منزل بلاكوود

96 7 52
                                    

أول ما لفت انتباهي في هذا المبنى هو جدرانه المبنية من الحجر الرمادي مع بعض التشققات التي تدل على قدمه .

و فوق المدخل توجد لوحة بسيطة محفور فيها بحروف معدنية:

Hatton garden safe deposit company

تجاوزت الأبواب الثقيلة المصنوعة من المعدن المصقول مع مقابض كبيرة وبجانبها الكثير من رجال الحراسة ضخام القامة الذين يرمقونني بحذر

لأتوتر من ما أنا مقبلة عليه ...

كل هذه الحراسة لمبنى كهذا الذي يضم آلاف الوثائق و الأشياء الخاصة أو ربما حتى الأموال ومن ضمنها شيء يعود لأمي!

ضغطت على المفتاح البارد الذي بدأ يأخذ شيئا من سخونة يدي لأدخل أخيرا فينتقل لي شيء من دفئ المكان عكس الخارج و أول ما قابلني هو الرواق الرئيسي المضاء بشكل خافت مما عزز من جو المكان الجاد و الصارم .

و رائحة المعادن الممزوجة برائحة الخشب القديم تتغلغل في أنفي.

على طول الرواق، توجد مكاتب الاستقبال بموظفين يرتدون بزات رسمية، وجوههم هادئة واحترافية.

الأرضيات مصنوعة من الرخام اللامع الذي يسمح بسماع صوت خطواتي يتردد أثناء تقدمي لأقف أمام إحدى المكاتب أطالع الموظف الذي رتب بضع أوراق في يده لكنه لا زال لم ينتبه لي.

أرجعت خصلة متمردة خلف أذني لأحمحم بهدوء يخفي توترا داخلي

"مرحبا سيدي "

رفع بصره إلي دون رأسه حيث بدا لي شخصا كبيرا في السن و تعابيره تجعلني أنفر منه .

"ماذا تفعلين هنا يا آنسة؟"

جعدت حاجباي بخفة لسؤاله الغريب .

حيث حسنت من وضعية وقوفي ولا يفصل بيني و بينه سوى نافذة زجاجية مع منفذ لتبادل الأشياء.

" أريد استرجاع ما وضعته سابقا في إحدى الصناديق هنا "

نبست بثقة في صوتي أغلف كذبتي كي لا تُكشف بينما أطالع يساري ،لا أريد إخباره أنها تنتمي لأمي كي لا تكون هناك تبعات قانونية في ذلك ،لأنهم يستطيعون سلب كل ما تملكه المرأة ما أن تموت .

ولا أستطيع المجازفة بذلك ...

هو أخيرا أعطاني كامل إنتباهه يدير كرسيه ليقابلني تماما .

"إذا كنتِ وضعتِ شيء هنا فَفِي الغالب أنا لم أكن مولودا بعد "

"ما الذي تقصده؟"

هو شبك أصابعه ببعضها بينما يحسن طريقة جلوسه و أنا لا أكف عن إدارة المفتاح في يدي بتوتر لينبس بصوته الذي ترك الزمن بصمة عليه .

"يا آنسة... منذ اليوم الذي وُظِّفتُ فيه هنا ،أي قبل أربعين عاما لم يسبق أن سُمِح لإمرأة بوضع شيء ما هنا"

كاثارسيسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن