الحفل

255 14 5
                                    

وَصل موكب الأمير "كامرون" الى القصر الذي احتشد حوله المئات من عامة الشعب للإحتفال بقدومه ، استُقبل الامير أفضل استقبال فكانت النساء على السطوح يرمون الأزهار في السماء ليعطي للأحتفال مسحة جمالية   ، وصدى الأبواق يعج المكان والتصفيق يصم الآذان والأهم من ذلك كله ابتسامات وضحكات الناس فعند رؤيتك لهذا المنظر سيسري في جسدك رعشة هادئة ويتسائل عقلك "لماذا الناس يحبون الأمير كثيراً؟! " ،، فكأنما المملكة تحتفل بزواج الأمير، كان الأمير يمتطي حصانه  ناصع البياض ، وكان يرتدي حلة زاهية  وعلى رأسه طوق مصنوع من الزهور الملونة الجميلة ، كان يبدو كالملاك وأنا لا أبالغ في ذلك. رفع الأمير يده اليمنى وأخذ يلوح بها لشعبه ، ازداد الهتاف والصراخ معبرين عن حبهم له وفرحتهم بعودته .

 دخل موكب الأمير الى داخل القصر وتوجهوا للحديقة الملكية خلف القصر التي سيقام الحفل فيها ، استقبل الملك والملكة الأمير وأخذوا يحيونه ويسألونه عن أحواله وبالمثل فعلوا بقية أفراد العائلة الحاكمة ، بعد ذلك جلس الأمير علی كرسي فاخر بجانب الملك .

                                    

   بدأت مراسم الحفل في تمام الساعة الرابعة كان الجو في ذلك اليوم جميلاً ونسيمه دافئ ولطيف. كانت الحديقة الملكية معدة بشكل رائع فمنظرها يأسر القلوب و كأنها جنة ، فكانت الطاولات مغطاة بأقمشة بيضاء فبعضها مصنوعة من الدانتيل المطرز و الآخر مصنوع من الحرير ،  وفوقها الصحون والملاعق الفضية اللامعة ، وفوق كل طاولة مزهرية مملؤة بأزهار اللافندر الأرجوانية ، وفي كل زواية من زوايا الحديقة توجد أقفاص فضية ، يوجد بداخلها طيور كناري جميلة، وبذلك امتلئت الحديقة بألحان هذه  الطيور. كانت الأطباق شهية جداً ورائحتها زكية و انتشرت المشروبات الباردة في كل مكان ولا ننسى ذكر الحلويات التي أبدع الطهاة في صنعها وتنوعت بين الكعك و الشكولاتة وفطائر المربى وغيرها مما يسيل له اللعاب.


   اصطف كبار الشخصيات في صف يصل إلى الأمير لكي يُلقو عليه التحية ، فكان الوزير "اكستون" هو أول من رحب بالأمير :"اه أميرنا العزيز ، لقد افتقدتك المملكة كثيراً ولكن ليس بقدر ما افتقدتك أنا" ، "اكستون" هو أقرب الوزراء إلى الملك وهو شخص حاد الملامح وذو بنية نحيلة ، يخفي "اكستون" نوايا سيئة ضد العائلة الحاكمة ، والأهم من ذلك كله هو شخص ماهر في النفاق و الكذب فادعائه بافتقاده للأمير كانت كذبة فهو لم يحب الأمير  يوماً، بل على العكس هو يكرهه ويتمنى من أعماق قلبه التخلص منه.


   عندما حل المساء توجه الجميع إلى صالة المسرح الكبير الذي تقع في الطابق الأرضي من القصر والتي ستقام فيه مسرحية السيد "ألبرت" وفرقته .

المسرح الكبير كبيراً جداً كما يصفه اسمه ، ينحدر مدرجه المليء  بالمقاعد الى الأسفل حيث تقع خشبة المسرح ، وثرياته المعلقة بالسقف تتدلى بشكل فاتن مضيفة للمكان طابعاً ملكي الطراز ، تقع مقاعد العائلة الملكية والشخصيات الهامة في خمس مقصورات كل مقصورة تتسع لعشرة أشخاص وهذه المقصورات معلقة في الأعلى حيث يُمكن قاطنوها من رؤية المسرح بشكل جيد .

خشبة المسرح هي أهم عنصر في هذا المكان وهي أجمل مافيه حيث تتدلى ستارته الحمراء المخملية العملاقة مخفية مايوجد خلفها. و يجدر بي عزيزي القارئ القول أن هذا المكان هو المفضل إلى قلب السيد "ألبرت"  بل أنه الشئ الوحيد الذي يحبه ، فهو متعلق بهذا المكان كثيراً ولا يكاد يفارقة حتى أنه في بعض الأحيان ينام هناك .

   امتلئت المقصورات بالعائلة الملكية وكبار الشخصيات من وزراء ومستشارين وغيرهم و امتلئت المقاعد ببعض من عامة الشعب رفيعو المكانة ، واستعدوا لمشاهدة مسرحية السيد "ألبرت" .

تسلطت الأضواء على خشبة المسرح فركز الجمهور انتباههم عليها ، تحركت الستارة كاشفة عما يقع خلفها

معلنة بداية مسرحية "الملك و الأحمق".

مملكة التُعساءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن