نايت مير

184 11 6
                                    

استيقظ بريت مبكراً ، كان عليه الذهاب لمخبز آل بولين لتجهيز الفطور للسيد ألبرت ، إن السيد ألبرت يثق بمخبز آل بولين ويحب المخبوزات التي يصنعونها وهو لا يتناول طعام الفطور إلا من عندهم ففي أحد أيام الخريف كان المخبز مُغلقاً ، صُعق بريت عندها ، كيف يمكن لهذا أن يحدث ; لم يُغلق المخبز أبوابه ابداً إلا في أيام الاحتفالات .

كان على بريت تجهيز الفطور ، ولكن ينقصه الخبز ، استعان بريت بمخبز آخر يقع بالقرب من مخبز آل بولين وهو يدعو الله ألا يكتشف السيد ألبرت فعلتهِ هذه .

انطلق بريت المسكين إلى منزل السيد ألبرت ، كان منزل السيد يقع على حدود الجهة الشرقية من المملكة ، فوق تلة صغيرة، وهذا مكان منعزل تقريباً , فهو يَبعُد عن وسط البلدة عدة أميال .

كان منزل السيد ألبرت كبير ذو طابع قديم الطراز ، و كان بيته متسخ من الخارج فهو يتعمد ذلك كي ؛ يبعد الأطفال عن المكان فأكثر مايكرهه السيد ألبرت هم الأطفال .

تقع أمام منزله حديقة صغيرة مُهملة مُثيرة لشفقة ، أزهارها ذابلة وعشبها مُصفر ، يُمكنني تشخيص مرض هذة الحديقة المسكينة بأنها عطشانة ، لم يبالي السيد ألبرت بري حديقته الصغيرة فهو يتركها للحظ ، وما أقصده بالحظ هنا هو المطر.

توجه بريت للباب الخلفي للمنزل الذي يؤدي للمطبخ مباشرة ، وأخرج المفتاح المعلق حول رقبته وفتح الباب ، سمع بريت صوتاً غريباً ، تقدم ببطئ ووضع الخبز على الطاولة التي تتوسط المطبخ ، وفجأة سمع صوت سقوط شئ ثقيل أصدر ضجة عالية ، فزع بريت وعادت به أقدامه للخلف صرخ بريت :" من هنا ؟!" ، "من هنا؟" وعندما همّ بالسؤال للمرة الثالثة ، قاطعه صوت سيده قائلاً : "ماذا؟ ماذا ؟...... لم تصرخ أيها المزعج ". تنفس بريت الصعداء وقال :"لقد سمعت أصوات غريبة يا سيدي وظننت أن هناك لص يتسكع بالجوار !"، تقدم السيد ألبرت وأتى من خلف بريت وركع على الأرض وأمسك بشئ ضخم أسود اللون. فزع بريت بما يحمله سيده ؛ لقد كان يحمل قط ضخم ذو عينين صفراوين أنه وحش لا محاله هذا مافكر فيه بريت ، نظر السيد ألبرت إلى عيني بريت المسكين وصرخ في وجهه :"هل تصرخ من أجل قط أيها الجبان الصغير"، دُهش بريت لما قاله سيده إنه ليس من عادة السيد ألبرت مداعبة القطط والرأفة بها ، لقد كان دائما يرفس القطط بقدمه ويصرخ في وجهها وكان دائماً يقول بأنها شياطين على هيئة حيوانات ! ما الذي تغير ياترى ؟! لماذا تغير السيد فجأه ؟! قاطع السيد ألبرت حبل أفكار بريت وقال له :"إنها تدعى نايت مير "

سعل بريت قليلاً وهو يحاول كتم ضحكته، فضرب السيد ألبرت عنق بريت من الخلف بقوة أهتز على إثرها جسد بريت الصغير.

ترك السيد ألبرت القط بعد أن داعبه وتوجه إلى الطاولة قائلاً : "أه أشم رائحة زكية " أمسك الخبز بيده اليمنى وعندما همّ بأكلها توقف فجأة وتصرف بعدها بشكل غريب أخذ يشتم الخبز ويقلبه بين كفيه كان يبدو كالقطط في تصرفه هذا، استدار السيد ليواجه بريت وقد تحولت عيناه للون الأحمر بشكل مرعب لقد جُنّ جنونه وأخذ بكل قطع الخبز الموجودة على الطاولة وقذفها في وجه بريت وصرخ :"أيها اللعين ! ، أيها الحقير! ، هل تحاول خداعي ، هل تعتقد بأني ساذج مثلك ؟ قل لي هل تجدني أحمقاً ؟!" ارتجف بريت المسكين وأخذ يتأتأ قائلاً :"آه ...لم ..أنا لم .." صرخ السيد مرة أخرى في وجه بريت :" أنت ماذا أيها الفاسق القذر الضئيل" لقد كان السيّد ألبرت منفعلًا ... للغاية.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 08, 2015 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

مملكة التُعساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن