أجدُ من الغريب أن تهدي فتاة رَجلها في أول عيد ميلاد له معها رواية نفسية كئيبة من تأليفها ، و لم يمر على تعارفهما إلا أشهر قليلة ! لكن الأغرب أن يُحب هذا الرجل تِلك الفتاة ، بل و يتزوجها رغم شغفها الشديد بأن تكون كاتبة قصصِ رعب ! و لهذا الرجل المميز، أُهدي تِلك الرواية التي قرأها يوم ميلاده فلم يفر هاربًا ... إلى زوجي ...
شكرًا
لقطبيّ الرعب - من وجهتي نظري - العبقري ستيفن كينج ، و أُستاذي د. أحمد خالد توفيق...
أعلم أن أحدهما أو- كليهما - لن يقرأ هذا الشكر لكن يكفيني شرفًا أن يزين إسماهما هذه الرواية ...
مقدمة
لم أٌدرك التشابه بين رواية "نيكروفيليا"التي كتبتها عام 2005 ، و رواية "عجين القمر" التي كتبتها في 2011 ، إلا و أنا أكتب هذه السطور !
لقد شاء الله أن تُنشر الروايتين في نفس العام ، و لا أدري حقًا أهي ميزة أم عيب ؟ و لا أعلم ما السر في أن تظل تلك الشخصية المظلمة من طرقات عقلي الباطن الملتوية كل ست سنوات . لكن دعني أُخبرك أمرًا قد يساعدنا - انا و انت - في معرفة ماهية كل من الشخصيتين " منسية "في نيكروفيليا و "رجاء" في عجين القمر _ و ما أردت فعلًا قوله من خلالهما ...
لقد نشأت و وجدت نفسي "بلا مبرر" محبة لكل كائنات الله ، و خصيصًا كل ما يكرهه منها البشر بلا مبرر ...
عشقت العناكب و السلاحف و الحرباءو ما إلى ذلك من حيوانات لم تجد لها متسعًا في قلوب الناس، إلى جانب الكلاب و القطط و الببغاوات الملونة ... و مع الوقت ، كنت أُراقب كيف يفرق البعض بين الأسود و الأبيض .. بين السمين و النحيف ... بين الجميل و من لم يعطه الله جمال الصورة ...
حقًا لم أجد بعد " حتى في نفسي " ذلك الإنسان العادل الذي يعطي إهتمامَه و حبه لأي كائن دون الحكم عليه بمظهره ...
ما أرقني ثانيًا هو عدم الإهتمام بالصحة النفسية للأطفال ، و كأنهم لا يتأثرون بشيئ ، و لا يفقهون الغث من الطيب ، أو كما قالت لي إحدى قريباتي يومًا , إذ لمتها على إهمالها لنفسية أحد أطفالها : " ياختي و ده لحقت تطلعله نفسية إمتى ده ؟؟؟! المقصود بالكلام هو : ( يا أختي و متى أصبح لهذا الطفل نفسية ؟؟؟! ) ، هذا ما قالته لي و هذا ما يقوله أغلب الناس بهذا الشأن ، فإن ما نزرعه في قلوب أطفالنا بغير قصد من تفرقة و لا مبالاة لن نجنيه للأسف بل سنجني أضعافه ، و سيجني منا البريئ أيضا ثمار زرع المذنب ... كلتا القصتين تتحدث عن قنابل موقوتة ... و إذا تحدثنا عن الرواية التي بين يديك الأن ،ستدرك أنني لا أرى في البشر الأسود والأبيض فقط، إنما هي مساحة رمادية يتراوح فيها البشر بين الرمادي الغامق والفاتح.. لا جناة هنا ولا أبرياء.. فقط البعض يبدأ بريئًا إلى أن ندفعه دفعًا إلى هاوية الإجرام.. وبعضنا مذنب.. طهَّرته نواتج أفعاله حتى انتهى به الطريق أقرب إلى القديسين.. دائرة أبدية نسلخ فيها الأبرياء ليصيروا بدورهم جلادينا الذين يطهروننا من خبث أنفسنا.. يمكنك أن تحب منسية أو تكرهها.. يمكنك أن تلوم جاسر أو تجد له أعذارًا.. لكن بعد أن تغلق الرواية عدني أن تفكر مرة أخرى في أحكامك على من حولك.. وإن لم تغير فيك تلك الرواية شيئًا، فلمني أنا، إذ ربما يحتاج التغيير أكثر من مجرد رواية.. ربما يحتاج إلى التجربة التي أسأل الله ألا يضعنا فيها، فلا يوجد أقسى من أن تعلمنا الحياة درسًا.
أنت تقرأ
- نيكروفيليا - شيرين هنائي
Hororالنيكروفيليا وهو مرض جنسي يقع الخلل فيه في هدف المريض الذي تذهب ميوله الجنسية إلى اشتهاء الموتى وكانت " منسية" فتاة مصابة بهذا المرض النفسي النادر و البشع .