الفصل السادس والعشرون

742 68 44
                                    

"وأنني بت تائها بين أمواج الحاضر المتلاطمة،ارتجف برداً بعيداً عن دفئ منزلي الصغير، منزلي الذي لم تنطفئ مدفئته أبداً"
..

«هل كنتِ تعتقدين بأنني لن أعلم أبداً، إلى متى أردت إخفاء هذا عني؟»

قطبت كاتالايا جبينها، وتعابير وجهها الهادئة كانت عكس نبضات قلبها الصاخبة تماماً، ولأنها أرادت إخفاض هذا الضجيج قدر الإمكان ردت قائلة:

-«لم أنوي إخفاء شيء عن أحد، كنت فقط انتضر اللحضة المناسبة»

سك جابرييل اسنانه بغضب واحتقن محياه باللون الأحمر وعروقه التي برزت اضفت عليه هالة مخيفة جداً ولربما عرفنا الأن من أين ورثت كاتالايا شكلها المخيف أثناء الغضب.

تراجعت كاتالايا بضع خطوات للوراء حالما أقترب جابرييل منها، وكادت تتخذ خطوة أخرى لكن قبضة قاسية احكمت على ذراعيها مثبتتة إياها في مكانها.

وبفحيح غاضب نطق جابرييل:

-«وهل تعينين باللحضة المناسبة هي عندما تموتين؟»

كانت كايا سوف تصرخ من تصرفه العنيف معها،ألا وأنه بطريقة ما تلك الأعين الزرقاء حملت شيء من الخوف، وذلك دفعها للصمت وإمتصاص جميع ما يُصدر وما سيصدر.

ضنت انه قد يستمر بالصراخ واللوم والعتاب، ولتلقت هي ذلك بصدر رحب، في النهاية هي من تسببت له بهذا الألم، اقتحمت حياتهم على حين غرة فرضت حقها الشرعي عليه متناسية حقه وما فرض عليها من مبادئ تجاهه.

ارادت عائلة بدافع الأنانية مع انها كانت تعلم بأن قلبها قد يتوقف عن النبض بأي لحضة، أحبتهم رغم معرفتها بالعواقب التي ستلاحق فعلتها.

في بعض الأحيان ولن تنكر هذا لكنها كانت تلتصق بجابرييل، شعور من الأمان بجانبه دفعها لذلك، كانت أنانية..

تصلب جسدها حالما شعرت بأذرع جابرييل تحاوط خصرها بعناق، ورأسه يدفن داخل ثنايا عنقها، لقد انزل من جسده قليلاً ليتمكن من معانقتها.

-«فقط عندما ضننت أن عائلتي اكتملت خسرتها مجدداً، أولاً كانت هيلين والأن أنتي»

ارتجفت حدقتيها ، وبلل يغزو عنقها بالتحديد حين دفن جابرييل رأسه، ارتفع كفها ومسحت على ظهره المنحني من مآسي الحياة التي لاقاها، وكم أحزنها ذلك، وبصوت حاولت جعله ثابت قدر الإمكان لكنها فشلت، فخرج مرتعش مكسور:

-«لن أموت لذا لا تبكي، سوف أكون بخير لذا اهدأ، رجاءً وإلا بكيت معك أيضاً»

لقد كانت صادقة، هي لن تموت على الأقل بهذه الفترة ستكون بخير..

استمر بكاء جابرييل الصامت وهكذا هي انفجرت بالبكاء بعلو صوتها، كما لو كانت تنفذ كلماتها.

ابتعد جابرييل عنها، وظهرت سماويته بأجفان محمرة، مسح دموعها بطرف اصابعه، وقال وشعور من الندم تملكه:

زهرة أبريل-«التكملة» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن