زهرة

18 2 0
                                        

إستيقظت أثيل لتجد نفسها مستلقية على بساط من السعف و بجانبها حور و كانت جروحهما مطببة بالكامل حاولت النهوض و لكنها لم تستطع كان جسدها متعبا جدا و مرهقا حاولت ان تقترب من حور قليلا لتوقضها و لكن حور لم تكن تستجيب لهمساتها فقد كانت لا تزال نائمة ..قالت اثيل و هي تضحك :«توقفي عن الشخير ..»
استيقظت حور ببطء :«أين نحن ؟»
أجابتها اثيل و هي تنظر للسماء من فوقها :«لا أعلم حقا و لكن سأشكر من طبب جراحنا بشدة على الاقل لن تغضب مني العمة أجوان دمت قد نجحت في مهمة تحريرك ..»
ابتسمت حور و لكن ابتسامتها سرعان ما تلاشت :«هل تذكرين ذلك الشيطان الذي هاجمنا ؟»
التفتت لها أثيل بثقل :«اجل صحيح ..ما الذي حصل له ..انا لا اتذكر شيئا ..رأسي يؤلمني .»
يجيبهما صوت من وراءهما :«لا ترهقا نفسيكما بالتفكير في الأمر ..»
قفزت أثيل من مكانها و امسكت بمقبض سيفها الذي كان لا يزال مربوطا بخصرها و قد تناست ألم  جراحها ..:«من هنا؟»
لمع الوسم على زند حور و قد انتبهت له أثيل و لكنها تجاهلت الأمر ..إبتلعت ريقها عدة مرات و هي تستعد لمواجهة من كان يخاطبها في الخفاء ..
خرج من بين الضباب رجل شاب في العشرينات من عمره بجسد مفتول العضلات و كان يفوقها طولا بمرتين و نصف بشارب خفيف و شعر قصير و ملامح وسيمة في مجملها ..
نظرت له أثيل و قد رفعت السيف في وجهه :«من أنت ؟ ما الذي تريده منا؟ هل تحاول استغلالنا؟ اجب هيا ..»
ضحك الشاب بضحكة لطيفة :«ما كل هذه الأسئلة إخفضي سيفك لن أؤذيك ..»
ارخت أثيل قبضتها و اعادت السيف إلى خصرها و التفتت لحور التي لم تكن لها اي تعابير سوى انها تخبئ وجهها استغربت اثيل و لكنها انتبهت للوسم مرة اخرى كان يتوهج بشدة ثم التفتت إلى الشاب :«انت لست انسيا صحيح؟..»
ضحك الشاب ثانية :« هل هناك علامة تدل على ذلك ..؟»
بدأت اثيل تفقد أعصابها :«توقف عن المماطلة و أجب قبل أن اقطع رأسك ..»
ضحك الشاب ثانية :«دمك عربي ساخن يا ابنة الجنوب ..بالمناسبة اسمي سعود ..»
جلست أثيل مقابلة له :« من الافضل أن تشرح كل شيء يا سعود ..»
اتسعت اعين حور الدعجاء عندما سمعت اسم الشاب و نهضت مسرعة لتجلس بجانب أثيل ..كانت تنظر له بألم ..و لكن أثيل لم تلاحظ ذلك ..و قالت موجهة كلامها لسعود :«إذا ألن تتكلم؟»
نظر إليها سعود و لم تكن البسمة تفارقه ..«أنتما هنا منذ ثلاثة أيام بعد أن هاجمكما ذلك الشيطان فقدتما الكثير من الدماء و لكنني أتيت في الوقت المناسب و قضيت عليه و طببت جراحكما ..»
كانت أثيل تنظر له بحدة :«كيف هزمته ؟..هل ..؟»
إبتسم سعود و أجابها :«صحيح ما تفكرين به أنا من الجن من أقوى الجن ..»
نظرت له أثيل بريبة و لكنها ارخت سيفها فهي بعد كل شيء لم تستشعر في نواياه شرا ..«حسنا إذا ..»
إلتفتت أثيل بعدها إلى حور و لاحظت عليها شرودها فقرصتها في فخذها :«ما خطبك اليوم ؟»
إنتبهت لها حور :«لا..لا شيء البتة لا عليك ..»
نهض سعود :«يبدو أنكما جائعتان سأذهب لإصطياد بعض الأرانب ..»
بعد أن غاب سعود ثانية إلتفتت أثيل إلى حور :«مالي أرى بالك مشغولا يا أختي ؟»
قالت لها حور و قد بدى على وجهها الحزن :«ذلك الجن هو من وضع هذا الوسم على زندي »
إبتسمت أثيل :«كنتي معشوقته إذا ..»
إحمرت وجنتا حور :«نوعا ما ..»
التفتت لها أثيل و قالت متسائلة :«و لكن لماذا لم ينتبه لك ؟ هو حتى لم يفتح موضوعا معك كيف نسيك ؟»
قالت لها حور و قد بدى عليها الحزن الشديد :«عندما هاجمني الفرس في تلك الليلة لأخذي لٱريان حاول هو حمايتي و لكنهم قيدوه و افقدوه ذاكرته أنا لم أفهم لماذا ققد قوته في تلك اللحظة ..و لكن أنا متأكدة أنه لن يتذكرني أبدا فبعد كل شيء حتى شكلي تغير لم أعد زهرة ...كما كان يعهدني..»
ربتت أثيل على ظهر حور :«لا عليك يا أختي ربما لا يتذكرك و لكنه بالتأكيد يتذكر حبه لك...» ثم واصلت بالقول :«إذا اسمك الحقيقي هو زهرة ؟..»
ابتسمت حور بحزن :«نعم ...»
ابتسمت لها أثيل :«الزهور لا تحزن ..إبقي مشرقة و مفتوحة دائما في وجوه الٱخرين كوني الأمل و السعادة و لا تختاري الظلام و الكتامة...سيتذكرك اشرقي يا زهرة ..سيتذكرك انا اعدك...»
نظرت لها زهرة بإبتسامة خفيفة :«اتمنى ذلك ..»
ظهر سعود من بين الأشجار حاملا اربعة ارانب مذبوحة و جلس يسلخها بصمت ..اقتربت منه أثيل و قالت :«ما سبب إنقاذك لنا ؟»
نظر لها سعود بإبتسامته المعتادة :«فقط لانني أردت ذلك..»
صمتت أثيل لبرهة :«هل تعرف العمة أجوان ؟»
التفت لها سعود :« سمعت بها فقط..بعض الإشاعات تقول أنها تمتلك أحد كتب سليمان الحكيم ..»
نظرت له أثيل :« سليمان الحكيم ؟ ..هل هي كتب سحر ؟»
سعود و هو يسلخ ٱخر أرنب :« و ليس أي سحر ..إنه من أقواها ،جميع السحرة يتكالبون عليه و لكن هذه الكتب نادرة جدا و من الصعب إيجادها أو فك رموزها ..»
إقتربت منهما زهرة فإلتفت لها سعود بإبتسامته المعتادة:«يبدو أنك جائعة ..»
احمرت وجنتا زهرة و قالت:«صحيح..»
ابتسمت أثيل و أكملت :«إذا..يبدو أنني سأسالها عندما أعود هناك ..»
ابتسم لها سعود و قال :«يمكنك سؤالها و لكن تذكري ان ما قلته كانت مجرد اشاعة أي يمكن ان تكون خاطئة ..»
أنهى سعود سلخ الأرانب و بدأ في شوائها ..
نظرت له أثيل و قالت :«الجوع نهش أمعائي ..»
نظر لها سعود بطرف عينه :«هذا طبيعي كنتما غائبتين عن الوعي مقدار ثلاث أيام و ليلتين...»
نظرت له زهرة :«هل نضج الطعام ؟»
ابتسم سعود و ناولها الأرنب :«بالطبع تفضلي ..»
بدأت زهرة تأكل بسرعة ..
التفتت لها أثيل بعد ما ناولها سعود هي الأخرى أرنبا ..:«تمهلي الأرنب ميت لن يهرب من يديك ..»
نظر لها سعود مبتسما :«انت تذكرينني ب...»
حك رأسه قليلا و لكنه لم يستحضر الكلمات التي كان يريد قولها ...
تناولت أثيل طعامها ثم إستلقت ثانية على بساط السعف و هي تنظر في الأفق ..إستلقت زهرة بجانبها و كان سعود امامهما :«هل ستنامان ؟»
نظرت له أثيل :«لا أعتقد ..ليس لدي رغبة في النوم بعد ..»
ابتسم سعود :«ما رأيكما بسرد بعض القصص ؟»
ابتسمت زهرة  و قالت :«لم لا ..»
اشارت له أثيل برأسها بإيماءة متحمسة ..
ابتسم سعود و قال :« هل تعرفان قصة ساحرة الشمال ؟»
اجابته أثيل :«لا ..لم أسمع بها ..»
اشارت له زهرة بالمثل ..
ابتسم سعود و قال :«إسمعا إذا ...»

شمس العرب Où les histoires vivent. Découvrez maintenant