النهاية

778 25 10
                                    

اليوم هوَ ذكرى مرور أربعة عشرَ عام
على وفاة زوجي
أربعة عشرَ عام مِن الموت البطيء
الألم ، الحُزن ،الوحدة ، الظلام
أيامٌ مُعتمة ما يُنيرها فقط مَيا

فتاتنا أصبحت كَبيرة الآن
لا يُمكنني وصف كَم هيَ جميلة و رَقيقة
تُشبههُ تمامًا خلقاً و أخلاقاً

و كما أردت أنا ، أصبحت تُناديهِ بمامي
كَمحاولةً مني لأغضابهِ لَربما يَزور أحلامي
يُعاتبني على ما علمتها لِمناداتهِ

وفاتهِ التي لَم أتقبلها حتى
الآن ، فأنا أشعر بهِ يضحكُ معنا يحزنُ لِحزننا
يمسحُ دموعي ليلاً ، بعض الآحيان كان طيفهُ
يعانقني ، هو لَم يَمت على الأقل هو حَي في قلبي

و كعادةً يومية بعدَ وفاتهِ ، تقبيل ملامحهِ صباحاً
صورتهِ التي أهترأت لكثره بُكائي عليها ، تقببلي لها
و حتى كَلامي معها

فجأة أقتُحمت الغُرفة مِن قِبل تاي الصغير

" دادي كَم أنتَ كسول يا اللهي ، اليوم ذكرى
وفاة مامي و عيد ميلادي أيضاً و أنتَ
ما زِلت مطروح فراشكَ ، أنظر فقط كيفَ
سأشكوكَ لِمامي عند ذهابنا "

حتى في غضبها تشبههُ ، تستخدمُ نفس الكلمات حتى ، سحبتها إلي واضعاً أياها تَحتي
لأبدأُ بِدغدغتها و قهقهاتها تعلو بأرجاء المنزل

" دادي توقف أصبحت كبيره لا يُمكنك فعل هذا
معي الآن"

" أنظر مَن يتكلم التي ما زَالت أسنانها تَقع إلى
الآن "

" دادي توقف ، لا تُزعجني بِيوم ميلادي "

" حسناً حسناً تاي الصغير "

" هيا قِف الآن و جهز نفسك لِنذهب لِمامي "

و بعد ما يُقارب النصف ساعه وقفنا لآخذ ورد
الاوركيد الذي يُحبهُ

وصلنا الى قبرهِ و بدأت حكايات مَيا لهُ
تحادثهُ و كأنهُ أمامها

" هاي مامي ، أنظر لا تغضب دادي علمني أن أقول
لكَ مامي ، أعلم أنك كُنت تُريد أن أناديكَ بابي
مامي أنا أحبكَ جدآ و أشاهد فيديوهاتك دائماً
و أشعر أنني محظوظه لأنني أُشبهك ، دادي لديه أنف
كبير لا أريدُ أن أصبحُ مثلهِ ، آه مامي دادي يُهمل نفسهِ كثيراً ، يُدخن الكثير جداً كما أنهُ يبكي ليلاً
يظنُ أنني لَم أسمعهُ لكنني أعلمُ أنهُ يبكي لأشتياقهُ لكَ ، أتمنى لو كُنت معنا الآن ، لكن لا بأس أنتَ دائماً معنا لأنك في قلوبِنا ، احبك مامي وداعاً "

ألتفتت إلي و كُنت أسيطر على دموعي بِقوة
أخذت مِني مُفتاح السيارة و ذهبت للجلوس بِها
لِتُخلي لي المساحة

أنحنيت لِقبرهِ و بدأت بِزراعة الورد الجَديد
و دموعي تَهطل تُعيق رؤيتي

" فقط لِما تركتنا ، أنظر لِطفلتنا كم تَتمنى وجودكَ
كم أنا أتمنى أحتظانكَ ، تقبيلكََ ، رؤية أبتسامتكَ
هل تركتَ لي مَيا حتى تُعيق لحاقي بكَ ، ألم نَقول أننا سنُنجب الكثير من الاطفال ، ألم تَكن سَتجعل مَيا
تختاركَ كأبيها المُفضل ، ألم تكن سَتعلمها قول بابي بدل مامي ، أين ذهبَ وعدنا أننا سنبقى معاً ،ألم نَقل أننا سَنشيب معاً ، نبقى معاً الى أن يُصبغُ شعرنا بالأبيض ، احفادنا يلعبون بجانبنا ، أقول لكَ بأن جمالكَ خالدٌ لا يزول ، لماذا تَركتني لأشيب وحدي ، أتكلم عن قصتنا معاً وحدي ، لماذا تركتني بِمنتصفِ الطريق ، هل الموت أغراكَ لِتلك الدرجه
لترككَ عائلتكَ و ذهابكَ معهُ ، آه على قلبي
كم يَحن أليكَ ، كم أتوقَ لكَ ، انا أعلم أنكَ تنظر لي
مِن مكان ما في السماءِ ، أنظر ما ألَ إليهِ حالي
مِن بعدكَ ، مُطفئ و مُعتم أليس كذلك !، ليس ذنبي
فَوجودكَ من كان يٌنيرني و أنتَ من أختار ذهابكَ
و عتمتي ، صورك و فيديوهاتك تُركت لي أكثر مِن مَيا ، كَمدمن أشاهدها بكُل ساعات يومي "

وقفت و نظفتُ ملابسي مِن تراب الأرض
و أكملت :

" يوماً ما سَيكون لنا لِقاءً ، حيث لا موتٌ بعد الحياة
او ربما بِحياةٌ أخرى ، حينها سأقبلكَ و أحتضنكَ
كأن لا لِلغد وجود ، و أن كان لي سبع حيواتٍ
سأختاركَ ، لأن بعد مرور كُل تلكَ السنوات انا
ما زُلتُ أحبكَ"

" يوماً ما سَيكون لنا لِقاءً ، حيث لا موتٌ بعد الحياة او ربما بِحياةٌ أخرى ، حينها سأقبلكَ و أحتضنكَكأن لا لِلغد وجود ، و أن كان لي سبع حيواتٍ سأختاركَ ، لأن بعد مرور كُل تلكَ السنوات اناما زُلتُ أحبكَ"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أنتهت ما زُلت أحبكَ
اتمنى أنكم أستمتعتوا بيها
شكراً لكل ڤوت و تعليق
كُل الحٌب 💗.

مَا زلتُ أُحبكَ || 𝑉𝐾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن