[ 𝐗𝐕 ] : الكَابُوس المَقِيت وَ البَلوى

94 11 22
                                    

━━━━━━━ ✰ ━━━━━━━

فصل ملتوٍ قليلاً━━━━━━━طُورِد يُونجون مِن قِبل مَجمُوعةٍ باطِشةٍ مِن الجُنود وَ قَد كَان الأخِيرُ يلُوذ بعُجالةٍ سَامِيةٍ لِينجُو بحَياتِه , ركَض الفَتى حافِي القَدمَين وَ مُغمض العَينين لِيتثبّت مِن فَناء إمكانِيّة إلقَاء القَبضِ عَليه وَ حِينهَا...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

فصل ملتوٍ قليلاً
━━━━━━━
طُورِد يُونجون مِن قِبل مَجمُوعةٍ باطِشةٍ مِن الجُنود وَ قَد كَان الأخِيرُ يلُوذ بعُجالةٍ سَامِيةٍ لِينجُو بحَياتِه , ركَض الفَتى حافِي القَدمَين وَ مُغمض العَينين لِيتثبّت مِن فَناء إمكانِيّة إلقَاء القَبضِ عَليه وَ حِينهَا كَان الرّسامُ قَد أدركَ شَفِير الجِسْر الرّث لَاهِثاً بمَا تبّقى مِن أنفَاسِه , كَان ذلِك الجِسر البَالِي هُو ذَاتهُ الذّي شَهِد لِقاءهُ الأخِير بوَالديْه ..
بَينما كَان يُونجون يَتقدّم بحَذرٍ عَلى ظاهِر الجِسر كَانت بَاصِرتيه قَد إلتَقطت المَشهد الإِئْتِلافِيّ لِلأبِ وَ إبنتِه المتوسطتين عَلى الجَانِب الآخِر مَن الجِسر وَ قَدّ تمكّن الفَتى مِن التّعرُفِ عَلى الشّخصتيّن الأنِيستين مُباشرةً لقَد كَانا سُوبِين وَ جِيهيُو , إبتَسم يُونجون تُجاه الفَردين المُقابِلين وَ لكِن عَلى غَير العَادة فإنّ سُوبِين وَ جِيهيُو لَم يُبادِلا الفَتى الإبتِسام وَ لَو قلِيلاً بَل عَلى غِرار ذلِك كَان مرآهُما قَد تكسّى بشَيءٍ مِن الجُمودِ وَ النُفور وَ عَلى حِين غرّة كَانت حَيرةُ الأخِير وَ جزعُه قَد قُوطِعا بصَوتِ الطّلق النّارِيّ المُجلل لِيسقُط الأبُ وَ إبنتُه أرضاً قَبل أنْ يَتمكّن يُونجون حتّى مِن البُلوغِ إليْهِما

" سُوبِين! " فُجِع يُونجون ناهِضاً مِن سَرِيره تتصبّب قَطراتُ العرقِ القَارِس مِن جَبِينه بَينما يَتعالى صَدرُه فِي وَتِيرةٍ شَدِيدة السُّرعة يُستعصَى التّنفُس عليهِ فِي الزّمن ذَاك , لقَد بدَا الكَابُوس السّالِف لِوهلةٍ مَلمُوساً وَ مَحسُوساً لِلغاية وَ كأنّما هُو الوَاقِعُ بصِدق ذاتِه

حدّق الفَتى بالسّاعة عَلى مقرِبته لِيجد عقَارِبها تدُلّ عَلى حُلولِ الخَامِسة فَجراً وَ قَد كَانت هَذِه الإشَارة اللازِمة لِكيّ يَستقِيم مِن محلّه مُستيقِظاً كُلِيّاً , الضّيقُ الذّي لَازم كَيانهُ مُنذ ليلةِ أمْس كَان قَد تَضاعف بشكلٍ مَهُولٍ بَعد الكَابُوسِ المَقِيت الذّي راوَده .. مَا هِي مَاهِيّة ذلِك الشُعورِ الغَرِيب الذّي يتَغَطْرُس بجَبروُتٍ عَلى دواخِله ؟

حضّر يُونجون حمّامهُ الصَباحِيّ المُعتاد مُعِدّاً كُوب الشّاي الدّافِىء خَاصّتِه وَ بَعضاً مِن الأطباقِ الجَانِبيّة الأُخرى كَوجبةِ إفطارٍ مُلائِمة لِفردٍ واحِد آملاً فِي نفسِه أنْ يكُون هَذا التّهيِيء الدّؤُوب ذرِيعةً كافِية لِلتّخفِيف مِن الشُعورِ السّقِيم فِي جَوفه وَ لكِن تَسِيرُ الأقدارُ عَلى غَير مَا نتمنّى أحياناً فَقد ظلّ ذاتُ الشّعور المَنفُور عالِقاً فِي ذِهنه وَ فُؤادِه

1945 ; LOVE DURING WAR || YEONBINWhere stories live. Discover now