05 : إل رافال

5 1 4
                                    

" إذن تحلم أن تصبح لاعبا مشهورا " 

" اسعى الى أن أكون " 

" ثقتك عالية لكن اقدامك على الهجرة في ظروف مماثلة كفيل بأن يجعلني أعتقد أن ثقتك في محلها " 

قال أليخاندرو و هو يتمعن في آدم بينما يشعل سيجارته مثل ما فعل الجميع هنا ...

كان آدم بجانب إلياس متكئا على السور و أليخاندرو مقابله بينما فضلت ساندرا المراقبة بصمت اسفل ماريا التي كانت تجلس فوق الحاوية ...

قبل بضع دقائق اكتشف آدم و إلياس سبب تواجد الفتاتان هنا و كما هو غير متوقع أخبرهما أليخاندرو أنهما تعملان في التهريب و قد نفذتا عدة عمليات من قبل ، و لصدمتهما أليخاندرو ليس أول من تعاملتا معه ...

ماريا في الأصل جزائرية لكنها لم تعش هناك كثيرا جل ما أمضته في وطنها هو ثلاث سنوات ...  ثلاث سنوات عاشت بعدها في فرنسا رفقة أمها التي هاجرت بعد أن انفصلت عن والدها ... و منذ ذلك اليوم وهي تعيش في ظروف صعبة هي و أمها فقد عانتا كثيرا لسوء الأوضاع في ذلك البلد خصوصا كلاجئتين لذا  اضطرت أم ماريا للاستقرار في اسبانيا أين عانت و لا زالت تعاني كي تأمن الحياة لها و لابنتها ... 

و على عكس ماريا التي تكلمت عن حياتها بأريحية رفضت ساندرا التعمق في تفاصيل حياتها كثيرا كل ما يعرفانه عنها أنها إسبانية من أب تونسي هي لا تعرفه ...

بعد ساعات من التدخين و التكلم عن معاناتهم وقصص كفاحهم عرف الجميع عن أنفسهم و أخيرا تصالح إلياس و ماريا بطريقة طفولية كانت سببا في انتشار القهقهات في المكان ...

عم الصمت و اختفت كل الأصوات و ضل صوت واحد فقط و هو صوت الأمواج و هي ترتطم بأرضية الميناء ... لكن هذا الصمت لم يطل فما هي الا ثواني حتى رن هاتف أليخاندرو يكسر صمت المكان ...

 لابد أنه ظرف طارئ كونه غادر بسرعة أثناء تكلمه في الهاتف دون قول شيء ...

ظل آدم و إلياس رفقة ماريا و ساندرا ليعود الصمت لدقائق حتى تكلمت ماريا و هي تتذمر : 

" و الآن بسببك سأعود للبيت حافية للمرة الثانية " 

هز إلياس كتفه بلا مبالاة ثم أعرب : 

" على الأقل تملكين بيتا "

قالها كأنه يستهزئ ...

" أجل بيت في أتعس حي يمكنك أن تتصوره " 

قالت بنبرة خافة بينما تتأمل الأمواج 

رفع آدم رأسه من التحديق في الأرض و تكلم لأول مرة منذ ذهاب أليخاندرو : 

" أين تعيشان بالمناسبة ؟ " 

ردت ساندرا و ماريا في نفس الوقت : 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 10 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ظلال الجريمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن