04 : القطعة المعدنية

9 3 0
                                    


الساعة التاسعة صباحا ... الجو بارد و منعش و قطرات الندى تتساقط من الأوراق ... رائحة المخبوزات تفوح في المكان أو كانت ... حتى أشعل آدم سيجارته ...

أمس كانت ليلة عصيبة لكليهما فرغم انهما ناما ليلتين في الكراتين بألميريا إلا أن الوضع مختلف في مدينة كبرشلونة ... فالشوارع مليئة باللاجئين و المتشردين حتى السكارى الذين يخرجون متهاوين من الحانات ...

كانا أسفل الجسر ينتظران شخصا مشبوها يقترب منهما ... و اليوم على غير العادة كان الياس يقود الموقف بحكم أنه اكثر خبرة من آدم في هذه الأعمال فهو لم يكن يمانع القيام ببعض العمليات من وقت لآخر .. او حسنا حين يطرده العجوز الخرف ...

لم تدم مدة انتظارهما طويلا فبعد دقائق من الانتظار لمحا شخصا يرتدي نظارات شمسية و قميصا مفتوحا و قبعة قش مع بنطلون صيفي أبيض يجر جروا خلفه ... قد يبدو لشخص عادي أنه مواطن عادي  يريد انتهاز ساعات الصباح الأولى في تأمل جمال المدينة و جانبها العريق بعيدا عن ضجة السياح و زحمة الشوارع الرئيسية  ...

لكن ليس بالنسبة لآدم و الياس فهذه الاشكال معروفة ... شيئ في مثالية مظهره و اريحيته المبالغ فيها كأنه يحاول صرف الأنظار لفت انتباههما ، و فور أن وقعت أنظار آدم عليه ادرك انه الشخص المنشود كونه فور ان لمحهما صرف انظاره عنهما بسرعة كأنه يخشى أن يلاحظ أحدهم ،  ثم في لحظة ما تم الأمر أسرع من البرق استلم الحزمة من إلياس من الجانب و رمى قطعة ما على جانب الرصيف اين كان العشب و توارى عن الأنظار بعد أن اخفى الحزمة تحت القميص و هو يجر جروه ...

حمل آدم القطعة التي رماها الرجل و هو يتمتم بنبرة مستغربة : 

" ماهذا ألا يفترض أن تكون حصتنا من النقود هي مانحصل عليه بعد العملية ؟ " 

مرر آدم القطعة لالياس و بدا كأنه توقع هذا ليرد بنبرة جدية نادرا ما يستخدمها بعد أن تمعن مليا في القطعة : 

" لا ... لا تسير الأمور هكذا يبدو أن الأمر أصعب مما توقعنا سنضطر للعودة لأليخاندرو لاستلام النقود فهو المسؤول عن دفعها وهذه القطعة هي إثبات ان العملية قد تمت و تستخدم هذه الطريقة عادة حين لا يكون هناك تواصل مباشر بين الطرفين ... " 

" أي أن هناك نسبة في أن نكشف " 

سأل آدم كأنه يدرك توا ليرد عليه الياس بنبرة مسترخية : 

" على ما يبدو ... " 

" إذن ... ما الخطة ؟ " 

" أفضل أن نخاطر لا أريد أن أعيد تجربة امس "

" يؤسفني ان أقول ان معك حق في هذه المرة ... " 

" الخطة واضحة إذن " 

• • • 

مع كل متر يمشيانه نحو المخزن تزداد خطواتهما ترددا ، فعلى الرغم من انهما حسما موقفهما إلا أن ما يقدمان على فعله أمر في غاية الخطورة ، ذلك الأليخاندرو يبدو مضطربا كما أنهما على جهل بكيفية سير الأمور هنا وإلى أي مستوى يمكن أن يتفاقم الوضع في حال كشفا ...

ظلال الجريمةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن