PART5(شياطين الإنس)

113 9 17
                                    

مساءً إجتمعت العائلة جميعها في شقة أدهم بعدما تركوه وزوجته ينعمان بالراحة بعد العودة من رحلتهم.

جلس رجال العائلة وشبابها، كما والنساء كذلك في غرفة المعيشة يتجاذبون أطراف الحديث، فهتف زاد يحدث ولده :

"كده يا واد متاخدش أبوك الغلبان معاك يتفسح في دبي؟ دي آخرة تربيتي فيك يا واطي "

رمقهم أدهم بنظرات حانقة وقال متذمرًا:

"إيه يا جماعة هو كل إللي يبص في خلقتي يقول نفس الكلمتين، ما إللي كان عاوز يجي ما يجي هو أنا محتقر الطيرات كلها! أم السفرية إللي نبرتوا فيها مكملتش أصلا "

رد عليه زاد يوبخه :

"أتلم يا واد، يعني واطي وبجح كمان، كان المفروض خدت العيلة كلها على حسابك تفسحها طول الصيفية، إنما هقول إيه طالع لعيلة أمك "

همس آخر حديثه بنبرة منخفضة لم تصل لموضع جلوس السيدات حيث يتحدثن معاً غير مهتمات بحديث الرجال، فسخر منه أدهم هاتفاً:

"ما تعلي صوتك شوية يا حاج ولا خايف؟ "

أشار له زاد ليصمت هامساً:

"بس يا واد أمك تبيتني في الشارع "

ضحكوا عليه جميعاً، فتسائل أمين متعجباً:

"ألا أنتم إيه رجعكم بدري كده يا أدهم مش كان المفروض حاجزين أسبوع كمان "

كاد أدهم يبوح بالسبب الحقيقي لكنه تراجع عندما تذكر تنبيهات أمينة له بعدم الإفصاح، فحرك كتفيه ببساطة وقال:

"وحشتونا قولنا نرجع، مش عارف أنا بقول كده إزاي بس كانت الرحلة وحشة من غيركم "

"خلاص المرة الجاية تطلعنا على حسابك "

هتف أحمد بجدية، فرد عليه أدهم بعدما رمقه بنظرات مشمئزة:

"أنت مين معرفكش؟ "

ضيق أحمد جفونه يطالعه بتذمر وقال:

"صدق أبوك لما قال عنك واطي، مش عاوز منك حاجة أصلا أنا كده كده حاجز في العمرة ليا أنا وريهام هيكون ده بديل لشهر العسل "

تعجبوا جميعاً من حديثه فلم يسبق له وأن أخبرهم بمخططه هذا، ليتسائل طارق متعجباً:

"مقولتش يعني أنك هتعمل كده، ولا أتعديت شغل الخبث والخبائث من أدهم، ده إيه العالم إللي بتخبي عنا سفاريتها دي خايفين من الحسد "

رفع أدهم حاجبه بمعنى حقاً، ثم هتف بنبرة خبيثة:

"زي ما خبيت عننا كده أنك روحت تتقدم للدكتورة صاحبتك وأتطردت واتمسح بيك البلاط؟ ده أنت أول حد قولتله على موضوع السفرية "

أتسعت عينا طارق بصدمة، وهمس غير مصدق بينما يطالع تلك الوجوه التي ترمقه بنظرات توتره :

قواعد الكِتمان (الدخلاء 2)Where stories live. Discover now