ساعات مرت وأنا على نفس الحال
جسدي مهلك لكن نفسيتي من تستغيث لقد أخذوها منذ ساعات و لا أحد يرضى أن يخبرني أنها ستكون بخير كل ما قالوه أن حالتها خطرة لأنها فقدت الكثير من الدم و أخبروني أن فصيلتها لحسن الحظ موجودة في المشفى حتى لو كان بنك الدم صغير إلا أنها ستحتاج كميات كبيرة منه و بالتالي التكاليف ستكون حتما قاضية
لكن الشيء الذي سيقضي علي هو رحيلها عني
كيف سأتحمل فقدانها ! هذا كان بسببي أنا لم أنتبه لها لم أعطيها الرعاية التي تستحقها
لقد سرحت في البحث عن سر أمي متناسية أن أختي تعاني من وسوسة شياطينها
قلبي يعتصر و صدري يرجوني أن أريحه قليلا لكن هذا خارج عن سيطرتي ، أنا قلقة و خائفة من رحيل آخر عود ثقاب متبقى لي في العلبة
هذا يؤلم
هل سأصبح وحيدة الآن ؟ لطالما كنت كذلك لكن وجود رانا يزرع في داخلي القليل من الإطمئنان كأنه يخبرني أنه لا زال أحد ينتظرني و لازال لدي بيت يُؤويني
هل سأفقد هذا أيضا ! ما الجرم الذي اقترفته لأخسر جميع من لدي ؟
أنا بالكاد إلتقيت براي لئفاجأ برانا تلقي علي الوداع ،هل هذا نوع من التوازن الوجودي؟ يموت أحد ليحيى آخر؟
قطع سيل أفكاري صوت خطوات مسرعة نحوي إذ رفعت رأسي الثقيل بأطنان من الأفكار لأرى إلفي التي تحمل ليون و تجري نحوي و لاحظت زوجها السيد جوزيف واقفا بمسافة بعيدة عنا نسبيا و ما أن وصلت حتى أخذتني في عناق لكنني شبه خائرة فلم أستطع أن أبادلها
شعرت بيدها تربت على رأسي و الأخرى تضع ليون أرضا ، عيناي نفذ مخزونهما إذ لم أستطع البكاء في حضنها الدافئ بينما شعرت بيد صغيرة تطوق رجلي وأخرى تربت عليها بلطف
هي لم تتحدث بل فقط ضمتني بصمت كأنها تعلم أنني غير قادرة على الكلام بل أريد فقط أن يكُفَّ خافقي عن تعذيب صدري
بعد برهة أحسست بتعبها من الوقوف إذ استجمعتُ طاقتي المتبقية لأبتعد عنها و أحاول أن أصنع شبح ابتسامة لكنني أخفقت
إذ ربتُّ على المقعد جانبي لتجلس ففَعلَتْ و هي لا زالت تفترس وجهي وتَبيَّن لي عينيها الدامعة و جفونها الحمراء لتنبس بخفوت كأنها تخشى انكساري من الصوت العالي
"إليا هل أنتِ بخير عزيزتي ؟"
أَومأتُ بتعب و هي تعلم جيدا أنني أكذب لست بخير بتاتا أنا متعبة
لترفع يدها و تضعها على كتفي
"لا تقلقي إليا ..رانا قوية هي لن تستسلم و ستعود إليك لذا أريحي قلبك القَلِق"
"أنا بخير إلفي... أختي لن تتركني أنا أعلم ذلك "
صنعت ابتسامة مغصوبة لأجعلها تطمئن علي إلا أن تقطيبة ظهرت على حاجبي لإستغرابي من معرفتها بما حدث لرانا هي لا تعيش قرب منزلنا كيف عرفت إذا ونحن لا معارف لنا ؟
أنت تقرأ
كاثارسيس
Misterio / Suspenso****** هل تعرف ذلك الشعور؟ شعور يشتعل في أعماقك كالنار المندلعة، يحرق كل شيء في طريقه، يغمر قلبك في سواد من المعاناة. في ذلك الحيز الضبابي حيث تتعثر الأفكار وتضيع الآمال، يكمن ألم قديم، كخنجر مغروس في الروح. كل دمعة تسقط تروي حكاية لم تُروَ، وكل صرخ...