01 : partir loin ...

26 6 29
                                    

رائحة مألوفة و أصوات صراخ تتعالى في الأرجاء صوت متوعد و ارتطام الباب بالحائط و كانت الخطوة التالية متوقعة ...

استيقظ آدم مفزوعا بعد أن أفرغ والده على وجهه سطلا من الماء البارد و لم تسمح الفرصة لآدم أن يستوعب ما يحصل الا وقد وجد نفسه طريح الأرض و كمٌ هائل من الشتائم ينهال عليه و لم يستغرف آدم وقتا طويلا لتفسير الوضع فسرعان ما أصبحت الأمور أوضح حين وقع بصره على زوجة والده التي كانت تقف مترقبة برضى خلف الباب ،،

و بعد ان استرجع قدرته على الاستيعاب فهم أن الوضع أكبر من مجرد تحريض معتاد يبدو أن التهمة هذه المرة أكبر و فور أن رأى والده يفتش اغراضه و يرمي ما يعترض طريقه في كل أنحاء الغرفة كمدمن يبحث عن جرعته من الكوكايين أدرك أن ما سيحدث تاليا ...

" أين ذهبت به هل بعته ؟ أين النقود ؟! "

" مهلا ما الذي يجري هنا و عن ماذا تتكلم "

ما لبث آدم أن ينهي جملته حتى ارتد إثر صفعة قوية تلقاها من والده

" كنت أعلم أن الخير لا يثمر فيك و ماذا أتوقع من إبن تلك العاهرة سرقة الذهب ؟! لم أندهش ابدا تصرف يليق بك تماما "

" مهلا مهلا كيف وصل الأمر الى أمي و للمرة الألف تلك العاهرة هي أمي و هي ميتة ! لذا حسن الفاظك بالإضافة عن أي خير تتحدث هل توريطي في قدراتك في كل مرة ؟! أم تهمك و إهانتك التي لا تنتهي و التي علي ان اتحملها لأن والدي الذي يصبح قطا أمامها يتحول الى وحش حين يتعلق الأمر بي "

فغر والده فاهه بغية الرد عليه لكن قاطعه آدم و أضاف بعد أن اخذ نفسا :

" و أنا لم أسرق ذهبا ليس لمجرد أنها قالت هذا يعني انه حقيقي "

" اصمت يا هذا لازلت لديك الجرأة لتنكر لا داعي لأن تقول هي كنت أعلم منذ البداية أنك ستكون ألما في المؤخرة "

" أجل أجل أحسنت فقط استمر هكذا أنكر في كل مرة و صدق كل ماتقوله "

قال آدم و هو يصفق بإنفعال ثم دفعه والده خارجا و رمى الكيس الذي جمع فيه اغراضه بالفعل اثناء انفعال آدم ثم خاطب آدم قائلا :

" هذه أغراضك لا أريد أن أراك هنا مجددا خذ قمامتك و ارحل و من الأحسن لك أن لا تظهر أمامي مجددا "

وقع كل هذا تحت مراقبة التوأم الصغيرين وليد و إسلام اللذان يكونان اخوة آدم غير الشقيقين من والده و بعد أن القى آدم عليهام نظرة أخيرة كأنه يودعهما جمع أغراضه وغادر المكان و هو في يتوعد لوالده و زوجته ...

ظلال الجريمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن