" الكثير من الأحلام تتأرجح في العدم"
.
.
.
.في وسط الغابة... جسد ذو شعر بني فتح مع بشرة قمحية وعيون خضراء يطوف علىٰ الماء... لم تكنْ فينَسيا ترتدي سوىٰ القميص ككل مرة.. تتأمل السماء الموجودة فوقها... لونها... الغيوم... اشعة الشمس... رائحة الماء الممتزجة مع رائحة الاشجار... صوت الشلال... كل هذه التفاصيل... اغمضت عيناها الخضراء كخضرة هذه الغابة لترتاح قليلاً.... وبطريقة ما سحبها النوم... وغرقت في عالم الأحلام... أو بالأصح... عالم الكوابيس... أرض يغمرها الدماء... أشلاء جسد منتشرة في كل مكان... رائحة قوية للدماء... اصوات صراخ.... ودموع تذرفها شخصيتها الصغيرة... البريئة.... التي لم تكنْ تعرف ما معنىٰ الموت... شعور بالاختناق... فتحت فينَسيا عيناها بسرعة لترىٰ إنها قد غرقت عندما كانت نائمة وانفاسها قد إنتهت حولت فينَسيا الصعود الىٰ الاعلىٰ ولكن لا يمكنها التحرك... لا يمكنها التنفس.... صرخت فينَسيا تحت الماء وتحاول الصعود الىٰ الاعلىٰ بكل قوة ولكن لا جدوىٰ.... اعتقدت فينَسيا إن الأمر قد انتهىٰ.... ها هي تموت بهذه الطريقة اللطيفة... ها هي تموت بسبب غبائها... اغمضت فينَسيا عيناها ومن ثم فتحتها عندما شعرت بحركة لترىٰ شخص يسبح بأتجاهها... لم ترىٰ وجهه بالبداية ولكن عندما اقترب منها امسك يدها بقوة لقد كان هو.... فيفيانو.... لذا سحبها بقوة وصعد بها الىٰ الاعلىٰ وعندما خرجوا من الماء تنفسوا الاثنان بسرعة.... فينَسيا تأخذ نفس قوي بسبب إنتهاء الأوكسجين داخل رئتها وهو يمسكها بيداه من افخاذها كي لا تقع وهي تلفها حوله لا إرادي وفيفيانو صرخ عليها بغضب :
_ هل انتِ مجنونة؟!.... لِما تنامين وانتِ تطوفين فوق الماء؟!.
كانت هذه المرة الاولىٰ لفينَسيا رؤيته غاضباً لذا نظرت الىٰ ملامحه الغاضبة بعيناها الخضراء وأمالت رأسها وهي تنظر له ولم تقلْ شيء... ملامحها كانت هادئة علىٰ غير المعتاد... لم تكنْ تلك الملامح المتحمسة والبشوشة.... عيناها كانت هادئة.... كانت هادئة وهو عندما رآها هادئة وساكنة ولم تقلْ شيء سكنت ملامحه الغاضبة وتحولت الىٰ هادئة أيضاً لذا وضع جبينه علىٰ جبينها واغمض عينيه التي كالمحيط وقال بهدوء :
_ كيف غرقتي؟.... وكيف لم تقدري علىٰ الصعود الىٰ الاعلىٰ؟.
لم تقلْ فينَسيا شيء بالبداية ولكن بعد مدة نطقت وقالت بهدوء :
_ كان هناك شيء يسحبني الىٰ الأسفل.
عندما قالت هذا أبعد فيفيانو جبينه عن جبينها ونظر لها بهدوء وهو يتمعن بملامحها الهادئة لذا قالت له وهي تبتعد عن وهو
يبعد يداه عن افخاذها :
_ منذ متىٰ أنتَ هنا؟
_ منذ أغماضكِ لعيناك.
قال هذا لتخرج فينَسيا من البحيرة ويخرج هو ورائها والماء ينسدل من اجسادهم وبالطبع فينَسيا ترتدي فقط القميص الذي أصبح شفافاً وثيابها الداخلية واضحة للعين ولكن هل تهتم؟... بالطبع لا... حملت فينَسيا أغراضها الموجودة علىٰ الارض ليقول فيفيانو لها بتساؤل وهو يمسح شعره يرفعه الىٰ الاعلىٰ بعد انسادله علىٰ عيناه بسبب الماء :
_ ماذل تفعلين هنا؟
_ سيدي الرئيس أنا اعرف هذا المكان منذ عشرة سنوات.... لذا بالتأكيد لن أتركه مجرد أن شخص ما بمنصب رئيس هذه الدولة يملك منزلاً هنا.
ها هي... قد عادت الىٰ طبيعتها... قالت هذا وهي تنظر له بأبتسامة كبيرة لتكمل :
_ كما أنني هنا لأوفي بوعدي.
.......
أنت تقرأ
الهندباء
Romance"من لا يفهم النظرة، لا يحتاج إلىٰ الشرح الطويل" . . هذه القصة قصة حب وانتقام ،أنها قصة سياسية ولكن يا ترىٰ هل هي حقاً مجرد قصة سياسية ومتعلقة بالقانون ؟من يعلم..... اذا آثارت هذه القصة فضولك استمر.