تَمْهِيد

39 6 10
                                    

أَبِيتُ اللَّيْلَ مُكْتَئِباً حينَ أنظرُ سَاهيًا
بأيّامٍ كان ينبغي أن أحيَاها

أو يَحياها الظلّ الذي كُنتهُ أو ذاكَ الذي كانَ بصحبتيَ لأعوامٍ
وَتنقضي الأعوَامُ كَحوار صامتٍ كَحافلةٍ مسرعةٍ أمامي

كأنهآ ذكرياتُ الشَخصِ الذي وَددتُ أن أكوَنه
كأنهآ ذَكرياتٌ قَرأتهُا في كتابٍ ثمّ فَقدته

كَاْلأَشْجَارِ مُتَوَرَّط بِالْوُقُوفِ مَنْ يَفْهَمُ رَغْبَتَكَ بِأَن تَسْتَرِيحَ قَلِيلاً
رَجْفَةُ يَدَيْهِ تَزْدَادُ لَفَتَتْ اِنتِبَاهَ أحَدِ تَشَعُّبِ اَلتَّوتُّرِ فِي أحْشَائِي
اَلنَّظَرَ لِكُلِّ شَيْءِ بِلُطْفِ لَعَلّ اَلرِّفْقَ

حَروفً تمتزجُ مع بضعتِ حروف تشكلُ لِي قصيدة البؤسِ تجَعلُ منِ ضائعٍ أشعرُ بهاويَة مِن الفراغِ  وَأقَسمتُ بأني لَن أقع بظلال الحَزنِ وَها أَنا هُنا تتهشم روحُي إلمً لقَسمِ





6:30PM




-"أليساندرو!؟ ، مابكَ؟ هَذهِ أنا كاثِرين ممرضتكَ"

لَازَالَت تُرَاودُنِي فِكرَةٌ يُصَاحِبُهَا شُعورًا مَرَّ ، أعَانِي مِن أَلَمِ رَأْسي فِي هَذِه اللَّيلِيِّ
مِن فَرطِ تَفكِيرِي كُلُّ مَا قَد أَتَمنَّاهُ فَقَط بِأَنَّ الأَيَّامَ المَاضِيَة يَزدَادُ حَاضِراً ، لَا تَكُفُّ أَفكَارِي عَن الرَّكض ، تَترَاكَضُ خَلفَ بَعضِهَا الْبَعضِ ، تَضغَطُ وَتَنهِشُنِي بِرَعبِها أَصوَاتُ الْكَلِمَاتِ الَّتِي نَطقَتْ لِي ذَات مَرَّةٍ لَازَالَت تَترَدّدُ فِي طَبلَةِ أُذُنَايَ بِأَلَمِ رَأْسِي إِنَّهُ سَيءٌ حَقًّا ، جَسدِي لَا يَكفُّ عَن الإِرِتِجَاف خَوفهَا مِن خُطوَاتِي هَذهِ الأَيَّامِ ، خَذّلت خِذلَانَ مَفَاجئ ، أَتَت تَلكَ اللَّيلَة ، وَلقَد وَصَلتُ لِيوَمٍ... تَمنّيتُ أَن تَنتهِي حَيَاةُ رُوحِي بِي قَبلَ ان أَعِيشَهُ وَلكَن لَا إعِترَاضَ عَلَى مَا قُدّرَ لِي

-"لاشيء ، كاثِ متى يمكّنني الخروج مَن هُنا؟"

-"بعد ثلاثون دقيقة"

-"حسناً ، لن أتي للمزيد مِن جرعات الدواء؟"

-"لا ، لديكَ جلسة بعد ثلاثة أسابيع"

-"كاثِ ، ما مدى قربكِ مني؟"

لَمَ تنبَس ببنَسَ شفة آمِالت برأسها وَتضُم مستندات إلى صدرها

-"لسنتين بعد موت زوجتكَ"

-"هل يمكنني أخباركِ شيءٍ؟"

"بالتأكيد"

"مارتينا...كنت أَود آحِتِضانُهَا كمَا لَو إنهَا الْفُرصَةُ الْوَحِيدَةُ للِنجَاةِ..."

.

.


.



.



.


.

.

-رأيكم؟

-كلمات أليس لـِ كاثِ؟

-رأيكم بالبداية؟

المُتَهيَّبُحيث تعيش القصص. اكتشف الآن