3 | زائِف

184 15 1
                                    

....

بَعد مرور فترة جيدة على مُحاكمة إيرين وجعلهُ تحت سيطرة القائد ليفاي.

في تِلك الأثناء كُنت أستعد للحملة القادمة بعدما أصبحتُ أخيرًا من فيلق الكشافة!

على مايبدو إن الحملة القادِمة ستكون بعد أربعة أيام....

لم يكُن لدي شغفُ المشاركة فيها، ولا شغف لشيء آخر.. لكنني بِطبيعتي لا أحب أن أري ضَعفي لإي مخلوق مهما كانَ قريبًا مني..

لذلك في هذهِ الفترة، الجميعُ قد عرفَ تاليا المرحة.. تاليا المحبوبة الضاحكة، هذهِ الشخصية الزائِفة التي إخترعتُها لي، لِكي أقنع نفسي إن السعادة ستأتي حتمًا... أقنع ذاتي إنني بخير.. بخير للغاية

وأقنعُ من حولي بذلك... إن كل شيء بخير رغم إنه لا شيء بخير فعلًا..

مع كُلِ ليلة، أكونُ فيها لوحدي كـ هذهِ الليلة تمامًا..
أجلسُ أبصر السماء وأتحدثُ مع الموتى الذين لا يسمعونني ولكنني أقنع نفسي مجددًا... إنهم يفعلون

أخرجُ ما بداخلي من ألم، دموع، حسرة وكل مشاعري السلبية.. لوحدي دائِمًا..

" أمي، أبي.. هل أفعلُ الصواب؟ "

سألتُهما كأنهما سيُجيبانني، تمنيت ذلك..
لو إنني أراهمَا للمرة الأخيرة كي أودعهما وداعًا لائِقًا

تنهدتُ بيأس.. قلبي يؤلمني، لقد إمتلئ حقًا..

" آسِفة... لم أكُن إبنةً جيدة.. حتى في اللحظات الأخيرة.. "

عضضتُ شفتي السفلية بإلم أمنعُ عيني من ذرف الدموع ومن ثُم وقفتُ ونزلتُ من أعلى الشجرة، أجل فـ هوَ المكان الوحيد الذي يُشعرني إنني قريبة من والِدي.. من السماء..
كما إنه لن يسمع أحدٌ شهيقي المثير للشفقة..

هذا أفضل.. لا أحد يعلم، ليظل الأمر كذلك..

كان وقتُ العشاء قد حان فـ إتجهتُ إلى حيثُ يجلس الجميع، إيرين والبقية وجلستُ جانبهم..

إبتسامتي لم تُفارقني منذُ جلستُ معهم، إبتسامتي المزيفة،..

" تاليا أينَ تختفين أنتِ في مثل هذهِ الأوقات "

سألني آرمين فـ إبتسمتُ بهدوء ليَفهم ذلك..
هوَ الوحيد الذي يعلمُ

" المكانُ المُعتاد؟ "

" أجل آرمين، بالمناسبة رِفاق الحملةُ القادمة هيَ أول حملة لنا، أشعر بالحماس كما إنني متوترة بعض الشيء! "

في حُبكَ آكرمـان || Leviحيث تعيش القصص. اكتشف الآن