بقلم هنا أحمد
البارت السابع من رواية أكان وهماًبعد لحظات من الصمت الذي ملأ المكان، قررت ريم أن تخرج من غرفتها وتنزل إلى الطعام. كان عمها سامي، الذي دائمًا ما كان يظهر بمظهر الرجل القوي القاسي، ينتظرها مع أمها، وشقيقها سليم، وراكان الذي لم يتوقف عن مراقبتها منذ لحظة وصوله، بالإضافة إلى شيرين، التي كانت تجلس بهدوء على الطاولة،
أما غيداء، "والدة سليم و شيرين"
فهي لم تكن مثل شيرين تمامًا، بل كانت تظهر اللطف والتفهم في عيونها. كان هناك شيء يميز غيداء عن باقي أفراد العائلة، وكانت ريم تشعر بأن غيداء هي الوحيدة التي يمكنها أن تشعر بما تعيشه.
عندما نزلت ريم، كان الجو في المائدة مشحونًا بالتوتر، ولكنها جلست بهدوء بين عمها سامي،
الذي كان يراقبها من حين لآخر بعينيه المليئتين بالشكوك، وأمها التي كانت تحاول أن تظهر طبيعتها الهادئة.سامي كان يتحدث مع سليم عن أمور خاصة
بينما كان راكان يراقب ريم في صمت، عينيه مليئة بالكثير من المشاعر التي لم تجرؤ ريم على تفسيرها.شيرين، كانت مثل عادة، صامتة إلا أنها لم تفارق ريم بنظراتها الحادة.
أما غيداء، فكانت الجالسة الأكثر هدوءًا، وكانت تبادل ريم ابتسامة خفيفة، وكأنها تقدم لها الدعم دون أن تقول واحدة.الطعام كان بسيطًا ولكن الأجواء كانت ثقيلة. بعد فترة من الصمت، حاول سليم كسر الجليد قائلاً: "الجو هنا غير مريح أليس كذلك؟ نحن جميعًا بحاجة إلى أن نضع كل شيء وراءنا ونتعاون."
نظرت ريم إلى سليم، ثم إلى راكان الذي كان لا يزال صامتًا. تنهدت بصوت منخفض قبل أن تقول: "الوقت وحده سيحل كل شيء. لا أريد أن أتحدث عن الماضي."
ليصرخ عمها سامي بحده قائلاً : لا أريد ان يتحدث أحد مجدداً عن هذا الأمر و إلا أقسم سأنسى ب أنكم عائلتي
ليصمت الجميع معادا سليم الذي لابد أنه لا يأبه بكلام عمه كثيراً
قائلاً بحده : سأتركك عمي لابد أنك متعب بالفعل.
ثم غادر تحت صدمة الجميع و بالأخص ريم و والدتها
كادت أن تنهض ريم قائله : حمدا لله لقد شبعت
ليصرخ مره اخرى سامي
اجلسي مكانك و أكملي طعامك ليتحدث ببطئ : لا مجال للنقاش فيما قلته
جلست بخوف وبينما كانت تجلس بينهم، شعرت ريم بشيء غريب يسكن في قلبها، مثل ثقل لا يُحتمل.
حسناء كانت الوحيدة التي لاحظت ذلك، فابتسمت لها مجددًا بلطف وقالت: "كلي عزيزتي انتي متعبه و تحتاجين الى التغذية."ثم جاء الوقت لينتهي الغداء. ابتسمت ريم بحزن، ثم نظرت إلى الجميع وقالت بصوت خافت: "سأعود إلى غرفتي الآن."
بعدما صعدت ريم إلى غرفتها، شعرت بحاجة إلى بعض الوقت لنفسها. كانت الدقائق تمر ثقيلة جدًا، كل فكرة تراودها تزيد من حيرتها. فجأة، سمعت طرقات على الباب.
أنت تقرأ
أكان وهماً
General Fiction"هل تعتقد أنني سأصدق كلماتك هذه المرة؟ أم أنك فقط تحاول عبثًا أن تُلبس الخيانة ثوب التوبة؟ أنت، الذي كنتَ تهدم كل شيء بحضورك، ها أنت الآن تدعي أنك ستبني ما هدمته. لكن أصدقك؟ ألم تشبع من تكرار الأكاذيب؟ في عينيك، أرى ظلال الماضي تتراقص، ولكن في قلبي،...