الفصل الثاني والعشرين

941 63 34
                                    

غروب الشمس وتدرج ألوانها من البرتقالي إلى البنفسج،جذب كورين بشكل خاص، أعني إلى الدرجة التي جعلت من وعيها يختفي للحظات وهي بجانب كاتالايا التي تم إختطافها إلى أحضان والدها.

التفتت إليها، وراتها تعافر لأبعاد أذرع جابرييل عنها، لكنها عندما لم تجد إستجابة من المعني، قالت بإنزعاج:

-«رجاء أبتعد عني سيد جابرييل»

ومع ان نبرتها منزعجة، لكن ثغرها يرتفع بخفوت لن يلاحضه أحد، وعينيها تلتمع تجاه كورين وكأنه تنبئها بأنها حصلت على عائلة أخيراً.

أبتسمت في وجهها،لقد شعرت بتلك السعادة الخفية في صوت صديقتها من ذلك الإهتمام، وإن كانت تكذب كثيراً.
ابعد جابرييل أذرعه عنها، ليركض إليها مارتن محتضناً إياها هو الآخر، وتلقفته كاتالايا برحابة صدر، سمعته يقول بغضب بين أحضانها:

-«ضننت أننا فقدتك للأبد، كيف تفعلين هذا بنا ألا تمتلكين عقلاً؟ ولا
..»

أستوعبت كاتالايا معاتاباته المستمرة، دانيال أقترب وضرب رأسها وأرثر أحمر الوجه ولم يبدو أنه جاهز لبوح أي شيء، ومع ان الجميع اطمأن عليها منهم من كان بنضراته ويعاتب بكلمة او كلمتين، ومنهم من لا يتكلم مثل عمها أرثر.

لكن كارلوس لم يقترب بل رمقها بجمود وعتاب صامت بين الأعين جرى بينهما، ولم تحبذ كاتالايا هذا الصمت، فتحت فاهها نية الكلام إذ بها بسرعة تغلقه، حالما، صرخت مايا بحدة:
-«صمتاً يا أنسة كاتالايا»

صرختها تلك بثت الرعب في قلب المعنية، أوه صحيح! مايا لم تعاتبها وسيلينا أيضاً، ارتجفت رعباً من صوت مايا،ورأت سيلينا الواقفة في الزاوية بندم ضهر جلي على ملامحه،

أما كورين أفلتت منها ضحكة كون صديقتها بورطة كبيرة بسبب، ألا أن ضحكتها أختفت جسدها حالما أشارت إليها مايا وقالت بغضب:

-«وأنتِ لا تضنِ أمك مستثناة، بيننا حديث كبير معكِ ومع الأنسة والأن هيا إلى الداخل»

رمقت كاتالايا والدها بترجي لعله يشفق عليها قليلاً ويساعدها، ما إن التقت عيناهما ابتعد عنها وأشاح بوجهه بعيداً، أرادت معاتبته لكن مايا لم تترك لها مجالاً لأنها صرخت:

-«الأن!»

لقد كانت مايا مخيفة بصدق، حاولت كاتالايا الإستنجاد بأبناء عمومتها، أو حتى أخوتها أي أحد، لكن للأسف الجميع تجاهلها، وهي لا تستطيع لوم احد، لقد أخطأت.

وهكذا دخلت للداخل برأس متدلي تجر ورائها خيبتها، وبحركة سريعة تبعتها كورين بتوتر وهي تمرر أنضارها على أفراد العائلة تباعاً.

يبدو أن هناك اشخاص سوف يعاقبون بقسوة.

...

تعالت أصوات الموسيقى الصاخبة في أرجاء الصالة، والأضواء الملونة تزداد إشتعالاً أكثر، يقف مايكل في المنتصف يرمي بجسده هنا وهناك وهو تحت تأثير المشروب، لقد كان مخمور تماماً!.

زهرة أبريل-«التكملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن