خنجر العينين | part 2 |

844 47 10
                                    

" لا أكتب لعودتك؛ بل اكتب لأفرغك من داخلي"
.
.
.
القتل... برأيكم هل يمكن للشخص ان يختار ماذا يصبح؟ هل له الحق في أن يصبح ما يريد؟ من يعلم.. وكذلك هو القتل.. انه ليس خيارك في ان تصبح قاتل ولا يقع اللوم عليك بل يقع اللوم علىٰ الذي جعلك قاتل.. الحياة خيارات معظم الاشخاص لديهم العديد من الخيارات لديهم رأي.. لديهم حق الاختيار يا حظهم... اما المعظم الآخر هل لديهم حياة؟ كلا، ليس لديهم لذا لا يوجد خيارات يا سوء حظهم... اما القتل... معظم الاشخاص مريضين نفسيين يقتلون لتروية تعطشهم للدم يحبون الدموية وكيف الضحايا يتوسلون لحياتهم... ومعظم الآخر انهم مجبورين هناك ثقل علىٰ كتوفهم وعلىٰ صدورهم انهم مجبورين... وفي هذه القصة النوعان موجودين فيه....
.
.
.
كان الكل يصفق لدخول الرئيس والانظار كلها توجهت نحوه نحو صاحب العينان التي كالمحيط وكذلك هي.. نظرت فينَسيا له وكيف كان أنيق ببدلته السوداء وقميصه الأبيض وشعره المرفوع الىٰ الاعلىٰ بطريقة جميلة وقالت في داخلها " نحن مختلفان جداً يا عزيزي، كأختلاف الليل والنهار، كالشمس والقمر، كالنار والماء، كأنك البجعة البيضاء وانا السوداء، انتَ القمر ولأكون انا الشمس" وفي اخر كلمة ابتسمت وهي مثبتة نظرها عليه.... تقدم الرئيس جارلان أورليان من المنصة لإلقاء كلمته وابنهُ جلسَ علىٰ مقعد الطاولة المخصصة للرئيس والتي كانت قريبة من طاولة عائلة إيفريا بدأ الرئيس بالتحدث:

_ كما تعلمون اليوم هو يوم الباستيل و كأي سنة اخرىٰ نحتفل بهذا اليوم في قصر الإليزيه وهذا القصر شهدَ الكثير من الأحتفالات واليوم سنحتفل بيوم الباستيل وسيتم تتويج ابني الرئيس القادم فيفيانو أورليان.
بدأ الكل بالتصفيق عندما انتهىٰ الرئيس من إلقاء كلمته... " فيفيانو إذاً"... قام فيفيانو من مقعده وصافحَ والده و وقفَ علىٰ المنصة وقال:
_ شكراً لحضوركم اليوم في هذا الاحتفال واتمنىٰ لكم وقت ممتع.

وقبل أن يرجع الىٰ مقعده التقىٰ عيناه مع عيناها وقال في داخله " إذاً انتِ هنا" ورجع الىٰ مقعده بجانب والده.. صمتَ كل الحضور ثم صفقوا كأنهم لم يتوقعوا فقط يقول هذا الكلام وينتهي أما هي فقالت " فقط هذا الكلام! " وكانت قد انتبهت أنه قد نظرَ لها وعرفت انهُ قد علمَ من هي وراقبت كل خطوة له حتىٰ وصلَ الىٰ مقعده ثم صوت أباها قطعَ تفكيرها وهو يقول:
_ انهُ غير متوقع صحيح؟ من كان يتوقع فقط قول هذا الكلام والرحيل.
_ نعم انهُ كذلك كما قلت انتَ.. غير متوقع.
_ هيا لنذهب الىٰ تحيتهم.
تنهدت فينَسيا وقالت:
_ نعم لنذهب.
قاموا هي و والدها ذهبوا عند طاولة الرئيس وفي طريقهم اخذت فينَسيا من النادل الذي يحمل المشروبات كأس من النبيذ واكملوا طريقهم وقفَ الرئيس هو وابنه عند رؤيتهم لمصافحتهم لأن والدها هو نائب الرئيس الفرنسي وعند قدومه عندهم يعني ان بعده سيأتون الكثير لتحيتهم.... كانوا عائلة أورليان مقابل عائلة إيفريا :
_ السيد أورليان مرحباً بك.
مد زينيل يده لجارلان وتصافحوا..
_ وانتَ كذلك السيد إيفريا.. اوه آنسة فينَسيا شرفتينا بحضورك.
ابتسمت فينَسيا له ومدت يدها امسك جارلان يدها وقبله دليل علىٰ إنها آنسة جميلة ويجب ان تتعامل معها بأحترام ونبل...
_ وهذا ابني فيفيانو لقد اتىٰ من بريطانيا بعد قضاءه 15 سنة هناك.
مدَّ فيفيانو يده الىٰ زانيل وصافحه ثم مدَّ يده الىٰ فينَسيا ونظرَ الىٰ اعينها مع ابتسامة... نظرت فينَسيا الىٰ يده ثم نظرت الىٰ عيناه وتصافحوا ثم رفعت حاجبها له كأنها تقول " حقاً رئيس فرنسا؟" وهو رفع لها كتفاه وكأنه يقول " ما المشكلة؟" :
_ تشرفت بمعرفتك السيد فيفيانو.
_ لي الشرف آنسة فينَسيا.
_ زينيل ما رأيك في ان تجلسوا معنا؟
_ فينَسيا هل ترغبين؟
_ كما تريد ابي.
عند قولها لهذا سحبَ فيفيانو كرسي لها ولحظها كان بجانبه و والداهما مقابلهم.. نظرت فينَسيا له وكأنها تقول"ماذا تفعل؟ " وهو رفع كتفاه وكأنه يقول " لا أعلم" جلست فينَسيا علىٰ الكرسي وجلسَ هو بجانبها وبدأ الحضور بالقدوم من اجل تحية الرئيس.....
_ اذاً ماذا تعملين؟
_ من أنا؟
اشارت الىٰ نفسها
_ برأيك هل يوجد شخص غيركِ جالس هنا؟
_ نعم انظر انهُ ورائكَ.
التفت فيفيانو وراءهُ ولم يرىٰ اي شخص
_ انتِ تمزحين اكيد؟
_ ربما...
وعند قولها للكلمة نظرت له بنظرات لعوبة ثم اكملت:
ما نوع ملابسك؟ من اين أخذتهُ؟
_ إنها من شركة كارمينو.
_ أنا مالكتها.
_ مالكة الملابس؟
_ مالكة الشركة عزيزي.
_ اوه عمل جيد.
_ نعم.
نظرت فينَسيا له من رأسه الىٰ قدميه واستقر نظرها علىٰ عيناه... نظرت مطولاً لعيناه وكيف تكون بهذا الجمال ابتلعت ريقها بخفة وقطع صوته افكارها:
_ تجعليني أشعر وكأنني متعري في نظركِ وحركتكِ الاخيرة جعلتني متأكدٌ.
اعتدلت فينَسيا جلستها وقالت:
_ انتَ مخطأ لقد نظرت لكَ لأرىٰ هل تستحق منصب الرئيس.
_ انتِ تكذبين وإلا لما ابتلعتِ ريقكِ؟
_ كنتُ فقط اشعرُ بالعطش.
_ اوه حقاً إذاً ما رأيكِ هل استحق المنصب؟
_ ربما....اعتقد انني عطشىٰ اعذرني علي الذهاب.
اومأ لها فيفيانو وذهبت وراقبَ هو كيف تمشي بأستقامة وتعطي الابتسامات لكل من ينظرُ لها "انتِ تكذبين"....
.....
جلست فينَسيا امام البار وطلبت مشروب  وكانت تضع السماعات يحدثها فالور من خلاله:
_ هل تعرفِ ماذا؟
_ماذا؟
_ لوغان إفرو انهُ ينظرُ لكِ او في الواقع الىٰ جسدكِ.
_ نعم انا اعرف اشعرُ بنظراته القذرة.
_ لقد قامَ.. انهُ يقتربُ منك.
_ انا اشعرُ بخطواته تقترب فالور وداعاً لقد حان دوري.
وصلَ لوغان عندها وقال:
_آنسة فينَسيا، هل تسمحي لي برقصة؟
مدَّ لها يده وكان من عدم الاحترام بالنسبة الىٰ المجتمع الذي تعيش فيه الرفض لذا لعدم توجه الانظار لها تصرفت كالطبيعة لذا امسكتْ يده وذهبوا الىٰ وسط القاعة حيث كان الحضور يرقصون وضع لوغان يد علىٰ خصرها واليد الاخرىٰ يمسك بها يدها وهي وضعت يد علىٰ كتفه واليد الاخرىٰ ممسوكة من قبله وبدأوا بالرقص كان الوضع لا يعجب فينَسيا ابداً لأسباب عديدة منها الشخص الذي ترقص معه، الاغنية المعزوفة، المواضيع التي يتحدث بها والتي كانت غير مسموعة بالنسبة لها لأن عقلها كان يفكر فقط بكيفية قتله وتخيله مقتولاً، مواضع يده وكيف بدأ يتقرب منها ويلمسها بأماكن بالنسبة لها خط احمر، وعيناه كانت تزعجها كثيراً.... بدأت فينَسيا تتكلم بداخلها لتهدئة نفسها " ليس الآن فينَسيا ليس الآن اهدئي، اصبري، تحملي، ليس هنا فينَسيا ليس هنا"... توقفوا عن الرقص وقطع صوت افكارها شخص والذي كان فيفيانو وهو يتحدث مع لوغان حول انهُ يرغبُ بالرقص معها اما هي نظرت له وكأنه انقذها... انسحبَ لوغان بأنزعاج كالطفل قد سحبوا منه الحلوىٰ الخاصة به:
_ لماذا؟
نظرَ لها بأستغراب...
_ لماذا ترغبُ بالرقص معي؟
_ لا أعلم... ربما مجرد رغبة.
_ لنقول كذلك.. انتظرني هنا سأعود بعد قليل.
اومأ لها فيفيانو ونظر لها وهي تبتعد عنه وتتجه نحو البار لتشرب كأس من الماء وتأخذ شيء ما من حقيبتها وتتجه نحوه...وصلت فينَسيا إليه وقالت له:
_مدّ يدك.
نظرَ لها بأستغراب ثم مدَّ يده إليها اعطته احدىٰ السماعات التي اخرجتها من حقيبتها وقال لها:
_ ماذا افعل به؟
_ برأيك ماذا يفعلون بالسماعات؟
_ اعني ما الحاجة له والموسيقىٰ موجودة؟
_ الموسيقىٰ لا تعجبني لذا سأختار الذي يعجبني.
اومأ لها فيفيانو بتفهم وكان هذا اول شيء عرفه انها لا تحب الموسيقىٰ الفرنسية كثيراً... اشغلت فينَسيا الاغنية وقالت له:
_ هل يمكنني أن أضع هاتفي في سترتك؟ لأن كما ترىٰ ملابسي.
اومأ فيفيانو لها واخذ منها الهاتف و وضعه في سترته ثم مدَّ لها يده لتمسكه و وضع الاخرىٰ حول خصرها وهي وضعت يدها علىٰ كتفه وبدأوا بالرقص وكانت الانظار كلها نحوهم...

الهندباء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن