بدأت السنة الدراسية الجديدة، ونيروز تشعر بمزيج من الحماس والقلق. دخلت نيروز الصف
الأول الإعدادي، وكانت ترى هذا الانتقال كخطوة نحو النضوج والاستقلال. كانت تعرف أن
هذه المرحلة ستحمل معها تحديات جديدة، لكنها كانت مستعدة لمواجهتها.في المدرسة،
بدأت نيروز تتعرف على أصدقاء جدد. كانت ريم، صديقتها الجديدة، واحدة من هؤلاء
الأصدقاء. ريم كانت تتمتع بحرية أكبر بكثير من نيروز، وكانت تحكي لها عن الأماكن التي
تزورها والأشياء التي تقوم بها مع أصدقائها. كانت نيروز تشعر بالحسد أحيانًا، لكنها كانت
تستمتع بالاستماع إلى قصص ريم والتعلم منها.في أحد الأيام، طلبت ريم من نيروز أن
تخرج معها ومع أصدقائها بعد المدرسة. كانت نيروز تعرف أن والدها لن يسمح لها بذلك،
لكنها قررت أن تأخذ هذه الخطوة وتجرّب الخروج بدون إذنه. شعرت نيروز بالتردد
والخوف، لكنها كانت مصممة على تجربة شيء جديد وكسر الروتين.بعد انتهاء الدوام ا
المدرسي، انضمت نيروز إلى ريم وأصدقائها. ذهبوا إلى حديقة قريبة، حيث جلسوا وتحدثوا
وضحكوا. كانت نيروز تشعر بالحماس والحرية، وكأنها تكتشف العالم لأول مرة. شعرت
بفرحة لا توصف، ولكن في نفس الوقت كانت هناك شعور بالخوف من عواقب فعلتها.عندما
عادت نيروز إلى البيت في المساء، كانت متوترة. حاولت أن تتصرف بشكل طبيعي، لكن
قلبها كان ينبض بسرعة. لاحظ والدها تأخرها وسألها عن سبب ذلك. كذبت نيروز للمرة
الأولى، وقالت إنها كانت تراجع دروسها في المكتبة. لم يكن أحمد مرتاحًا لجوابها، لكنه لم
يشك فيها.مع مرور الأيام، كانت نيروز تخرج مع أصدقائها بين الحين والآخر، وكانت تكذب
على والدها لتبرير تأخرها. كانت تشعر بالذنب، لكنها كانت ترى في هذه الخروجات فرصة
لتحقيق جزء من أحلامها الصغيرة بالحرية والاستقلال. كانت تدرك أن الكذب ليس الحل
الأمثل، لكنها كانت محاصرة بين رغبتها في الحياة وخوفها من غضب والدها.في أحد الأيام،
حدث ما كانت تخشاه نيروز. كانت تخرج مع أصدقائها عندما رآها أحد جيرانهم. عرف الجار
نيروز وأخبر والدها بأنه رآها في الحديقة مع مجموعة من الأولاد والبنات. عندما عادت
نيروز إلى البيت، كان والدها ينتظرها بوجه غاضب."أين كنتِ؟" سألها أحمد بحدة. شعرت
نيروز بالخوف والتوتر، وحاولت الكذب مرة أخرى، لكنها لم تستطع هذه المرة. بدأت تبكي
واعترفت بكل شيء. قالت له: "أنا آسفة، يا أبي. لكني أردت فقط أن أشعر بالحرية لبعض
الوقت. أنا لم أفعل شيئًا خاطئًا، فقط خرجت مع أصدقائي."كانت لحظة صعبة على أحمد.
كان يشعر بالخيانة والغضب، لكنه أيضًا شعر ببعض الحزن لفهمه رغبة ابنته في الحرية. كان
يعلم أنه يحتاج إلى إعادة التفكير في أسلوبه التربوي.بعد حديث طويل مع والدتها، قرر
أحمد أن يمنح نيروز بعض الحرية، ولكن ضمن حدود. قال لها: "أريدك أن تعرفي أني أفعل
كل هذا من أجلك، ومن أجل حمايتك. لكني سأحاول أن أثق بك أكثر. يمكنك الخروج مع
أصدقائك، لكن أريدك أن تخبريني دائمًا بمكانك ومع من تكونين."شعرت نيروز بالراحة
والامتنان. كانت تعرف أن هذا القرار لم يكن سهلاً على والدها، لكنها كانت ترى فيه بداية
جديدة لعلاقة أكثر توازنًا وفهمًا. بدأت نيروز تشعر بأنها تستطيع أن تعيش حياتها بحرية
أكبر، ولكن مع تحمل مسؤولية تلك الحرية.
~~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع اطيب التحيات
دنيا كمال
![](https://img.wattpad.com/cover/372105333-288-k859281.jpg)
أنت تقرأ
"بين قيود وأجنحة"
Short Story"بين قيود وأجنحة" وصف الرواية:- "بين قيود وأجنحة" هي قصة نيروز، الفتاة التي نشأت وسط تحديات وصعوبات، لكنها لم تستسلم للقيود التي فرضتها الحياة عليها. بفضل إصرارها وشجاعتها، استطاعت نيروز أن تحقق أحلامها وتكتشف إمكانياتها الكامنة. هذه الرواية ليست فق...