PART4(حلوى مُسكرة)

108 10 9
                                    

كيف الحال يا غاليين.. نأسف على التأخير بس إمبارح كان آخر يوم في مسيرتي التعليمية، عقبالكم جميعاً، وبالتوفيق لطلاب ثانوية عامة🤍 أدعوا لهم ربنا يوفقهم ويفرحهم.

دمتم بخير..

...

تبدأ في معرفة قيمة الحياة عندما توشك على فقدان أعز شخص على قلبك..
للروح قيمة..وقيمتها الحفاظ عليها..

منتصف النهار وقد بلغت الشمس ذروتها، رائحة الأتربة وعوادم السيارات تملأ الهواء، وسط الزحام وقفت هي والطفل على الرصيف الفاصل بين الطريقين بعدما أصر الصغير على القدوم، وبعدما فشلت في إقناعه، إمتثلت لطلبه وها هما يفصلهما عن مبتغاهم طريق، كلما حاولت المرور تأتي سيارة بسرعة قصوى للعبور..

لم يخطر ببالها سوى مراسلته عله يستطيع مساعدتهمت في العبور، أمسكت فريدة هاتفها وأخذت تتبادل الرسائل مع مصعب تخبره بأمر حضورها والصغير، لكن قبل أن تطلب منه القدوم لأخذهما..وقبل أن تقرأ هي رسالته التي تخطرها بالتمهل، رأت الصغير يركض على الطريق عبوراً، فأصباتها الصدمة وأصبحت غير قادرة على التنفس..

"آسـ..آسـ..ر...آسـر"

لا تعلم كيف أسعفتها قدماها لتركض له تضمه بقوة كأنها تحميه بجسدها عندما وجدت سيارة نقل كبيرة الحجم تقترب دون توقف وقد سقط الطفل أرضا، ماذا حدث بعد ذلك وكيف نجت هي والطفل..لا تعلم..

الكثير من الأصوات حولها، جسدها يرتجف رغم ذلك تأبى ترك الصغير..

على بعد خطوات منها وقف مصعب أمام البناء الخاص به، الكثير من الأجساد تمنع عنه الرؤية، لحظات فقط تدارك فيها الأمر ليركض لهما والرعب بادي بوضوح على وجهه، جثى بجانبهما يهذي برعب :

"آسر..آسر أنت كويس؟ فريدة بصيلي أنتِ بخير؟ آســر "

أستطاع مصعب سماع تمتمتها تهذي بدورها باسم الصغير، لكنه كدب سمعه، ثم انحنى يحملها بعدما نظر لصديقه يهتف بلهجة قوية :

"شيل آسر يا زين "

حملها على ذراعيه وتوجه بها نحو المعرض، مباشرةً نحو مكتبه وكذلك فعل زين مع الصغير، تركها برفق على الأريكة ثم جلس على ركبتيه أرضاً أمامها وكفها بين يديها، استطاع الشعور بارتجافتها، دموعها التي تحجرت داخل مقلتيها بينما تناظر الفراغ.

وضع زين الصغير بجانبها بعدما وجدها تذهب ببصرها عليه وكأنها ترجوه أن يعيده لها، فعادت هي لضمه وإنفجرت في البكاء، لم يتحمل مصعب فنهض يجلس بجانبها ويضمهما معاً له بينما يطبق على جفونه يعتصرها بقوة وألم، ثم هتف يحدث صديقه :

"هات عصير من التلاجة يا زين "

توجه زين نحو الثلاجة الصغيرة في ركن الغرفة ثم أخذ منها زجاجتين من العصير ناولهما لمصعب، الذي ناول واحدة للصغير وواحدة لها، بينما يستمر في الجلوس بجانبها حتى زمجر زين ينهره :

قواعد الكِتمان (الدخلاء 2)Where stories live. Discover now