ملاحظة 📌
(إن أحداث هذا الكتاب مستوحاة من وقائع وشخصيات حقيقية، ولكنه لا يسعى إلى تمثيل الحياة الدقيقة لأي شخص كان)
- الجزء الأول -
"علاقات معقدة"
كان المكتب مساحة دافئة وترحيبية، تعكس احترافية وحساسية صاحبته. كانت الجدران مطلية بظلال هادئة من اللون الأزرق الفاتح، مما يمنح المكتب جوًا هادئًا ومريحًا. كانت الرفوف الخشبية تصطف بدقة على الجدران المملوءة بالكتب التي تتناول علم النفس والتنمية الشخصية والفلسفة. على المكتب نفسه، كان هناك إناء من الزهور الملونة، يضفي لمسة من الانتعاش على المكان.كانت الأخصائية النفسية قد أنهت يوم عمل طويل و هي جالسة في مكتبها، تقوم بفرز وتنظيم الوثائق، تسعى للحفاظ على ترتيب مثالي. كانت تحب أن يكون كل شيء في مكانه، لأن ذلك كان يساهم في خلق بيئة ملائمة للتفكير والتركيز. كانت ملفاتها مرتبة بعناية في أدراج مصنفة، وتأخذ وقتًا لإعادة كل وثيقة إلى مكانها الأصلي، كما لو أن لكل ورقة أهمية خاصة. بنظرة متعبة، اتجهت نحو مكتب الاستقبال حيث كانت سكرتيرتها تتولى التفاصيل الإدارية الأخيرة لليوم. نظرت إلى الساعة الحائطية التي تشير إلى الساعة السابعة مساءً، وقت إغلاق المكتب.
"سارة، حان الوقت لإغلاق المكتب اليوم" أعلنت بصوت هادئ ولكن حازم.
هزت السكرتيرة رأسها، مستعدة لترتيب أغراضها وإغلاق الأبواب. ومع ذلك، قبل أن يتمكنوا من الإنصراف، دخلت شابة المكتب بسرعة، بدت قلقة ويائسة. كانت السكرتيرة تستعد لأن تشرح لها أن المكتب على وشك الإغلاق وأنه يجب عليها العودة في اليوم التالي، لكن الشابة قاطعتها.
-"من فضلك، أحتاج إلى مساعدة" توسلت بصوت مرتعش.
شعرت الأخصائية النفسية، رغم تعبها فورًا بمسؤولية تجاه هذه الشابة المضطربة. بإشارة لطيفة من يدها، طلبت من سكرتيرتها التزام الصمت ووجهت نظرتها المتعاطفة نحو الزائرة غير المتوقعة.
-"اتبعيني إلى مكتبي" قالت الأخصائية النفسية بصوت ناعم.
دون انتظار رد، توجهت نحو مكتبها، الواقع في نهاية الممر. تابعتها الشابة في صمت، بدت مرتاحة لكونها مستمعة. كان المكتب هادئًا، بجدران مزينة بلوحات ملهمة وضوء ناعم يغمر الغرفة.
أغلقت الأخصائية النفسية الباب خلفهما، و دعت الشابة للجلوس في الكرسي المريح أمام مكتبها، بينما جلست هي نفسها على الجانب الآخر. بدت الشابة مرهقة بوضوح. كان شعرها البني يؤطر وجهها، وعينيها البنيتين مركزة على الأرض. لاحظت الأخصائية النفسية توترها وقررت بدء المحادثة لخلق جو من الثقة.
أنت تقرأ
بعيد كالقمَر (نسخة مترجمة Loin Comme La Lune)
عاطفية( مستوحاة من قصة حقيقية) ماذا لو إخترنا عدم الإنسحاب و التخلي عما يؤذينا فقط من أجل أن لا ندع هوس التفكير يقضي علينا ؟ ماذا لو قررنا الإستمرار بمطاردة الأشياء التي أصبحت من الماضي فقط لأن فراغ الأجوبة يحرق كل تساؤلاتنا ؟ هل سيبدو الأمر جنونا أم فطن...