إِنطفاء

469 13 0
                                    

أصبح تاي في مُنتصف شهرهِ الثامن
كُنا نائمين بآحضان بَعضنا
أستيقظ هوَ لِعطشهِ
و على غير العادةِ ، لَم يَقم
بأيقاظي لأجلب لهُ ما يُريد
فقامَ هو لِتلبية حاجتهِ

و لأن نُعاسهِ غلبهُ و بَطنهُ
الكبير تُعيق رؤيتهِ لما أسفلهِ
قد وقع مِن الدرج
و حينها لَم يُقظني سوى تِلكَ
الصرخه المُدويه التي لَم أرى بعدها خيراً

عِندما هرعتُ إليه كان يصرخ بألم
ممُسكاً بطنهِ بِكلتا يداه و تحتهِ بركة
من الدماء

حملتهُ و ركضت بهِ للسيارة
و خلال قيادتي بِتلكَ السرعة الجنونيه
بدأ بِفقدان وعيهِ تدريجياً لما
فقدهُ من دمٍ

وصلنا الى المُستشفى حملتهُ
الى الطوارئ و هناكَ سمعت مِن الطبيب
ما تَمنيت أن أموت و لا أسمعهُ

"مِن المُمكن فقدان أحدهما
ما زال في شهرهِ الثامن أي أن الجنين
لَم تُغلق فتحة قلبهِ بعد ، أما هو فقد خسر
الكثير من الدم و لا مجال لتأجيل ولادتهِ
لذا سنولده الآن "

أستيقظ تاي بعد هذا الكلام ، كان يَبكي
و رُغم دموعهِ و ألمه كان يَمسح دموعي

" لا تبكي جوني ، أنظر لي حبيبي
أن خيروك بيننا أختار مَيا ، أياك و أختياري
فتاتنا أهم ، لَن ابقى على قيد الحياة
لحضة أن حصلَ لها مكروه "

حاولت السيطرةُ على نفسي قليلاً
قبلت جبهتهُ و أسندتُ جبهتي عليها

" حبيبي لا تتكلم هكذا سَنخرج نحنُ
الثلاثه من هُنا ، و انا لَن أختار غيركَ
يمكننا أنجاب الكثير لكن من سَيعوضني عنكَ
أن حدث لكَ مكروه"

قاطعنا الدكتور بقولهِ أن يجب تجهيزهُ
و تخديرهُ لِلعملية

دخلَ إلى صالة العمليات بعدَ تجهيزهُ
و رغمَ طلبي لِلأنضمام أليهم ألا أنهم
رفضوا بِحجه أن العملية خطره

بعدَ ساعة خرجَ الطَبيب يَحمل بِيدهِ
صغيرتنا ، فاتنة بِمعنى الكَلمة
و كأن الرَب قَد خلقها بِنفس قالب حبيبي
لما بِها مِن شبهُ كبيراً منهِ

حملتها و قبلتها واضعاً أياها على صَدري
محتظنها إلي
"كيفَ حالهِ دكتور ؟"
" آسف سيدي لكن زوجك بحاله خطره
لَديه مرض الثلاسيميا الذي يجعل الدم لا يِتخثر
و هبوط حاد في الضغط فعلنا ما بِوسعنا
و ننتظر تحسنهُ الآن"

فجأةٌ كل شيء من حولي أصبحُ مُعتم
ظلام دامس يُحيط بِنظري حتى أنحنيت أرضاّ
فقدماي لَم تَعد تعينني على الوقوف
أحتظنت مَيا أكثر إلي و بكيت

مَا زلتُ أُحبكَ || 𝑉𝐾حيث تعيش القصص. اكتشف الآن