المقتول القاتل

1

نبدأ بالنهاية

كان جسدها يحلق في السماء تمسك بيدها أشلاء جسد أحد المراهقين وكان يقطر دما

إلتفتت بعينيها السوداوتان الخاليتين من البياض  اليه عندما إستشعرت رائحته التي لطالما كانت لها مسكن

ألقت بما كانت تحمل أمامه ليفزع فإرتجف جسده من الخوف لما يراه

- أين مالينا ؟ أعلم انها هناك في مكان ما

اشار بإصبعه جهة قلبها فتعالت ضحكتها تجعل من صوتها يتردد في الغابة

ــ أنا مالينا ، أما عدت تحبني ؟

ركع على ركبتيه عندما إختفت ، بل انه ظن أنها إختفت لكنها كانت وراءه

ــ أجئت لتزور قبري ؟

تكلمت وهي تجلس على قبرها وتقابله بظهرها وقد تسربت الدموع على وجنتيها

- لم أكن أعتقد أن الامر سيؤول الى ما آل اليه صدقيني

- كان يجب عليك أن تعتقد  جيمين ،

- آسف لأني لم أكن بجانبك يوما تعرضتي للإضطهاد
آسف لأني لم أكن عندما ذهبتي في رحله التخييم
آسف ...

لم ينهي كلامه لأنها قاطعته وهي تشد على عنقه وترفعه لتجعل بينه وبين الارض مسافة

- تقر أني تعرضت لتنمر
تقر بأني تعرضت للإغتصاب

أتعلم لماذا ؟ اتعلم بسبب من ؟
لم أشاء ان يحدث لي هذا
حتى انت لا يمكنك ان ترى وجهي المشوه

انا روح تائهة ، لقد إنتهى امري جيمين

............................................

دخلت الى تلك الثانوية التي نقلت اليها

ليست كباقي الثنويات من الطبقة التي بمثل طبقتي لكنها خاصة بالاثرياء

لم انقل اليها لأني ثرية ماديا
بل لأني كذلك فكريا

تجاوزت البوابة وكم كانت فخمة ، وكان مايجعلها كذلك هم طلابها ، جميعهم حاوطوني بنظرات قادحة ، او هذا مابدا لي ...

تقدمت وجلست في مكان خالٍ
انتظر أن يدق الجرس

بقيت أراقب الجميع بنظرات مبهمة زكتن الاحتقار والاستصغار يوجهان إلي من قبل نفسي

لم تكن لا الثقة ولا حب الذات من صفاتي .

كيف لي أن أحب نفسي الذليلة وذاتي الفقيرة ، حتى إن كنت جميلة فبإمكان أي أحد ان يحصل على الجمال ..

لكن هل يمكن لأي أحد ان يحصل على المال ؟

تقدمت مني فتاتان عيناهما تقدح شررا

- من انت ِ ؟

كان سؤال مليئا بالعجرفة ، لم أرد ان أجيب عنه فلست مضطرة  لفعل ذلك ...