كان محمد يجلس في زاوية هادئة، غارقًا في قراءة كتابه. مظهره الهادئ والوقور جذب انتباهها، وجعلها تتأمله بدون أن تشعر. لكنها كانت تحاول منع نفسها من التفكير فيه، تحاول إقناع نفسها بأنه مجرد شخص عادي.
كانت نور تكافح مع مشاعرها المتضاربة، تحاول التركيز على دراستها، لكن كلما رفعت عينيها، وجدت نفسها تنظر إلى محمد مرة أخرى. كانت تقول لنفسها: "هو مجرد شخص عادي، لا داعي لهذا الاهتمام." ولكن بداخلها، كانت تعرف أن هناك شيئًا مميزًا بشأنه.
فجأة، قطع صوت الجرس العالي تفكيرها، معلنًا عن انتهاء الاستراحة. عادت نور إلى واقعها بسرعة، وأغلقت كتابها على عجل. رأت محمد يجمع كتبه بهدوء ويستعد للذهاب إلى محاضرته التالية. تبعته بنظراتها للحظة، بينما كانت نور تجمع كتبها في لحظة غافلة، خرج محمد من المكتبة ولم تراه. كانت قد قررت أنها تريد معرفة القاعة التي يدرس فيها، ربما لتكتشف المزيد عنه. عندما رفعت رأسها ولم تجده، شعرت بخيبة أمل طفيفة. تنهدت بعمق وقالت لنفسها: "ما هذا الشعور؟ لماذا أشعر بهذه الطريقة تجاه شخص بالكاد أعرفه؟"
كانت نور تحاول فهم مشاعرها المتضاربة. كانت تعرف أن هناك شيئًا مميزًا بشأن محمد، لكن لم تكن تفهم السبب وراء انجذابها له. هل هو التفاني الذي رأته في عينيه؟ أم ربما الهدوء الداخلي الذي يبدو أنه يمتلكه؟
مع هذا التساؤل المستمر في ذهنها، قررت نور أن تواصل يومها كالمعتاد، لكنها لم تستطع التوقف عن التفكير في محمد. كان هناك شيء ما فيه يثير فضولها، وربما أيضًا يثير رغبتها في أن تكون شخصًا أفضل.
عادت الى المنزل و قامت ب تجهيز حقيبتها ل غد و قامت ب روتينها المساء العادي ذهبت الى النوم و هي تنظر الليل ان ينتهي مر الليل طويلاً ونور لم تستطع التوقف عن التفكير في محمد. في الصباح، استيقظت وشعور غريب يتسلل داخلها. تجهزت بسرعة وخرجت من المنزل، تتحدث لنفسها: "يا إلهي، سأدرس أربع ساعات من الإنجليزية، ساعة من الرياضة، ثم ساعتين الفرنسية. إنه يوم طويل." وبينما كانت تسير وتفكر في جدولها المزدحم، أدركت فجأة أنها تأخرت.قررت أن تختصر الطريق لتصل إلى المدرسة في الوقت المحدد. ولكن، ما لم تتوقعه نور كان أن هذا الطريق المختصر يمر أمام بيت محمد. وعندما اقتربت، رأت محمد يخرج من منزله مسرعاً للمدرسة.
كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة لها، فشعرت بخفقان قلبها يزداد وهي تراقبه من بعيد. تساءلت عما إذا كان القدر يحاول أن يجمعهما مجدداً. سارعت نور في خطواتها لتلحق به، لكنها ترددت قليلاً، لا تعرف كيف تبدأ الحديث معه.
في النهاية، قررت أن تواصل السير بسرعة لتصل إلى المدرسة في الوقت المناسب، لكن فكرة مرورها من أمام بيت محمد كل يوم ظلت تداعب خيالها. ربما يكون هذا الطريق المختصر هو الطريق الذي سيوصلها ليس فقط إلى المدرسة، بل إلى اكتشاف المزيد عن محمد وحياته.سبقها محمد ولم تستطع نور اللحاق به. وصلت بسرعة إلى حصة الإنجليزية وجلست في مقعدها، تحاول استعادة أنفاسها وتركز في الدرس. انتهت الحصة، وخرجت نور من القاعة متوجهة إلى ساحة الرياضة. وبينما كانت تمشي في الممر، فجأة، رأت محمد هناك أيضًا.
تفاجأت نور برؤيته في ساحة الرياضة، واستغربت من كيف لم تلاحظ وجوده خلال هذه الأسابيع. كانت قد أمضت وقتًا طويلاً في المدرسة، لكن لم يسبق لها أن رأته في هذه المنطقة من قبل.
بينما كانت تحاول استيعاب الموقف، لاحظت أن محمد كان يتحدث مع مجموعة من الطلاب الآخرين، يبدو أنهم أصدقاؤه. كان يتصرف بشكل طبيعي، ضاحكًا ومسترخيًا. شعرت نور ببعض التوتر، لكنها قررت أن تتجاهل مشاعرها وتواصل طريقها إلى مكانها المعتاد في ساحة الرياضة.
جلست نور على مقعد قريب، تراقب ما يجري حولها، وتحاول التركيز على ما يجب أن تفعله. كانت تفكر في الصدف التي جمعتها بمحمد، وتساءلت إذا كان هناك سبب أكبر وراء تكرار هذه اللقاءات.بدأت نور بلعب كرة السلة مع زميلاتها في ساحة الرياضة. في الجهة الأخرى من الساحة، كان محمد وأصدقاؤه من قسمه يلعبون كرة الطائرة. بينما كانت نور تحاول التركيز على المباراة، لم تستطع منع نفسها من إلقاء نظرات خاطفة نحو محمد.
كان محمد يتحدث مع صديقه ويضحك، يبدو مستمتعًا بوقته. شعرت نور بشيء من الغيرة لأنها لا تعرف الكثير عن هذا الشاب الذي أثار فضولها. حاولت أن تركز على لعبتها، لكن تفكيرها كان يتشتت بين الحين والآخر.
في لحظة من المباراة، أصابت نور هدفًا رائعًا، فصفق لها زميلاتها بحماس. ابتسمت نور وعادت للتركيز على اللعبة، لكنها شعرت بشعور دافئ عندما لاحظت أن محمد قد نظر باتجاهها للحظة، ربما بسبب تصفيق الفريق.
مع مرور الوقت، بدأت نور تشعر بالراحة أكثر. قررت أن تستمتع باللحظة وبالوقت الذي تقضيه مع أصدقائها. كانت تعرف أن لديها الكثير من الوقت لتتعرف على محمد، ولكن في تلك اللحظة، كانت تفضل أن تعيش اللحظة وتستمتع بما تفعله.
وانتهت الحصة الرياضية، وتوجه الجميع إلى الإستراحة. وبينما كانت نور تغادر الساحة تذكرت مذكراتها جلست و اخذت دفتر مذكراتها و كتبت هذه الكلمات في اول صفحة ب خط عريض
«في زحام الأفكار وضجيج القلوب،
وقعت عيناها في بسمةٍ، كلمةٍ، نبضةٍ،
فتاة تعشق بصمتٍ، تحلم بسرٍّ،
يا لها من قلبٍ في عشقه يُباعُ»
أنت تقرأ
"بين الروح والمشاعر: قصة حب "
Nouvellesفي أحد أرجاء الثانوية توجد نورا، فتاة شابة ذات روح حرة ولا تلتزم بالقيود الدينية. تقضي نورا أيامها بين الأصدقاء والنشاطات الاجتماعية، حيث تتمتع بحياة مليئة بالمغامرات والتجارب الجديدة. في نفس الثانوية، يدرس محمد، شاب متدين وملتزم بتعاليم دينه. يتسم...