الفصل الخامس والعشرين

440 54 24
                                    

-«لما لا تريدين البقاء معي؟»

-«أتتحمل رؤية من تحبه ينازع الموت كل يوم»

....
2005

-«أمي لقد فعلتها مجدداً»

تمسكت كاتالايا برداء والدتها الطويل، وقهوتيها تذرفان الدموع، نزلت كورين إلى مستواها تمسح على شعرها بحنوٍ، فنطقت الصغيرة قائلة:

-«لقد أغضبت مايكي أمي، انا عديمة الفائدة ولا أحد يحبني»

مسحت كورين مدمعها بطرف اناملها، وتحدثت بعد صمت طويل:

-«لا أنت لستِ عديمة الفائدة،لا بد وأن مايكل قد فقد اعصابه كالعادة لا تقلقي سيعود للأعتذار وسوف تتصالحان»

أنزلت كايا رأسها، فتحركت أنامل كورين من وجنتيها إلى ذقنها ترفعه بهدوء فغاصت الأبنة في أعين أمها السوداء ذات النضرة الحنونة وتمنت لو تختبئ داخلهما وتعانقها دفئ هذه الروح للأبد، أردفت كارولين:

-«لا تقولي أن لا أحد يحبك مرةً أخرى فأنا أحبك والجميع يحبك ومن لا يعرفك سيحبك ومايكل أيضاً يحبك، إياك ان تنسي كم أنتِ ثمينة لقلوبنا »

بعد كلماتها تلك، انكبت كايا على أحضان والدتها، فتلقفتها المعنية بدفئ وسرور، ورغم الهالات السوداء التي غطت جفنيها، ألا أنها ترق كل مرةٍ تلمح فيها ابنتها.

أنتِ ثمينةٌ لقلوبنا»
...

فتحت كاتالايا ستار بندقيتها، مفرجة عن عبرات حبيسة تدلت على سائر وجنتيها، وكيف لأمٍ كانتِ البلسم على جراحنا أن ترسم الندب على قلوبنا.

لم تكن كايا الشخص الذي يمكن أن  يحقد بسهولة، لكن والدتها كسرتها بل قتلتها وهي على قيد الحياة، لذا لم يكن باليد حيلة سوى  أن تكن مشاعر الكره والحقد لها.

مسحت ما جرى من دمعٍ على خديها، وما إن استقامت حتى سرت رعشة ألم في معدتها دفعتها لإخراج صرخة مكتومة من ثغرها ولحسن حضها أنه منتصف الليل وكورين ذات نومٍ ثقيل.

انتشر طعم لاذع داخل فاهها، وشعرت بتقلبات داخل معدتها، وبسرعة دون أي تفكير ثانٍ  نهضت إلى المرحاض تفرغ كل طعام اليوم.

يبدو بإن الامر يزداد سوء اكثر فأكثر، خرجت من مهجعها تتجول في القصر لعلها تخفف من حدة الألم، ولكن للأسف مع كل خطوة تنقبض معدتها.

تنهيدة هربت منها، وفجأةً أثناء تحركها في الطابق السفلي وبالتحديد حيث مكتب جارييل، اندلع صوت تكسير وتحطيم جعل رجفةً تسيطر على جسدها.

بقيت أمام الباب عدة ثوانٍ، تستمع للتحطيم والصراخ، نضرت للطابق العلوي هم بعيدون جداً ربما لهذا السبب لم ينزل احد لتفقد هذه الجلبة.

حولت بصرها للحرس الممتثلون أمام البوابة الخارجية، بدى الأمر كما لو.. انهم يتجاهلون ما يحدث.

زهرة أبريل-«التكملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن