس ،
شخصٌ لـطالما قدّم الجميع على نفسه ،
على راحته ..
على سعادته ..!

لكن لـلأسف ..
زهور التواليب لا تنجو في هذا العالم ..

الأمر و كأنّه كأسٌ يتم ملأُه إلى أنْ يفيض .

مذكّراتي ..
كؤوسي جميعها فاضت .

لـطالما مررتُ بـلحظات ضعف ..
لكني لمْ أكن يومًا أضعف مِن الآن !

الأمر مُؤلم ،
مُحزن ،
مثير للشّفقة !

أنا أشفق عليّ !

هناك الكثير الذي أودّ كتابته ..
لكني أضعف مِن أن أعيد ذكرياتٍ أحاول نسيانها ..
أضعف مِن أن أُواجه مخاوفي ..
أضعف مِن أن أُظهر تألّمي بـسبب أفعالهم ..

لكني أُقسم .. لستُ ضعيفة
أنا فقط ..
لدي أشخاصٌ اهتم لـأمرهم
أشخاصٌ لا أريد اِثقالهم بـهمومي .

أنا أقسم ..
أنّي مُتعبة للغاية !

و لكني حمقاء لا تتعلّم مِن دروس الحياة .

ذاك القلب النّقي ..
لـطالما داويتُ انكساراتِه بـمفردي ..
لـطالما كنتُ قويّة وحدي ..

لكني حقّا أخافُ الوحدة ..
لا أريد أن أحيا وحيدة ..
لا أريد الموت ..
لا أريد الموت دون أن أترُك شيئًا يُخلّد ذِكراي .

" و ما الذي استطعتُ تخليد ذكراي به ؟ "

كَوني دائمًا سندًا لـمن حولي .. حتى للغريب
لمْ أعامل أحدًا بـالمِثل يومًا ..
كَوني لـطالما ضحكتُ و أضحكتهم ..
لـطالما كنتُ أوّل الواصِلين حتّى و إن تمّ هجري مرارًا .

جانب منّي يخبرني أنّي لا أستحقّ قسوتهم ،
و جانب يخبرني أن اتغيّر و أردّ أفعالهم إليهم ،
و آخَر يخبرني أن أبتعد بـهدوء فقد تمّ استنزافي ،
أمّا الأخير و الأقوى فـيأبى كلّ هذا !

يريد البقاء سادجًا كما هو
يريد الاستمرار على حاله
حتى و إن تحطّم ،
تلاشى ،
تدمّر ،
حتى و إن نزف داخليًّا حتّى الموت ..

ما زال يؤمن أنّ الدّنيا ما زالت بـخير
ما زال يؤمن أن ربّي كبير لن يرُدّني خائبة
ما زال يؤمن أنّ أفعالهم المؤذية هي عن غير قصد
ما زال يؤمن أنّ الابتسامة تجبُر الخاطر
و تُصلح كسور الرّوح

" فـألا تستحقّ أنا المتناقضة النّقية الحبّ ؟ "


خـواطِر عابـرَة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن