الفصل الرابع والعشرون

503 59 45
                                    

جلس سلفادور على الأريكة، وابنتيه إلى جانبه بينما أشلي كانت عند حفيدها جابرييل الذي يقبل يديها بحب، ويهمس إليها بكلمات الترحيب ونبرته مليئة بالأشتياق.

ما كان من أشلي ذات الجسد العاجز المشلول، إلا الابتسام وكم تمنت لو تنطق وتتحدث مع حفيدها الكبير بحب وكيف لا تحب اول فرحةً لأبنها.

ضيق سلفادور اجفانه وأعينه تترصد كل حركةٍ لأبن اخيه،ونمى بداخله فضول وتسائل، كيف لم يتحدث عن سيلينا إلى الأن؟.

مع أن سماوتيه نطقت بالحقد بدلاً من لسانه، لكنه أعرض عن الأمر وانتضر الكلام لأنه إذا كان سوف يطلب منه الرحيل سيفعل، لكن بعد رؤية حفيدته الأولى... كاتالايا...

لقد بحث عن معنى اسمها انها اسمٌ لزهرة نادرة، وكم بدى الأمر في نضره ملائماً لها، لطالما تمنى حفيدة ولذلك كان يحث روز ابنته على الزواج بسرعة ألا انها تؤجل الموضوع في كل مرة.

وما إن سمع من الاخبار، وقراءة الصحف عن ضهور حفيدة لآل مونرو، سمح لجدران الغضب التي بناها أن تتحطم وبنى طريقاً اساسه الحب والأشتياق للصغيرة المجهولة، وحالما اخبرته إحدى ابنتيه عن كاتالايا.

وجدها فرصةً مناسبة للذهاب، وإتخاذ طلب ابنتيه كذريعة،وها هو ذا ينتضر بحماس رؤية حفيدته، متناسياً حالة ابنته سيليفا التي لم تغفل عن العيون التي تلاحقها بن الفينة والأخرى.

وللأسف لم يكن ذلك شعور رائع مطلقاً..

فجأةً دخل جوناثان الصالة من الباب الجانبي الكبير، وورائه كورين فوقف سلفادور ضناً منه أنها حفيدته،ورغم برود ملامحه لكنه كان مبتهج جداً، توسعت عينيه بمفاجأة.

حينما دخلت كاتالايا وراء كورين،فبدت له تلك الأحداق الفستقية الواسعة مميزة جداً، اشبه بحفرةٍ في الأرض تجذب كل من يرمقها للنضر في أعماقها، ولم يلاحظ حينها أن الشابة تقف أمامه تمد يدها للترحيب .

وجنتيها اصطبعت بحمرة الخجل، عندما لم تجد من الرجل رداً ولم تكد لتتراجع إذ به يصافح يدها ويحمحم قائلاً:

-«إذاً أنتِ هي كاتالايا»

أومئت كاتالايا، وقالت متناسية ما حدث:

-«نعم، أنا ادعى كاتالايا فرانز يا سيدي»

-«بل مونرو »

كان المتحدث هذه المرة هو جابرييل، ولم يبدُ سعيداً بما تنطق به ابنته، لم تجبه كاتالايا إنما رمقته بطرف عينها بصمت، عقد سلفادور ما بين حاجبيه متعجباً مما يحصل.

أيعقل أنه وحفيدته متشاجران، التمعت اعينه بخبث، إذا هكذا يستطيع اخذ كاتالايا إلى منزله وترك هذا الأبله هنا ليتعفن مع أخوته.

وبالطبع سيأخذ بقية احفاده تدريجياً، وبهذه الطريقة تنجح خطته.

وكأن جابرييل علم ما يفكر به عمه، اقترب محاوطاً اكتاف ابنته يضمها بحضنٍ جانبي إلى صدره، رامياً بنضرات محذرة إلى سلفادور الذي كشر بسخرية.

زهرة أبريل-«التكملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن