الفصل الخامس: اكتشاف الذات

17 5 0
                                    

بدأت نيروز تعيش حياة جديدة بعد أن منحها والدها بعض الحرية. كانت تشعر بمزيج من المسؤولية والإثارة، فقد أصبحت الآن تمتلك بعض الثقة التي طالما افتقدتها. هذا الشعور الجديد دفعها لاكتشاف المزيد عن نفسها وعن العالم من حولها.

في المدرسة، أصبحت نيروز أكثر انفتاحًا واجتماعية. بدأت تتعرف على المزيد من الأصدقاء وتشارك في الأنشطة المدرسية. كان لديها شغف كبير بالقراءة، فكانت تستغل وقتها في المكتبة المدرسية، تتصفح الكتب وتتعلم أشياء جديدة. كانت تشعر بأن كل كتاب يفتح لها نافذة جديدة على العالم.

ريم، صديقتها المقربة، لاحظت التغيير الكبير في نيروز. قالت لها ريم في أحد الأيام: "نيروز، لقد تغيرتِ كثيرًا منذ أن بدأت الخروج معنا. أصبحتِ أكثر ثقة بنفسك، وأنا سعيدة من أجلك." ابتسمت نيروز وقالت: "أشعر وكأنني بدأت أفهم نفسي أكثر. هذه الحرية أعطتني الفرصة لأكتشف ما أحب وما أريد."

في أحد الأيام، قررت نيروز أن تشارك في مسابقة للكتابة في المدرسة. كانت الكتابة ملاذها منذ الطفولة، لكنها لم تجرؤ يومًا على مشاركة كتاباتها مع الآخرين. الآن، ومع شعورها الجديد بالثقة، قررت أن تغامر. كتبت قصة قصيرة مستوحاة من حياتها، عن فتاة تبحث عن الحرية وتحاول اكتشاف ذاتها.

عندما أعلنت النتائج، كانت نيروز متوترة ومتحمسة. فوجئت عندما سمعت اسمها يُعلن كفائزة بالمركز الأول. لم تصدق أذنيها، كانت تشعر بالفخر والسعادة. عندما عادت إلى البيت وأخبرت والدتها، عانقتها إيمان بقوة وقالت: "أنا فخورة بكِ يا نيروز. كنت دائمًا أعلم أنكِ موهوبة."

لكن نيروز كانت تتردد في إخبار والدها. كانت تخشى أن لا يفهم شغفها بالكتابة، أو أن يعتبرها مضيعة للوقت. لكنها قررت في النهاية أن تكون صادقة وتخبره. عندما جلست معه في المساء، قدمت له قصتها وقالت: "أبي، أريدك أن تقرأ هذه القصة. لقد فزت بها في مسابقة الكتابة في المدرسة."

قرأ أحمد القصة بصمت، وكلما تقدم في القراءة، كانت تعابيره تتغير. شعر بالفخر والدهشة من موهبة ابنته. عندما انتهى، قال لها: "نيروز، لم أكن أعلم أنكِ تملكين هذه الموهبة. أنا فخور بكِ جدًا. أريدك أن تواصلي الكتابة، وأعدك أن أكون دائمًا بجانبك لدعمك."

شعرت نيروز بسعادة لا توصف. كانت كلمات والدها تعني لها الكثير، وأدركت أن دعم عائلتها هو ما تحتاجه لتحقيق أحلامها. بدأت تشعر بأن عالمها يتسع، وأنها قادرة على تحقيق كل ما تحلم به.

مع مرور الأيام، أصبحت نيروز أكثر انخراطًا في الأنشطة المدرسية والمجتمعية. بدأت تتطوع في المكتبة، وتساعد الطلاب الآخرين في فهم المواد الدراسية. كانت تشعر بأنها تحقق شيئًا ذو قيمة، وأنها تترك بصمة في حياة الآخرين.

في أحد الأيام، بينما كانت نيروز تساعد أحد الطلاب في المكتبة، اقترب منها أستاذ اللغة العربية وقال لها: "نيروز، لدي مشروع جديد وأعتقد أنكِ ستكونين إضافة رائعة له. نحن نخطط لإطلاق مجلة مدرسية، وأود أن تكوني من فريق الكتابة." كانت نيروز متحمسة للغاية، ووافقت على الفور. كانت ترى في هذا المشروع فرصة لتطوير مهاراتها ومشاركة قصصها مع جمهور أوسع.



~~~~~~~~~~~~~~~~~
مع اطيب التحيات
دنيا كمال

 "بين قيود وأجنحة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن