كُـل ثَورِة تَبدأ وتَنتَهـي مَع شَفتِيها: chap09

6 0 0
                                    

زايرن أحس بتخفيف عظيم عندما أومأت فارينا بإجابة إيجابية، وحملها بين ذراعيه برفق كما لو أنه يحمي كنزًا ثمينًا. خرجا من المنزل بسرعة هادئة، وصولاً إلى سيارته حيث جلست فارينا بجانبه، وهي تحتضن ذراعيه بإحكام.

في المستشفى، تم تقديم الرعاية الطبية لفارينا بسرعة. كانت الغرفة هادئة ومضاءة بضوء خافت، حيث بقي زايرن بجانبها، يراقبها بقلق وتعاطف، محاولًا تخفيف معاناتها بكل ما أمكن.

بعد ليلة من القلق والصلاة الصامتة، عادا إلى المنزل في اليوم التالي. كانت الأمور هادئة نسبيًا، حيث جلسا سويًا في غرفة الجلوس. زايرن لم يتحدث كثيرًا، بل كان يمد يده بين فترات لتلمس يد فارينا برفق، للتأكد من أنها بخير.

فارينا كانت هادئة، تحمل وجهها آثار الإرهاق والألم، لكن في عينيها بريقًا من الشكر والاعتراف بالدعم الذي قدمه لها زايرن. احتضنها وهي جالسة بحضنه، ووضعت رأسها على صدره، حيث لعب زايرن بشعرها برفق، حتى نامت.

بينما كانت نائمة، نظر زايرن إليها بعيون واسعة، يتأمل وجهها الذي بدت عليه آثار التعب والبكاء. قرر أن يكون إلى جانبها طوال الوقت، وألا يتركها حتى للحظة. شعر بحزن عميق يعتريه عندما رأى ملامحها المنهكة بسبب المحنة التي مرت بها. قرر أن يجعل كل شيء أفضل بالنسبة لها.

ذهب إلى المطبخ وبدأ بالتحضير. فتح الثلاجة وأخرج المكونات بعناية، حاملًا البيض والحليب والدقيق برفق، وكأنه يتعامل مع كنوز ثمينة. قام بخلط المكونات بحذر، مضيفًا لمسات من الحب والاهتمام في كل خطوة. بينما كان يخلط الخليط، تذكر ضحكات فارينا، وأمل أن تكون هذه الحلويات قادرة على إعادة البسمة إلى وجهها.

صب الخليط في قوالب صغيرة ووضعها في الفرن، متابعًا بحذر على الوقت والحرارة. بينما كانت الكعكات تُخبز، بدأ بتحضير الزينة. ذاب الشوكولاتة الداكنة، وخلطها بالكريمة الطازجة، مكوّنًا غاناش غني وناعم. قطع الفواكه الطازجة بعناية، مزينًا بها الأطباق بشكل فني.

بينما كان يقوم بكل ذلك، شعر بارتياح داخلي، وكأن هذه الأفعال البسيطة قادرة على حمله بعيدًا عن الواقع الأليم ولو للحظات. تذكر كيف كانت فارينا تبتسم عندما تتناول الحلوى المفضلة لديها، وكان يأمل أن يرى تلك الابتسامة مرة أخرى قريبًا.

عندما اكتملت تلك المهام، عاد إلى الغرفة حيث كانت فارينا نائمة. اقترب منها ببطء وتردد، متأملاً وجهها الهادئ. اقترب زايرن بحذر، وقلبه ينبض بشدة، مشى ببطء إلى جانب السرير. تردد للحظة، ثم أمسك بخفة بخدها، ملامسًا إياه برقة.

اقترب ببطء، مستلقيًا على شفتيها ببطء وحذر، تاركًا قبلة لطيفة ودافئة. شعر بأنفاسها الهادئة تمس شفتيه، وشعر بقلبه ينبض بشدة. كان للحظة يشعر بأنه ينقل كل حبه واهتمامه من خلال تلك القبلة البسيطة. بعد أن أبعد شفتيه عنها، بقي للحظة يتأمل وجهها الهادئ، محاولًا تخزين كل تفاصيل تلك اللحظة في ذاكرته.

THE MACHINEحيث تعيش القصص. اكتشف الآن