𝑂𝑃𝑃𝑂𝑆𝐼𝑇𝐸 𝑃𝑂𝐿𝐸𝑆²

1.3K 72 37
                                    






مرحبًا🍓🐰

،ـــــــــــــــــــــــــــــــ༺༻ـــــــــــــــــــــــــــــ،








هبّت الرِيَاح العَلِيلة بخِفّة يَدفعُ نَسِيمُها العَطِر أورَاق الشَّجرِ الهَامِدة إلى مَحطّاتِ مُبهَمة بَعِيدةً كُلّ البُعدِ عَن محلِ نَشأتِها الأصلِيّ

تَماماً كَما تُجبِرنا الظُروف عَلى مَدارِ أيّامِ الحَياة عَلى تَركِ كُلّ شَيءٍ وَرائنا وَ البَدء مِن جَدِيد فِي مَكانٍ مُختلِف وَ غَير مَألُوف

مُنذ سَنواتٍ قَلِيلة مَاضِية لَم يَكُن بوُسعِ بيكهيون أنْ يَتخيّل مُطلقاً بأنَّهُ سَيجلِسُ فِي حَدِيقةٍ عَامّةٍ فِي قَلبِ سيُول بَعِيداً لِلغَاية عَن مَسقطِ رَأسِه فِي دَايغُو

بَعد وَفاةِ وَالده إضطرّ بيكهيون وَ عَائِلته إلى هَجرِ دَايغُو وَ الإقَامةَ فِي سيُول عِوضاً عَن ذلِك تَارِكين خَلفهُم جَمِيع ذكرَياتهِم المُحترِقة

تَجمّد قَلبُ وَالِدة بيكهيون الدّافِئ لِيضحى مُتبلِداً وَ مُتحجّراً مِن كُلّ شُعور بَعد أن وَقع حُبّ حيَاتِها ضَحِيّة لحَادثِ سَيرٍ وَحشِيّ , بدَا الأمرُ كَما لَو أنّ بيكهيون لَم يَفقِد وَالِدهُ فَحسب بَل وَالِدتهُ أيضاً فِي تِلك اللّيلةِ الصّيفِية مِن يُوليو

سُحِب بيكهيون مِن دربِ أفكَارِه عِندما حَطّت فَراشةٌ هَشّة عَلى الجَهازِ اللَّوحِيّ الخَاصّ بِه تُرفرِف بجَناحيهَا الزّرقَاوين مُطالِبةً الصَبِيّ بمَنحِها إنتِبَاهَهُ الكَامِل

تلألأت بَسمةٌ صَغِيرة عَلى وَجهِ بيكهيون بَينما أخَذت عَيناهُ تُحدّق بالمَخلُوقِ الرّقِيق مُنبهِراً فِي جَوفِه بالسّحرِ الذّي أنعَمت بهِ السّمَاء عَلى تِلك الفَراشةِ البدِيعة

رَاقب الصَبِيّ بإهتِمامٍ الفَراشة وَ هِي تَهبطُ عَلى أنفِه لِيزدَادُ وُسع إبتِسَامته وَ ضَيائها يَشعُر بالحَماسِ وَ السُرورِ يَملئانِ مَعدته

أحَبّ بيكهيون الطّبِيعة وَ كُلّ تَفاصِيها التّي وَهبتها لِلبشرِ الجَاحدِين

لَوّح الصَبِيّ بإتّجَاهِ الفَراشةِ المُنسحِبة الآن يُبقِي أبصَارهُ مُثبّتةً عَنها حَتّى الحِين الذّي لَم تعُد بهِ مَرئِيّةً فِي مَرمى أبصَارِه


بَعد مُغَادرةِ الفرَاشة تُرِك بيكهيون بمُفردِه مُجدّداً

لَم يَكُن الصَبيّ يُمانِع مُطلقاً المُكوث بمُفردِه , فِي الوَاقِع كَان بيكهيون يَعتزُ وَ يُقدّرالوَقت الذّي يَمتلِكُه لِذَاتِه فَقط - كَان ذلِك يَمنحُه فُرصَةً لِإكتِشَاف نَفسِه وَ كَذا مَنحها العِنَاية المُناسِبة

𝑂𝑃𝑃𝑂𝑆𝐼𝑇𝐸 𝑃𝑂𝐿𝐸𝑆 | 𝐂𝐡حيث تعيش القصص. اكتشف الآن