غروب فوق كتفه

272 12 15
                                    

الخميس مساء


لم أعد أعلم حقًا ما الذي أفعله هنا في هذا المكان الذي بات يخنقني كلما طال بي الوقت.

الليل يقترب ببطء، وحمرة السماء بدأت تتحول إلى برونزية باهتة، كأنها تحذرني بأن موعد الغروب قد حان.

لم يبق لي الكثير من الوقت قبل أن يغمرني الظلام بالكامل، لكنني ما زلت هنا، واقفة بلا هدف، مترددة بين الرحيل والبقاء. الهواء البارد بدأ يلفح وجهي برفق، وكأن الطبيعة نفسها تحاول إيقاظي من هذا الشرود.

رفعت عيناي إلى السماء، وذهلت بما رأيت. كان الأفق متسبغًا بحمرة غروب الشمس، وكأن السماء تحترق بهدوء.

مر سرب من الطيور المهاجرة، يجوب الفضاء في تناغم مثالي.

حولي، أشجار ضخمة، تمتد أغصانها نحو الأعلى كأنها تحاول لمس السماء.

كل شيء بدا وكلوحة متحركة من الطبيعة، مليئة بالهدوء والجمال، لكن بداخلي كان الاضطراب ما يزال يقتات على روحي .

الأشجار كانت كثيفة للغاية، هل يجب أن أقلق؟ هل يمكن أن يكون هناك شيء في انتظار خروجه من بين تلك الظلال؟

لكن لا، لا داعي للقلق. الغابة ليست بعيدة عن المدينة. سأكون بخير.

كررت تلك الكلمات لنفسي مرارًا وتكرارًا، وكأنني أحتاج إلى إقناع عقلي بها. "سأكون بخير، سأكون بخير..."

أغمضت عيناي للحظة، أستجمع أنفاسي وأحاول تهدئة نفسي.

واصلت السير قدمًا، رغم أن الصوت الخافت للأوراق المتساقطة كان يهمس لي بحذر لم أفهمه.

وقفت عند حافة الجرف، أنظر إلى المنحدر أسفل قدمي،المساحة الخضراء التي امتدت في الأسفل بدت وكسجادة من الزهور المتنوعة، ألوانها تنساب بتناغم مع الشجيرات التي تحيط ببحيرة صغيرة.

كان المنظر ساحرًا، يأخذ الأنفاس، لكن تسارع الأدرينالين في دمائي يذكرني أنني على حافة الهاوية. خطوة واحدة فقط و سأودع الحياة،

الطبيعة نفسها كانت تغوي أفكاري لتجاوز هذا الخط الفاصل بين الأمان والمجهول.

حسنا هذا يكفي استكشفت من هذه الغابة بما فيه الكفاية لهذا اليوم ،أظن أنه حان وقت العودة بما أن خيوط السماء تنذر بمجيئ الليل و علي أن أسرع كي لا أضل الطريق و أجد نفسي عالقة بلا مخرج .

عندما استدرت إلى يميني لأغادر، شعرت بشيء غريب. لأشهق بصوت منخفض حين رأيت شخصًا يقف خلفي.

كان هنا طوال الوقت، بلا صوت، كأنه يختبئ في الظلال. كيف لم ألحظ وجوده؟ هل كان يقف خلفي طوال الوقت، أم أنه جاء فجأة؟ وهل كان يراقبني أم أنني لا أثير اهتمامه بما يكفي لينتبه لي؟

كاثارسيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن