الفصل الثالث والعشرون

474 51 16
                                    

ضحكات خافتة كانت تصدر من كورين وكاتالايا، وبالأخص كايا التي أحمر وجهها بس كتمها لأنفاسها، وكله لهدف سامي وهو الحفاظ على ثباتها لأجل أحمر الشفاه.

كان وضعهما كالآتي:

تجلس كورين على ركبتيها فوق السرير، وأمامها تموضعت كاتالايا،أنامل كورين على ذقن كايا ترفع رأسها تارة وتارة تخفضه تزين لها وجهها.

ولن أقول أن وجه كورين هو أفضل شيء، لقد كان ممتلئ بالألوان كالمهرجين تماما، أحمر الشفاه وصل للأنف، فبدى شفاه كبيرة ومخيفة، رسمة العين وصلت للأذن، مثل سيف يخرج من عينها.

والألوان فوق العين كانت مصيبة!، ازرق وأحمر وأخضر جميعها تدرجت بكمية هائلة على الجفن، وبهذا الشكل افتعلت كورين نفس ما فعلته كاتالايا بها.

وما إن انتهت من عملها، واجهت كاتالايا بصنيع عملها ، وهنا انفجر الأثنان ضحكاً بشكل جنوني، وضحكاتهما تكاد تخرج من جدران القلعة لفرط علوها.

وكان جابرييل في الخارج لأنباء الفتيات عن إقتراب سلفادور للوصول إلى القصر، وقبل أن يطرق الباب تهادى إلى مسامعه ضحكات ابنته، فارتاح قلبه وأنزاح الهم والغم عن روحه.

وطرق الباب بعد ما مضى فترةً وهو يستمع إلى رنات ضحكاتها،وثواني فتح الباب وكانت كورين تتمايل مثل المخمورة إلى جانب المقبض وتضحك بهستيرية، وورائها كاتالايا تضحك على السرير.

عقدة تكونت ما بين حاجبيه، ونضر إلى كاتالايا التي سيطرت على  نفسها، ووقفت أمامه مزيحة كورين التي وقعت للوراء،ارتفع حاجبا جابرييل بدهشة من جنون كورين ووجه ابنته وصديقتها،أما الأخرى فقد تناست مضهرها الغريب هي وكورين، ولكن جابرييل لم يعلق رغم تعجبه من أشكالهم.

لكنه أردف قائلاً:

-«سيأتي جدك الثاني اليوم»

خافت من أن تتكلم وتنفجر ضحكاً، لذا أومئت وأغلقت الباي بوجهه بسرعة.

وبعد إغلاق الباب أستطاع سماع ضحكات تصدح بشكل مفرط من الداخل، ما كان منه إلا أن يترك إبتسامة ويغادر إلى مكتبه.

..

وصلت عدة سيارات سوداء اللون رباعية المحرك، وتوقفت وراء بعضها بتنضيم وترتيب أمام قصر مونرو، تجمع أفراد العائلة في ساحة القصر للترحيب بسلفادور والحقد يملئ قلوبهم والغضب يعمي عيونهم وكل المشاعر تلك التي تخرج من السيارة بثقة وكأنها لم تدمر عائلة كاملة، لكنهم كبتوا مشاعرهم لأجل عمهم.

تحركت سيلفيا للأمام وقد كانت تجر مقعد أشلي بعدما انزلها الحراس، وهي ترمق جابرييل بعشق العالم كله، ذاك العشق المريض الذي يجعلها تتمنى لو ترتمي فأحضانه، وتقتلع أعين أي أحد ينضر إليه.

أما جابرييل... ارتعب قلبها ووجلت خوفاً كان وجهه مضلماً، عيناه الباردة رمقتها بكره العالم بأسره، دفعها ذلك للتوقف في مكانها، في تلك اللحضة ضربتها روز بكوعها وقالت بسخرية:

زهرة أبريل-«التكملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن