عادت نيروز من المؤتمر مليئة بالطاقة والإلهام. كانت التجربة قد فتحت عينيها على العديد من الأمور الجديدة وملأتها بالشغف للتعلم والتطور. لكن العودة إلى الحياة اليومية في المدرسة والبيت لم تكن خالية من التحديات.
في أحد الأيام، بينما كانت نيروز تجلس في غرفة المعيشة مع عائلتها، سمعت طرقًا على الباب. فتح أحمد الباب ليجد جارهم، السيد حسن، واقفًا وبيده رسالة. قال السيد حسن: "أحمد، لقد وجدت هذه الرسالة في صندوق البريد. تبدو مهمة."
فتح أحمد الرسالة وبدأ يقرأ. كانت من المدرسة، تفيد بأن نيروز قد تم اختيارها لتمثيل المدرسة في مسابقة وطنية للكتابة. كانت هذه الأخبار مذهلة للجميع، وشعرت نيروز بمزيج من الفخر والخوف.
لكن ليس كل شيء كان إيجابيًا. بدأت نيروز تلاحظ تغيرًا في سلوك والدها. كان أحمد يبدو أكثر قلقًا ومتوترًا. كانت نيروز ترى أنه يحاول إخفاء قلقه عنها، لكنها شعرت أن هناك شيئًا خاطئًا.
في أحد الأمسيات، جلست نيروز مع والدتها وسألتها: "أمي، هل هناك شيء يزعج والدي؟ يبدو عليه التوتر والقلق طوال الوقت."
تنهدت إيمان وقالت: "نعم، نيروز. هناك بعض المشاكل في العمل. والدك يواجه ضغوطًا كبيرة، ونحن نحاول أن نجد حلًا لها."
شعرت نيروز بالحزن والقلق لأجل والدها. كانت تعرف أنه يعمل بجد لتوفير حياة جيدة لهم، وأرادت أن تساعده بأي طريقة ممكنة. قررت أن تتحدث مع والدها مباشرة.
جلست معه في المساء وقالت: "أبي، أنا قلقة عليك. أمي أخبرتني عن المشاكل التي تواجهها في العمل. أريد أن أساعد بأي طريقة ممكنة."
نظر أحمد إلى ابنته بعينين مليئتين بالحب والقلق وقال: "نيروز، أنا ممتن لاهتمامك. لكني لا أريدك أن تقلقي بشأن هذه الأمور. هذه مشاكل تخصني، وأنا سأجد حلاً لها. أريدك أن تركزي على دراستك ونجاحك."
لكن نيروز لم تستطع تجاهل مشاعرها. قررت أن تكون أكثر دعماً لوالدها وتساعد في المنزل لتخفيف الضغط عنه. كانت تساعد والدتها في الأعمال المنزلية وتحاول تقليل التوتر في البيت.
في المدرسة، كانت نيروز تستعد للمسابقة الوطنية. كانت تقضي ساعات طويلة في الكتابة والتحضير، لكنها كانت تشعر بثقل الضغط عليها. كانت تريد أن تنجح في المسابقة ليس فقط لنفسها، بل لأجل والدها أيضًا.
في يوم المسابقة، ذهبت نيروز إلى المكان المحدد وهي تشعر بالقلق والتوتر. كان الجميع ينتظرون دورهم لتقديم كتاباتهم. عندما حان دورها، شعرت نيروز بالخوف، لكنها تذكرت كلمات والدتها ووالدها، وأخذت نفساً عميقاً وبدأت.
قدمت نيروز قصتها بكل شغف وإحساس. كانت القصة تتحدث عن فتاة تواجه التحديات في حياتها وتحاول تحقيق أحلامها رغم الصعوبات. عندما انتهت، شعرت بارتياح كبير، لكنها لم تكن متأكدة من النتيجة.
عادت نيروز إلى البيت في المساء، وكانت تنتظر بفارغ الصبر نتائج المسابقة. بعد أيام قليلة، تلقت مكالمة من المدرسة تفيد بأنها قد فازت بالجائزة الأولى في المسابقة الوطنية. كانت الأخبار مذهلة، وشعرت نيروز بفخر كبير.
لكن الفرحة لم تدم طويلاً. في نفس اليوم، جاء أحمد إلى البيت وأخبر العائلة بأنه قد فقد وظيفته. كانت الصدمة كبيرة للجميع، وشعرت نيروز بحزن شديد لأجل والدها.
جلست نيروز مع والدها في المساء وقالت له: "أبي، أنا آسفة لما حدث. لكني أريدك أن تعرف أنني فزت في المسابقة الوطنية. أردت أن أحقق هذا النجاح لك ولأجل عائلتنا."
شعر أحمد بالفخر بابنته، لكنه كان يشعر بثقل المسؤولية على كتفيه. قال لها: "نيروز، أنا فخور بك جدًا. أنتِ مصدر إلهام لنا جميعًا. سنواجه هذه الصعوبات معًا، وسنجد طريقًا للخروج منها."
~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع اطيب التحيات
دنيا كمال
أنت تقرأ
"بين قيود وأجنحة"
Historia Corta"بين قيود وأجنحة" وصف الرواية:- "بين قيود وأجنحة" هي قصة نيروز، الفتاة التي نشأت وسط تحديات وصعوبات، لكنها لم تستسلم للقيود التي فرضتها الحياة عليها. بفضل إصرارها وشجاعتها، استطاعت نيروز أن تحقق أحلامها وتكتشف إمكانياتها الكامنة. هذه الرواية ليست فق...