4 | حملة

170 14 0
                                    

..

حَلّ الصباح أخيرًا، يومُ الحملة المنتظر..

كنتُ متوترة كثيرًا بينما أُبدل ملابسي لزي الفيلق الرسمي، أُفكر بما قد يحصل.. من الشخصُ الذي سنفقدهُ اليوم؟

هذهِ الفكرة تُرعبني، في هذه الفترة كونتُ صداقات مع آرمين، ايرين، ساشا والبقية..

كنتُ خائفة، لا أريد لذلك أن يتكرر مجددًا..

سأتحطمُ هذهِ المرة بالتأكيد!

" هيا فتيات "

" قادِمة "

كانت تِلك ساشا، أجابتها ميكاسا بهدوء ثُم نظرت لي قائلة

" تاليا "

نظرتُ إليها بِدوري بإستغراب فـ أمسكت كَتِفَي

" رجاءً، لا تموتي "

فتحتُ عيني بِصدمة، شعرتُ للحظة بالحنان من هذه الجملة، ميكاسا هيَ أقربُ شخصٍ لي هنا، هيَ صديقتي منذ الطفولة وكانَت عائلتها تعرف عائلتي.. معرفة قديمة..

لطالما كُنّا نتسكع معًا، حتى توفي والِديها، منذ تلك اللحظة لم نعد نجتمع كثيرًا..

لكنني كنتُ دائِمًا أراها من بعيد.. تلعب مع إيرين وآرمين.. منذ الطفولة كنتُ لا أحب إيرين ذاك، كنتُ أظن دائمًا إنها تحبهُ أكثر مني، شعرتُ بالغيرة..

لذا لستُ مقربة منه كثيرًا... لكنني تقبلتُ وجوده خصوصا في هذهِ الفترة كوننا جميعًا قاسينا نفس الآلام معًا.. جميعًا تعرّضنا لمآسي في الخمس السنوات الماضية..
مشاعر الطفولة السخيفة هذهِ، تخصلتُ منها

إبتسمتُ لها بِصفاء أردف بِصوت هادئ

" لن أموت..
ميكاسا، إنتبهي لِنفسك لإجلي..ولإجل إيرين وآرمين أيضًا "

بدوتُ واثقة، لكنني لم أكن كذلك..

هيَ تنهدت وبادلتني إبتسامة لطيفة منها وأومئت بخفة.. تحركنا بعد ذلك نخرجُ ونستعد للحملة...

وها أنا على حِصاني أتنفسُ بتوتر، يا تُرى..
هل سَأعود لرؤية الدماء مجددًا...

نفيتُ هذهِ الفكرة من رأسي وأقسمتُ على حماية الجميع، طالما هُناك فرصة لينجو أحدهم لن أفلتها.. سأستغلها مهما كلفني الأمر فـ هذا ما سأستغل قوتي لإجله..

مساعدة من هُم بحاجة لمساعدة..

بدأتُ أقتنع بفكرة إنني لا أعيشُ قط لإجل نفسي..
أعلم إن هذا خطأ.. يبدو إنني دخلتُ في إكتئاب حاد

في حُبكَ آكرمـان || Leviحيث تعيش القصص. اكتشف الآن